فى قرية "موشا" وتحديدًا فى درب "أولاد حسن" حيث كان يقطن المفكر"سيد قطب" التقينا بعائلة "الشاذلى حسن"، أو "أولاد حسن"، كما يطلق عليهم، وهم أبناء عمومة قطب وأقاربه، وبمجرد أن ذكرت اسمه أمام أحدهم قال "الله يخليكى عايزين نربى العيال".
جاء الحاج "الشاذلى" أو "شادلى" مثل ما ينادونه، وهو ابن عم "سيد قطب" ويعمل مدرسًا للغة العربية بالمعاش، وقال" كُنت صغيرًا عندما كان يأتى فى زيارات إلى البلد، وأذكر أن الكبار من أهل القرية كانوا يستشهدون بذكائه الخارق، فيقولون "خليك ذكى زى سيد" كما أن الشيخ "الجبودى"، الذى تعلم "سيد" على يديه القرآن، كان يشيد بسرعة بديهته رغم إنه ترك الكتاب مبكرا واتجه للمدرسة.
ويكمل:"على الرغم من سفره إلى القاهرة فقد كان حريصًا على صلة الرحم، وكان يزور البلد فى الأعياد والمواسم، وكان كريما يهب الفقراء "ساعات وفلوس" وكانت له شعبية كبيرة فى القرية حتى أن الناس كانت تنتظره على محطة القطار إذا ما علموا بقرب وصوله".
ويضيف"كانت الناس تستوقفه فى الشارع لتسأله عن أمور الدين وكان يبسط لهم ما استعصى فهمه، وكان له "كرامات" فكان الناس يلجأون إليه فى تفسير الأحلام.
واختتم "بعد ما انضم إلى الإخوان المسلمين لم نتعرض لمضايقات من الأمن، إلا أننا ما زلنا نعانى من رفض الحكومة إلحاق أبنائنا بالكليات العسكرية لقرابتنا به، رغم أن معظمنا أعضاء بالحزب الوطنى".
بعدها انتقلت إلى منزل الحاج "عبده محمد" أو "عبده أفندى" كما يطلق عليه أهل القرية، وهو رجل تجاوز المائة عام بقليل، وكان واحدا من أصدقاء قطب، وتحدث عن علاقته بقطب وقال: "كان شابا طموحا يمارس أنشطة اجتماعية، حتى إنه أنشأ ناديا للمتعلمين بالقرية واستمر "سيد" فى رئاسته حتى حدث نزاع بينه وبين زميله "حسن رمضان"، الذى طمع فى رئاسة النادى فترشح ضد سيد فى الانتخابات، إلا أنه سقط، ولم يرض عن نتائج الانتخابات وتشاجر مع "سيد" وحدث نزاع أفشل النادى.
ويضيف"وكان سيد قطب بارا بأهله وبإخوته وكان يشعر بالعرفان تجاه "محمود شافع" زوج أخته، الذى ساعده فى تعليمه، وعندما توفى "شافع" وقف سيد إلى جوار أبناء أخته حتى أتموا تعليمهم وأصبح أحدهم "طبيبا" والآخر "قاضيا".
و"يكمل" قبل أن يسافر إلى أمريكا التقى بى وبزميلنا "حزين عبد الفتاح" وقال" أنا هسافر أمريكا وهعمل حركة فى المجتمع وهاخدكم معايا فيها أنت وحزين يا عبده"، وعندما سافر أرسل لى خطابا للتعزية فى وفاة والدى، وأرسلت أنا أيضا له خطابا أخبرته فيه برغبتى فى الالتحاق بكلية "دار العلوم" ورد علىّ بجواب آخر رقيق كان كتحفة أدبية عبر فيه عن إعجابه بطموحى وشجعنى على الاستمرار فى التعليم".
وعندما سألته عن مصير الخطابات قال: "قطعتهم بعد اللى حصل معاه عشان خفت أتمسك بيها أو يعملولى مشاكل".
ويستأنف "وسيد لم يتزوج لأنه كان مغرما بإحدى الفتيات وخطبها بالفعل، إلا أنها كانت مغرمة بضابط وسيم، وكان سيد ليس بالوسامة التى كان عليها الضابط، فتركها ولكنها تركت فى نفسه أثرا كبيرا وكتب لها "مقدمة إلى التى شاركتنى فى الأحزان التى خضنا فيها معا ودنت ودنيت ثم سارت فى طريق وسرت فى طريق".
وبعد أن غادرته اصطحبنى أقاربه إلى "كتاب الشيخ الجبودى"، الذى تعلم فيه قطب، وفوجئت أن الكتاب تحول لـ"سنترال" بعد وفاة الشيخ القائم عليه، وذهبت أيضا إلى منزل "قطب" وأخبرنى الشباب أن أخاه "أحمد" ظل مقيما فيه حتى وفاته منذ أعوام، وقد ظهر على المنزل عوامل الزمن، وكان موصدا فلم أتمكن من الدخول إليه.
عائلة "سيد قطب": كانت له كرامات وسخيا على الفقراء
الأحد، 02 مايو 2010 10:30 م