يشهد إقليم كردفان فى السودان، تصعيدات عسكرية كبيرة، وزيادة فى التحركات واتساع فى رقعة العمليات العسكرية، فيما تواصل ميليشيا الدعم السريع ارتكاب انتهاكاتها فى الإقليم، فى محاولة لفرض سيطرتها على كامل الإقليم.
وكشفت وسائل إعلام سودانية، أن الدعم السريع، استهدفت مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان بطائرة مسيّرة ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين، ووقع الهجوم في حي طيبة شمال شرقي المدينة، وفقا لمصادر أمنية.
الدعم السريع يستهدف الأبيض بطائرات مسيرة
ومن جهتها، أعلنت ميليشيا الدعم السريع تنفيذها ضربة بطائرة مسيّرة على قسم طيبة جنوب الأبيض، مشيرة إلى أنها أوقعت عدداً كبيراً من القتلى، في وقت بثت فيه عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفته بـ"النداء الأخير" موجهاً للعسكريين في الجيش وحلفائه بمناطق الدلنج وكادوقلي والأبيض، دعتهم فيه إلى تسليم أسلحتهم مقابل "انسحاب آمن".
الجيش السوداني يعزز دفاعاته حول الأبيض
ومن جهتها، عززت القوات المسلحة السودانية، من تحركاتها وعملياتها العسكرية في ولاية شمال كردفان، وتمكنت من بسط سيطرتها على منطقة علوبة الواقعة على الحدود بين محليتي الرهد وشيكان، في خطوة تهدف إلى تعزيز خطوط الدفاع حول مدينة الأبيض.
واستأنفت قوات الجيش والقوات المشتركة عمليات التمشيط في منطقة علوبة على الطريق القومي الذي يربط ولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان، باعتباره خطاً دفاعياً متقدماً لتأمين مدينة الأبيض.
وكشفت مصادر أن القوات تواصل تقدمها غرب مدينة الأبيض باتجاه مناطق أبو قعود وأم صميمة، في إطار عمليات عسكرية تهدف إلى توسيع نطاق السيطرة وإبعاد التهديدات عن محيط المدينة.
مقتل 6 جنود أمميين فى هجوم بطائرات مسيرة
وفى تصعيد جديد، لقي 6 من جنود بعثة الأمم المتحدة في أبيي"يونيسفا" مصرعهم، السبت، إثر هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت معسكرًا للبعثة بكادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، فيما حملت الحكومة السودانية الدعم السريع المسئولية.
وقالت مصادر موثوقة في البعثة الأممية إن هجومًا بثلاث مسيّرات استهدف معسكرًا لوجستيًا للقوة الأممية ومحطة وقود، سقط جراءه 6 قتلى من الجنسية البنغلاديشية، وأصيب عدد كبير من الجنود، بينهم إصابتان في حال الخطر، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأكدت المصادر، أن الهدف الأساسي، لاستهداف المسيّرات لمحطة الوقود والمعسكر الأممي، هو دفع البعثة الأممية لمغادرة كادقلي، وبالتالي التمهيد لاجتياح المدينة من قبل قوات عبد العزيز الحلو المتحالفة مع الدعم السريع، والذي تحاصر قواته المدينة منذ عدة أشهر.
واتخذت البعثة الأممية إجراءات عاجلة في أعقاب الهجوم، بينها حصر الأفراد بجانب إرسال إشعار نظام تتبع الحوادث الإلكتروني (e-TA).
وشملت الإجراءات، إبلاغ موظفي الأمم المتحدة وشركاء فريق القيادة العليا (SLT) بتجنّب المنطقة، كما تم إخطار مركز العمليات الأمنية (ASC)، علاوة على إعادة النظر في تنفيذ المهام غير الأساسية إلى كادقلي.
حكومة السودان تدين
ومن جهتها أدانت حكومة السودان الحادث، وقالت فى بيان رسمي:" تدين حكومة جمهورية السودان بأشد العبارات الهجوم الجوي الذي نفذته مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة باستخدام طائرة مسيّرة واستهدف مقرّ الأمم المتحدة بمدينة كادقلي في خرقٍ جسيمٍ للحماية المقرّرة للمنشآت الأممية وانتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي الإنساني".
وتابع البيان :"إن استهداف منشأة أممية محمية يمثل تصعيدًا خطيرًا وسلوكًا إجراميًا يرقى إلى عملٍ إرهابي منظم ويكشف عن استخفاف متعمد بالقانون الدولي وتهديد مباشر لعمل البعثات الإنسانية والدولية".
وحمّلت حكومة السودان مليشيا الدعم السريع، المسئولية الكاملة عن هذا الاعتداء وتدعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حازمة وإجراءات رادعة تكفل حماية المنشآت الأممية والعاملين في المجال الإنساني ومحاسبة الجناة وفق القانون الدولي.