عصام شلتوت يكتب عن زيارة رئيس اتحاد كرة اليد بالجزائر لليوم السابع: لم تكن مجرد زيارة.. إنها حديث ذو شجون

الجمعة، 19 فبراير 2010 11:37 ص
عصام شلتوت يكتب عن زيارة رئيس اتحاد كرة اليد بالجزائر لليوم السابع: لم تكن مجرد زيارة.. إنها حديث ذو شجون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حقاً سعدنا جميعاً بوجود العربى الجزائرى أيت جعفر رئيس الاتحاد الجزائرى لكرة اليد – ثانى أكثر الألعاب شعبية وجماهيرية فى الوطن العربى - بيننا فى اليوم السابع، وحقاً لم تكن مبادرة بروتوكولية. إنها أشياء لا تباع، ولا تشترى.. لأنها الهوية، ووحدة الدمو، وأخوة العرق.. فالماضى والحاضر والمستقبل أكدوا أننا كعرب أحياناً ننتظر طويلاً حتى نشعر بالبعاد، ثم نلقى العناد، ونعود.. نعم عائدون.

"ندوة".. إن صح أن نطلق عليها مهنياً هذا الوصف، تلك التى جمعتنا فى مقر اليوم السابع بالشقيق العربى الجزائرى أيت جعفر، حملت كل ما يمكن أن تحمله "جلسات أو قعدات العرب" كما نطلق عليها.

فبين ترقب بدأت به الندوة، لأن أى حوار مصرى – جزائرى فى الفترة التى أعقبت لقائى "المجنونة" كرة القدم فى تصفيات كأس العالم حمل بعضاً من الريبة من الآخر.. نعم دعونا نواجه النفس ونؤكد.. نعم حملت بعضاً من الريبة.. إلى كلام ثم حوار بين قلوب مفتوحة؟!

فالكل فى الهم عربى لا يريد أن يصبح مخطئاً فى حق أخيه، وهى فضيلة لا نستطيع تقويهما!.. بكل تأكيد فضيلة.. وبكل تأكيد تحتاج تقويم، فعيناك العربيتان مغرورقتان بالدموع، لأنهما لا تستطيعا النظر فى عينى الأخ وابن العم وهو يشعر بنوع من "الغبن" لم يكن يتوقعه، بل ولا يستطيع رده صاعاً أو صاعين أو أى عدد من الصاعات!

ببساطة لأن الرصاصة لن تصيب قلباً واحداً، بل ستدمى كل القلوب، لهذا كان انفعالنا واضحاً نحن والسيد جعفر.. ففى آن واحد التمسنا لبعضنا البعض كل قاموس الأعذار وارتضينا أن يكون الجرح مناصفة، لأن الأهم هو أن نعود وأن يعود دفء اللقاء.

طالبناه أن يتحدث وأن نسمعه، وطالبنا هو بأن نتخطى معه كل حواجز "كمين" كرة القدم، لنقدم شوطاً حاسماً عبر منفذ اليوم السابع الإعلامى العربى المصرى عساه يساهم بلبنة صغيرة فى رفع ما تبقى حواجز بين جماهير البلدين، وركزنا دون اتفاق على وصف "جماهير".. ولم نقل "شعبين".. حقا دون اتفاق!

ولا أدرى إن كان من حسن الطالع أو سوئه أن نتلقى متابعة أخبار المصرى، الذى قتل فى مدينة ميلانو الإيطالية بأيدى مهاجرين من البيرو ونحن على مائدة "الحوار الأخوى"، وجاء فيها أن جزائريين ثاروا مطالبين بثأر الشقيق العربى المصرى.. وكأن مقولة "رب ضارة نافعة" تتحقق مجسدة كل تفاصيل الحب العفوى بين الأشقاء، هذا الحب الذى لا يهينه ولا يستهين به إلا كل صاحب مصلحة وما أكثرهم فى الوطن، خاصة فى مجال العمل الكروى التطوعى.. وما أدراك أخ العرب بالتطوع الكروى؟!

تواصلنا معاً، لم يبحث أيت جعفر عن إجابات منمقة مرتبة، ولم نسأل أسئلة خارج "منهج الأخوة"، وقد كان جو الصراحة المسيطر على قاعة "ندوة الأخوة".

خرجنا من الندوة ليجول بخاطرى العديد من الهواجس.. ومعها آمال وطموحات.. قررت البحث عن رؤى تصلح بديلاً لكتب التاريخ التى أراها تتعمد نسيان أهم فصل فى المنهج وهو فصل تاريخنا معاً، وإن وجد فهو مشوش، ويقوم على تدريسه من لا يقوى على اختراق وإقناع عقول شباب الأمة، فتركنا شبابنا نهباً "لتجار التواريخ المضروبة".. التى تمثل "الشفوانية" أهم فصولها، بل فصلها الوحيد.. ربما ؟!

أما الهواجس فكانت أن يزايد شخوص يشبهون بعضهم بعض فى كل ربوع الوطن على المساعى الحميدة بحثاً عن مصالحهم.. ومصالح من يرعونهم.. لكن الآمال، والطموحات فى غد عربى لم ولن تفارقنى، فأرحام نساء هذا الوطن دائماً ما تحمل أجنة تسرى العروبة فى شرايينها وعروقها، دون حضانات ولا رضاعة صناعية ولا مربيات أجنبيات.. لكنها تحتاج أحياناً لولادة متعثرة.

لكن اعتدنا دائماً أن مثل هذه المواليد تعيش وتبقى دائماً دليلاً على عروبة الوطن ولو كره الذين تعلمون من هم بنى وطنى؟!

شكراً أيت جعفر.. فعلاً نورت مصر.. نعم أنت فى بيتك، لأنها لم تكن مجرد زيارة.. إنها حديث ذو شجون.


موضوعات متعلقة..

رئيس الاتحاد الجزائرى فى ندوة لليوم السابع: "اليد" ستصلح ما أفسدته "القدم" بين جماهير البلدين.. وحادث ميلانو كشف المعدن العربى الأصيل





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة