لوبة الحلو: أصطحب الأسد معى إلى المنزل

الخميس، 15 أبريل 2010 01:23 ص
لوبة الحلو: أصطحب الأسد معى إلى المنزل
حوار - أمل صالح - تصوير - محمود الحفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار قرار نقل السيرك القومى بالعجوزة إلى مدينة السادس من أكتوبر الكثير من الجدل ما بين رافض يرى القرار مقدمة لسياسة ستنتهى بعزوف جمهور السيرك عن ارتياده لبعد المسافة، وموافق يحبذ انتقال أماكن التجمعات إلى المدن الجديدة، تجنبا للزحام والتكدس.. أما رد الفعل داخل مجتمع السيرك فقد تلخص فى اعتصام العاملين فيه، احتجاجًا على القرار.
وعالم السيرك يحمل طبيعة خاصة وترابطا بين أعضائه مصدره المصير المشترك ما بين المخاطر الشديدة والنجومية الساطعة.

«اليوم السابع» التقت بـ«لوبة الحلو» أصغر أعضاء عائلة الحلو صاحبة الخبرة الكبيرة فى عالم ترويض الوحوش وصاحبة الشعبية الكبيرة بين زملائها. تحدثت «بهيجة محمد الحلو»، الشهيرة بـ«لوبة» حفيدة المرأة الحديدية محاسن الحلو وابنة أشهر مروض أسود ورائد من رواد السيرك القومى محمد الحلو.. عن مشوارها مع السيرك وأزمته الحالية من خلال هذا الحوار.

ماذا عن بدايات دخولك عالم ترويض الأسود؟
- من صغرى وأنا تقريبًا مع الأسود أشاهدها بمنزلنا، وألعب معها كما يلعب الطفل بالدمى، وكان والدى يحلم بأن ينجب ولدًا حتى يرث العائلة فى ترويض الأسود ولهذا تزوج 4 مرات، لكننى استطعت أن أحقق له حلمه بعدما توسم فىّ الموهبة، والاستعداد، فحرص على تدريبى بنفسه، وأعطانى جميع النصائح وأسرار المهنة.

بعد زواجك.. ما الفارق بين ترويض الرجل وترويض الأسود؟!
تجيب ضاحكة: ترويض الرجل أصعب بالقطع، فالأسود والنمور تستجيب لك بعد التدريب والترويض، أما الرجل فمهما حاولت لا يستجيب أبداً! ولكن، الحق يقال، زوجى مظلوم معى جدًا، فهو يتحملنى كثيرًا، فأنا كثيرة السفر، حتى إننى بعد الزواج بشهر واحد تركته وسافرت للعمل لمدة ثلاثة أشهر.

كيف أثرت المرأة الحديدية «محاسن الحلو» فى حياتك؟
- كانت جدتى امرأة ذات شخصية قوية جدا، وكانت تقول لنا إن البنت الجدعه تمشى زى العسكرى، وكنت دائمًا أراقبها من بعيد، لكنها لم تكن تريد أن يدخل أحد من نساء عائلتها عالم السيرك لما كانت تعانيه وتعلمه عن قسوة العمل فى هذا المجال، أما لقب المرأة الحديدية فقد أطلقه عليها الجمهور بعد تكريمها فى اليوم العالمى للمرأة.

هل لمدرب الأسود مواصفات خاصة يجب أن تتوافر فيه؟
بالتأكيد لابد أن يحظى بشخصية ثابتة ومستقرة حتى يستطيع التصرف فى جميع المواقف، خاصة غير المتوقعة، كما يجب أن يكون صبورا، فأحيانا ما يستغرق ترويض بعض الأسود ما يزيد على عامين، سرعة البديهة أيضًا مهمة، وحب المهنة.

