عصابة وكيل النيابة فى شبين القناطر غيَّرت أحراز عشرات القضايا وحصل المتهمون فيها على البراءة

ضباط وأفراد شرطة ووكلاء نيابة وراء سرقة واستبدال الأحراز فى قضايا المخدرات

الجمعة، 09 أبريل 2010 02:04 ص
ضباط وأفراد شرطة ووكلاء نيابة وراء سرقة واستبدال الأحراز فى قضايا المخدرات حبيب العادلى
خالد إدريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سرقة أحراز القضايا مسلسل لا ينتهى ويبدو أنه لن ينتهى، ورغم تكرار الحوادث لم يتحرك أحد لوقف المسلسل ويقينا لن يتحرك أحد فهو بمثابة بيزنس كبير للمنحرفين من رجال الشرطة والنيابة يدر عليهم أموالاً طائلة، ولعل قضية سرقة الأحراز من قسم ثان 6 أكتوبر تعيد فتح الملف من جديد.

شهدت مصر عدة قضايا كان وراءها أحراز تم تسريبها أو سرقتها ولعل أشهرها شريط دينا ورجل الأعمال المعروف حسام أبوالفتوح الذى هز الشارع المصرى وكان حديث الرأى العام ومادة دائمة فى جميع الصحف والمجلات وحقق البعض منه ثروات طائلة، وتساءل الجميع عمن سرب الشريط؟ مع تكهنات بأنه تسرب بعد اعتقال أبوالفتوح ومصادرة الشريط، مما يعنى أن جهات لها علاقة بالتحقيقات هى التى سربته، ثم باعته بالداخل وللخارج وحقق هؤلاء ثروات طائلة فقد وصل شريط دينا آنذاك إلى لندن وتم بيعه بـ50 جنيها إسترلينيا. وانتشر فى مصر وانتقل من العاصمة إلى الأقاليم.

وهناك أسئلة عديدة فى هذه النقطة، هل هذا الشريط أو السى دى من أحراز القضية؟ وهل تسرب من أيدى الشرطة التى اقتحمت فيللا حسام أبوالفتوح أم أن آخرين هم الذين سربوه؟ وهل يمكن للشرطة أن تعثر على شرائط وسيديهات فى فيللا حسام أبوالفتوح ولا تدخلها ضمن أحراز القضية بحيث تجد طريقها إلى الخارج؟

كل الاحتمالات موجودة وقائمة، ولكن المؤكد أن تسريب الشريط تم بفعل فاعل سواء كان مقصودا منه تأديب الرجل واغتياله معنويا أو كان الهدف تحقيق مكاسب مادية.

ومن القضايا المهمة فى مسلسل سرقة الأحراز نذكر إلقاء القبض على وكيل نيابة وأمين شرطة و26 آخرين بتهمة اختلاس أحراز قضايا المخدرات بنيابة شبين القناطر واستبدالها بأحراز أخرى خالية من المخدرات، مما ترتب عليه حصول المتهمين فى هذه القضايا على أحكام بالبراءة. القضية حملت رقم 1638 لسنة 2008 وأكدت تحريات مباحث وزارة الداخلية أن «خ.س» (33 عاماً) أمين شرطة بنيابة القناطر و«أ.ر» (28 عاماً) وكيل نيابة شبين القناطر سابقاً و25 آخرين يقومون بتزوير المحاضر أثناء عرضها على نيابة شبين القناطر عن طريق إثبات تواريخ سابقة على ضبط المتهمين فيها على خلاف الحقيقة بهدف بطلان الإجراءات فى تلك الجنايات واستفاد المتهمون فيها بالحصول على أحكام بالبراءة. ونسبت التحريات لأمين الشرطة، ووكيل النيابة السابق تهمة الاشتراك مع باقى المتهمين فى تزوير المحاضر أرقام 7362، 7482، 7576، 8046 لسنة 2007، و850، 690، 852، 689، 848 لسنة 2008 إدارى مركز شبين القناطر، وقضايا الجنايات أرقام 3850 لسنة 2007 جنايات مدينة نصر ثان، و16679 لسنة 2007 جنايات مصر القديمة و26085 لسنة 2007 جنايات مركز طوخ، 12027 لسنة 2007 جنايات شبين القناطر، و363 لسنة 2007، جنايات، 36368 لسنة 2007 جنايات أول العامرية و479 لسنة 2008 جنايات الهرم و17745 لسنة 2007 جنايات مركز المنصورة و11796 لسنة 2007 جنايات قليوب و19811 لسنة 2007 جنايات المرج، وهى القضايا التى حصل المتهمون فيها على البراءة.

وأضافت التحريات أن المشتبه بهما الأول والثانى استوليا على أحراز قضايا المخدرات المضبوطة واستبدلاها بمواد أخرى خالية من المخدرات وأرسلاها إلى المعمل الكيماوى، وذلك فى القضية رقم 15461 لسنة 2007 جنايات شبين القناطر.

ولعلنا لا ننسى أيضًا سيديهات فضيحة طبيب الأسنان الشهير «العجماوى» التى بيعت فى الأسواق وكانت من أحراز القضية أيضًا وتسبب تداولها فى فضائح بالجملة لكل من ظهرن فى السيديهات وأسرهن. وقد انتشر شريط العجماوى مع العشرات حتى تداولوه على أجهزة المحمول، وكان هذا الشريط أيضًا من أحراز القضية فمن وراء تسريبه؟ ولعلنا نذكر مجند الشرطة الذى كشف عن تورط ضابطين «شقيقين» فى قضية الاستيلاء على كمية من المخدرات، كانت النيابة قد قررت إعدامها، حيث ألقى القبض على المجند داخل محطة الأتوبيس فى محافظة أسيوط وبحوزته المواد المخدرة، واعترف فى تحقيقات النيابة بأنه كان فى طريقه لتوصيلها من الضابط إلى شقيقه بمحافظة الوادى الجديد، وتبين من تحقيقات النيابة العامة أن الكميات المضبوطة من الأقراص والعقاقير المخدرة هى أحراز لقضايا قديمة صدرت بشأنها قرارات من النيابة العامة بإعدامها.

ومن القضايا الهامة أيضًا التى لا يمكن إغفالها حادث القبض على المقدم أشرف محمد عبدربه، نائب مأمور مركز شرطة أبوالمطامير السابق، وياسين عبدالرحمن أحمد، مساعد شرطة، وعبدالمولى عبدالوكيل، أمين شرطة بالمعاش بتهمة اختلاس سيارات ملاكى من جراج مركز الشرطة جهة عملهم وكشفت التحقيقات أن تلك السيارات كانت محجوزة فى قضايا لدى القسم، وأن المتهمين باعوا تلك السيارات، وأثبتت التحقيقات قيام المتهمين بالتزوير فى محررات رسمية ودفاتر مركز الشرطة.

ومن القضايا التى لاتنسى قضية اختلاس حرز مجوهرات ذهبية من مركز شرطة الخانكة والمتهم فيها سمير أحمد فؤاد نقيب شرطة ومحمد عادل السيد عبدالله أمين شرطة وأحمد عبدالمنعم شحاتة رقيب شرطة، واثنان جواهرجية، وأحد أصدقاء الضابط المتهم الأول، وكانت أسرة القتيل طلعت بشرى يعقوب الذى عثر على جثته مقتولاً داخل سيارته بطريق بلبيس الزقازيق مصاباً بعدة طلقات نارية وعثر بجواره على حقيبة بداخلها 3 كيلوات ونصف كيلو ذهبا، قد تقدمت بطلب لرئيس نيابة الخانكة لاستلام الذهب الخاص بوالدهم وأثناء عملية استلام الذهب اكتشفوا استبدال الذهب الأصلى بآخر صينى، وأدلى المتهمون باعترافات تفصيلية حول الواقعة، تضمنت قيامهم بفض الشمع الأحمر من الحرز واستبدال الذهب الأصلى بذهب صينى ثم تشميع الحرز مرة أخرى بعدما قاموا بتقليد ختم وكيل النيابة المسئول عن القضية وقاموا ببيع الذهب الأصلى لأحد محلات الذهب بشبرا الخيمة.

ولا تفوتنا قضية محمد عبدالفتاح عابدين أمين مخزن المخدرات قبل الفحص بمصلحة الطب الشرعى والذى تم ضبطه يروج المخدرات، وتبين أنه يختلس أحراز المخدرات ويبيعها لحسابه، وأمرت النيابة بحبسه، وكذلك قضية سرقة 222 قطعة سلاح من مخازن الطب الشرعى أيضاً وألقى القبض على عدد كبير من المتهمين.

وقضت المحكمة بمعاقبة عبدالرحمن محمد عبدالرحمن «أمين مخزن» مضبوطات الأسلحة بدار التشريح بمصلحة الطب الشرعى بوزارة العدل وزكى فايز زكى «37 سنة» مساعد مهندس بالسجن المؤبد والعزل من الوظيفة، ومعاقبة حسن أحمد حسن الأشقر «48 سنة» صاحب مكتب مقاولات وعيد بيومى جبران «67 سنة» بالمعاش، ونبيل سعد على «40 سنة» فنى كهربائى بالسجن المشدد لمدة 15 سنة، ومعاقبة كل من سعد الدين أحمد حسن الأشقر «43 سنة» فنى تشريح بمصلحة الطب الشرعى، ومحمد سيد طه أحمد «24 سنة» سائق أجرة بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات، وتغريم المتهمين من الأول حتى الخامس 15 ألف جنيه وإلزامهم برد مبلغ مساو لمبلغ الغرامة عن تهمة اختلاس تلك الأسلحة وبيعها.

ومن القضايا الهامة أيضاً القضية رقم 138 لسنة 2009 عرائض غرب الإسكندرية المتهم فيها نقيب الشرطة أحمد رامى وأحمد إبراهيم السقا مندوب الشرطة وذلك بتبديل كمية من مخدر الحشيش بالشيكولاتة وكذلك المسئول عن مخزن المخدرات بميناء الإسكندرية.

وجهت نيابة غرب للمتهمين تهمة اختلاس أحراز من قسم شرطة العامرية وهى عبارة عن 3 طربات من مخدر الحشيش تم الاستيلاء عليها عن طريق ضابط الشرطة أحمد رامى لتسليمه إلى مخزن الأحراز بميناء الإسكندرية فقام المتهم الثانى أمين الشرطة بشراء شيكولاتة خام من سوبر ماركت بمنطقة الهانوفيل، وتوجه مع الضابط إلى شقة خاصة بشاطئ النخيل فى منطقة 6 أكتوبر وقاما بتبديل الأحراز بالشيكولاتة ثم توجها إلى مخزن الأحراز فى الميناء لتسليم الحرز وأثناء فض الحرز بمعرفة لجنة فض الأحراز تم اكتشاف الواقعة.

وهناك عشرات القضايا المشابهة التى لا تدل إلا على انتشار الفساد بصورة خطيرة، والرغبة فى الثراء بسرعة وبأى شكل دون النظر للعواقب، ومازالت مخازن الأحراز وستظل مرتعا للحراس واللصوص والفاسدين يسرقون ويستبدلون دون رقيب أو حسيب بغض النظر عن العواقب، ولكم أن تتخيلوا خطورة الأمر لو تسربت أحراز قضايا الآداب والخيانات الزوجية والشذوذ بل قضايا الأحوال الشخصية التى يقدم فيها الأزواج والزوجات أدلة تتعلق بغرف النوم وطبيعة العلاقة الزوجية والمشاكل الجنسية.. ثم ماذا لو تسربت أحراز قضايا الرشوة الجنسية وكذلك أحراز القضايا الكبيرة التى تتضمن انحرافات جنسية وعلاقات نسائية مع مسئولين كبار؟!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة