جاءت الاحتفالية تحت شعار"لصحة المدن ألف وزن "، حيث خصص اليوم العالمى لهذا العام موضوع "التحضر والصحة " ولهذا دارت جلسات المؤتمر حول المشكلات الناتجة عن التحضر غير المخطط، والذى يترتب عليه العديد من الآثار السلبية التى جاءت بأضرار على سكان المدن، حيث أشار الدكتور حسين عبد الرزاق مدير مكتب الإقليمى إلى هذه المشاكل والتى تتلخص فى سوء نوعية الحياة التى يعيشه السكان، وضعف الخدمات الصحية المتوفرة لكل مواطن، تلوث الهواء والمياه ، وعدم وجود الصرف الصحى فى بعض المناطق، وارتفاع معدلات التعرض للكوارث وزيادة خطر الإصابة بالأمراض، وارتفاع معدلات التعرض لحوادث الطرق وكل ذلك يؤدى إلى ارتفاع معدلات الوفاة.
مؤكدا أنه لأول مرة فى التاريخ يعيش حوالى 50% من سكان العالم فى المدن، لكنهم يفتقرون إلى الخدمات الأساسية، مضيفا أنه من المقدر أن يصل عدد سكان الحضر إلى ثلث سكان العالم بحلول 2030 .
وأشار الجزائرى إلى أن تحسن صحة الحضر تتطلب تكاتف جميع الجهات المعنية فى البلاد متمثلة فى وزارت الصحة بتوفير الخدمات الصحية، بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية وقطاعات المجتمع المدنى، ووكالات الأمم المتحدة، والإعلام، ثم قام المؤتمر بعرض نماذج ناجحة من تجارب المدن المكتظة بالسكان، فتم عرض تجربة كل من إيران والمغرب وباكستان ومصر.
حيث قام الدكتور محمد باقر محافظ طهران بعرض تجربة عاصمة إيران فى التغلب على المشكلات الناتجة عن التحضر غير المخطط، والتى تمثلت فى قيام القطاعات المختلفة فى المحافظة بالتعاون والتنسيق مع بعضها البعض، بالإضافة إلى إحداث نوع من المشاركة الاجتماعية من المواطنين والمسئولين، كل ذلك ساعد محافظة طهران على تجديد المنشآت وتطوير النوادى الصحية للمسنين والأطفال، بجانب تأسيس شبكة للرعاية الصحية كاملة فى المحافظة، وتقديم التأمين الصحى لكل مواطن، وعبر المحافظ عن سعادته لحصد ثمار هذا التعاون بأن أصبحت إحدى القرى التابعة لمحافظة طهران خالية من التدخين.
وقامت الدكتورة نديرا الجرمانى محافظة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باستعراض تجربة المغرب فى الالتزام السياسى بمسئوليته عن القضاء على الفقر، من خلال المبادرة التى أطلقها الملك محمد الخامس فى مايو 2008، وذلك بعد قيامه بجولة فى المناطق الفقيرة والتقرب من سكانها للتعرف على مظاهر الفقر التى يعيشونها.
وأكدت بديرا أن المبادرة استطاعت أن تحقق نتائج هائلة منها تحسين الأوضاع الصحية من خلال إتاحة الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية لهذه المناطق حتى تراجع معدل الفقر فى المغرب إلى 41 % . وقام الدكتور إعجاز رحيم وزير الصحة الباكستانى السابق بعرض تجربة بلاده فى الحد من المخاطر الصحية فى المناطق العشوائية.
وقام عبد العظيم وزير بعرض تجربة القاهرة التى تعد من أكثر عواصم العالم سكانا، حيث أكد محافظ القاهرة أن العاصمة تعانى من مشكلات كثيرة ناتجة عن التحضر، ومنها أزمة المرور وعوادم السيارات التى تتسبب فى تلوث الهواء، وكذلك العشوائيات.
وأشار عبد العظيم إلى أن هناك العديد من الخطط قريبة وبعيدة المدى للتغلب على مشكلات القاهرة، ومنها تطوير المناطق العشوائية، مشيرا إلى تجربة عشوائيات زينهم التى تحولت بعد 8 سنوات إلى حدائق زينهم، وأكد على أهمية توفير المياه والصرف الصحى لكل القرى، بالإضافة إلى تطوير وسائل النقل سواء فوق الأرض أو تحتها. وتحدث الدكتور نصر السيد عن تجربة مصر، مشيرا إلى التطورات التى حدثت فى الريف وإنشاء الوحدات الصحية فى القرى، بالإضافة إلى تدريب 5000 طبيب لتأهيله للعمل فيها، بجانب مشروع التخلص من النفايات الطبية خارج المدن مثل الجبل الأصفر وصحراء وادى النطرون.
واختتمت الاحتفالية بإقامة مهرجان يوم الصحة العالمى بحديقة الطفل الثقافية أمام مقر المكتب الإقليمى للصحة العالمية، وتضمنت عدة فقرات منها مسرحية لمجموعة من الشباب حول أضرار التدخين، بالإضافة إلى مسابقات رسم وجرى.