حدثينى عن الصعوبات التى واجهتك، كامرأة، فى مهنتك؟
- لا توجد صعوبات كامرأة، ولكن بصفة عامة وكأى مدرب تعرضت للعديد من الإصابات أثناء التمرين وفى إحدى المرات تعرضت للعض من أسد، ومرة أخرى أثناء العرض هجم على الأسد وأخذنى على الأرض وأصاب الذعر الجمهور لأنهم اعتقدوا أن الأسد سيلتهمنى، ولكنه كان يلعب معى.. وما يسبب لى معاناة حقيقية هو أن أفاجأ بموت أسد فجأة نتيجة التهاب رئوى، أو نزلة برد، فالأسود أو النمور حيوانات حساسة جدًا ضد المرض.

هل يجب أن يتم استيراد الأسود فى عمر معين؟
- نستورد فقط الأم والأب ونعتنى بهما ويتكاثران لدينا ونستعين بسلالتهما بعد مرحلة الفطام وهى بعد ثلاثة شهور، ومن البداية أعتنى بالأم الحامل، بإطعامها وتزويدها بالفيتامينات وبعد أن تضع وليدها أعتنى به من أول يوم جسديًا وصحيًا، وبعد مرحلة الفطام أصطحبه معى للمنزل ليدخل معى فى مرحلة جديدة من التعارف عن قرب، حتى تنشأ بيننا الألفة، وبعد 8 شهور تقريبًا من عمره تبدأ مرحلة الذهاب للسيرك حتى يتمرن، ويبدأ الترويض.

هل هناك فرق بين الرجل والمرأة فى ترويض الحيوانات؟
هناك فرق قطعًا، بالنسبة للرجل يكون أميل للقسوة فى ترويض حيواناته، لكننى لا أفضل هذا الأسلوب، وأرى أنه كلما كبر الحيوان احتاج لشكل تعامل مختلف، وأنا أفضل أسلوب الثواب والعقاب، وإذا أردت معاقبتهم اعتمد على نبرة الصوت التى تدل على غضبى منهم مع بعض الكلمات المعنفة.

ما رأيك فى قرار نقل السيرك؟
لا أنكر أننى حزينة لقرار النقل، لأنه لم يكن مجرد مكان لأكل العيش بل هو بمثابة منزلى الأصلى، فضلا عن أن موقعه يعتبر موقعًا حيويًا جدًا، فليست كل العائلات ميسورة وتملك عربة خاصة تستطع بها الذهاب لأكتوبر حتى تستمتع بالسيرك، لكننى لست ضد التطور ولو بالفعل صدق وزير الثقافة فاروق حسنى بأن قرار النقل جاء من أجل المصلحة العامة لهذا الصرح الكبير وللعاملين به وأنهم بالفعل سيوفرون لنا مكانا بديلا يتمتع بالعديد من المزايا التى ستخدم السيرك أكثر، وسيكون هناك مدرسة لتعليم فنون السيرك بأكتوبر فمرحبًا بالانتقال، وقرار النقل ليس جديدًا، فنحن نعلمه من أكثر من عام ونصف العام.

لماذا اعتصم العاملون فى السيرك إذن؟!
لأن الوزير اعتمد القرار وأصبح واقعا، ولكن هذا لا يعنى أننا سننقل غدا بل أمامنا أكثر من أربع سنوات لتنفيذ هذا القرار، والعاملون أصبح لديهم الآن شعور بالطرد، لكن دعينى أقل لك إنه شعور خاطئ، فلو أراد الوزير طرد كل العاملين فلن يمنعه شىء، ولكنه شعور طبيعى ناتج عن غصة مفارقة مكان ألفوه.. بينهم وبينه عشرة.

إذن أنت متفقة مع قرار النقل لمدينة السادس من أكتوبر؟
السيرك هينتقل هينتقل، لكن دعينى أقل لك إن السيرك يعانى من العديد من القصور والمساوئ الملحوظة، فمنذ 6 سنوات لم يكن السيرك يحقق عائدا ماديا يذكر، كما أن الأجور كانت متدنية نتيجة قلة العائد فكان العائد لا يتناسب مع المجهود المبذول مما جعل العديد يلجأ للعمل الخارجى، لدرجة أن هناك العديد من المدارس الأجنبية كانت ترفض القدوم للسيرك نتيجة حالته المتردية، أنا ليس لدى غرفة لتغيير الملابس بالسيرك، الديكور متهدم، الحمامات سيئة للغاية، كما أنه منذ حوالى 6 أعوام لم يكن بالسيرك دببة أو فيلة، وكان الأمر مقتصرا على الأسود والنمور والكلاب.

ما سبب هذا التحول؟
- بعد تغيير عدد من المسؤولين بدأت الأوضاع تتغير وأصبحت الوزارة تلتفت أكثر لنا ولمطالبنا، وبعد الاعتصام الأخير من حوالى عام عدلت اللائحة وارتفعت الأجور، ومصر هى البلد الوحيد الذى يملك سيركًا ملكا للدولة على عكس الخارج.

هل ستنضم لوبة لاعتصامات السيرك إذن؟
- صعب، فأنا لا أفضل أسلوب العصيان لأخذ الحقوق، وأفضل لنا أن نتحاور مع الوزير ونعرف أسبابه فى هذا القرار، قد نصل معه لحل يرضى جميع الأطراف، ويمكن توفير مكان لنا بوسط البلد أو ما شابه ذلك.

لماذا استبعدت قيام العاملين بالسيرك بالتحاور فعلا، وعندما فشلوا لجأوا للاعتصام؟
- السيرك الآن لم يعد كالسابق، فهناك بعض الدخلاء، وليس كل من بالسيرك من أبنائه الأصلاء، وحتى الفقرات فى السيرك تغيرت ولا تعجبنى كلها، وأنا بشكل عام لا أفضل الصوت العالى فى العمل وأخذ الحق.

هل يمكن أن تتأثر لياقة اللاعبين، أو الحيوانات أثناء المرحلة الانتقالية؟
- السيرك بطبيعته متنقل وغير ثابت ونحن أمامنا 4 سنوات على الأقل حتى ننتقل، والمشكلة لدى الجميع الآن نفسية، وما نحتاجه هو أن يقوم المسؤولون بالسيرك بالحوار مع وزير الثقافة فاروق حسنى للحد من هذا التوتر.

ما رأيك فى أن من أسباب صدور قرار نقل السيرك، عدم استيفائه معايير السلامة الأمنية الكاملة، فسور السيرك لا يتعدى المتر والنصف، مما يمكن أن يسمح بهروب الحيوانات المفترسة، فضلا عن تلويث البيئة بسبب فضلات الحيوانات فى السيرك؟
أنا لم أسمع بهذه التصريحات من قبل من السيد الوزير، فنحن لدينا محرقة لفضلات الحيوانات، كما أنه لم يحدث حالة هروب واحدة للحيوانات المفترسة منذ بداية السيرك، فبيوت الأسود لدينا تستوفى جميع الشروط الأمنية كما هى بحديقة الحيوان، وببساطة لماذا لم نسمع هذا الكلام عن حديقة الحيوان مثلا، فهى فى مكان أكثر حيوية، لذا أقول وأكرر: ما نحتاج إليه هو الحوار مع الوزير، حتى نعرف ما هى أسبابه المقنعة للنقل.

ما هى الأسباب المقنعة من وجه نظرك؟
- أن يكون المكان الجديد على قدر مستوى كلمة سيرك، مكانا يستوفى جميع المعايير الفنية والأمنية للعاملين والحيوانات.

تحدثت عن استجابة الوزارة لمطالب فنانى السيرك، وأن الحياة أصبحت أكثر استقرارًا، إذن لماذا اتجهت للعمل الحر هل السبب تدنى الأجور؟
- بعد تعديل اللائحة منذ ما يقرب من عام لم يعد هناك وجود للأجور المتدنية، وما أقوم به ليس عملا حرا أو خاصا بالمعنى الحرفى بل إننى أتلقى عروضا عن طريق السيرك القومى، ومن حقه تأجيرى لأى جهة يوافق عليها، كما أن هذا فى حد ذاته يحقق لى الانتشار، وهو أمر مطلوب لأى فنان، فالسيرك فى النهاية مواسم.

ما هى أكثر مواسم السيرك رواجًا؟ وكيف تتعاملون مع فترات الركود؟
- أكثر المواسم للسيرك هى الأعياد والصيف وشم النسيم، وفترات الركود تكون مع نهاية الصيف وبدء المدارس أو قبل الامتحانات، وبالتالى ففى هذه الفترة نحصل على إجازة للتدريب، والتخطيط للموسم القادم.

ما رأيك فيما يحدث فى حديقة الحيوانات الآن من متاجرة بالحيوانات وتدنى سبل الرعاية بها؟
- بالطبع أنا حزينة على ما أراه يحدث من انتهاكات تتعرض لها الحيوانات، ولكن دعينى أكرر أن أى مكان حكومى يحتاج للدعم من الحكومة لتطور الأداء، ودورات تدريبية لتعليم الحراس والقائمين على رعاية الحيوانات بكيفية التعامل مع معهم، فأحيانًا كثيرًا أنا أيضا أتعرض لبعض السلبيات من الأطفال خلال العرض كأن يلقوا بالقاذورات على الحيوانات اعتقادًا منهم أنها نوع من المداعبة، لكننى أوقف العرض وأطلب من المذيعة تنبيههم حتى لا تغضب الحيوانات، فنحن بحاجة إلى نشر ثقافة احترام الحيوان.

إذن هل ترى لوبة أن الحكومة مقصرة فى رعاية ممتلكاتها؟
- طبعًا، فعلى غرار ما يحدث بحديقة الحيوانات من انتهاكات ومتاجرة وعدم احترام للحيوان مثل: من يرد إطعام الأسد يدفع، ومن يرد أن يسمع زئيره يدفع، ومن يرد الوقوف بجواره يدفع.. هذا غير لائق بالقطع.

بعد 10 سنوات عمل فى السيرك ماهى أكثر الأحداث والمشاهد التى تراود ذاكرتك؟
- أكثر ما يزال عالقًا بذهنى هو المشهد الذى كنت دائما أراه بين أهلى، عندما كان يدخل عمى وجدتى لتحية والدى بعد فقرة له أو العكس عندما كان يدخل والدى وعمى لتحية جدتى بعد فقرة لها، تلك الروح المتكاتفة لم تعد سائدة الآن.

وماهى الروح السائدة الآن؟
- روح الفرد.. التفكك.

لماذا تفكر لوبة بعمل فيلم سينمائى يصور الحياة داخل السيرك؟
- لأنه للأسف معظم الأعمال الدرامية والسينمائية السابقة صورت أهل السيرك فى حالة متردية، على أنهم جهلة وفقراء أو حتى مجرمون، وهذا غير صحيح.

ما الجديد الذى تنوين تقديمه فى الفيلم؟
- سأحاول أن أنقل للناس ما يحدث فى كواليس الحياة بالسيرك، وأطلعهم على ما يحدث فى البروفات والمجهود المبذول حتى نستطيع فى النهاية رسم البسمة على شفاههم، فعالم السيرك ملىء بالأسرار، كما أن لعائلة الحلو العديد من الأسرار والخبايا التى لا يعلم عنها الناس شيئا.

والدك محمد الحلو لايزال يعمل مروضًا للأسود.. هل ذلك يعنى أن مروض الأسود ليس له سن معاش؟
- والدى كسر تلك القاعدة فهو الآن عمره 64 سنة، ولايزال والحمد لله قادرًا على العمل كمروض للأسود.

متى ستقرر لوبة الاعتزال؟
- لا أعلم فهو قرار فى النهاية صعب.

لمعلوماتك..
> بهيجة محمد الحلو الشهيرة بـ«لوبة»
> مواليد عام 1981م
> حاصلة على بكالوريوس نظم ومعلومات
> دخلت عالم ترويض الأسود عندما كان عمرها 14 سنة
> تزوجت منذ عام تقريباً من المغنى والملحن حسن الحلو






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة