ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان الأسماء المرشحة للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية فى نسختها الرابعة، وذلك بعدما تم إعلان القائمة الطويلة والتى حوت 16 عملا روائيا من أصل 123 الشهر الماضى، ومنذ أن تم ذلك، زادت تكهنات مثقفى مصر ونقادها من المتابعين للمشهد الروائى حول الأسماء الستة المتوقع أن تحويهم القائمة القصيرة أو تستحق الوصول إليها على حد قولهم.
قال الناقد والشاعر شعبان يوسف، إن القائمة القصيرة هذه الدورة ستكون حساسة للغاية، فمعظم الأسماء المرشحة فى القائمة الطويلة، لها تاريخ روائى معروف لا يمكن إنكاره، وعادة ما تلجأ لجنة تحكيم الجائزة لاختيار الأسماء الكبيرة اللامعة بغض النظر عن تاريخها وقيمتها الأدبية.
وتوقع يوسف أن تحتل عدة أسماء القائمة القصيرة للبوكر وعلى رأسهم الروائى خيرى شلبى عن "أسطاسية"، وكذلك الروائى اللبنانى فواز حداد عن روايته "جنود الله"، وأضاف يوسف أن القائمة القصيرة لن تخلو من اسم وزير الثقافة المغربى بنسالم حميش والذى ينافس هذه الدورة بروايته "معذتبى"، وذلك على الرغم من الهجوم الشديد الذى تعرض له حميش خلال فترة توليه الوزارة والذى من المحتمل أن يؤثر على فرصة اختياره وإدراج اسمه بالقائمة.
وأشار يوسف إلى أن الروائية ميرال الطحاوى تعد واحدة من المنافسين الأقوى على الجائزة هذه المرة، نافيا فكرة استبعادها من القائمة القصيرة بسبب ترشيح روايتها "بروكلين هايتس" بقوة لنيل جائزة نجيب محفوظ والتى تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأخيرا توقع يوسف إدراج اسم الكاتبة السعودية "رجاء عالم" ضمن الأسماء المرشحة للقائمة القصيرة للجائزة وذلك عن روايتها "طوق الحمام" ويأتى ترشيح اسمها كما يرجع يوسف إلى أسلوبها المميز فى الكتابة والكشف عن المجتمع السعودى بطريقة فريدة وقدرة عالية.
واتفق معه الناقد الدكتور محمد إبراهيم طه، قائلا إنه من المحتمل أن يأتى ترشيح بنسالم حميش فى القائمة القصيرة نظرا لعلاقاته الواسعة، بالإضافة إلى الروائى خيرى شلبى والذى يعد من أكثر الكتاب المصريين حرفية، ويتسم بغزارة إبداعية فائقة وقدرة هائلة على الحكى والإبداع.
واختلف طه مع يوسف فى احتمالية إدراج اسم ميرال الطحاوى فى القائمة القصيرة، قائلا إن نبأ فوزها بجائزة الجامعة الامريكية سيحيل دون وصولها إلى القائمة القصيرة، فمن الصعب أن يرشح كاتب لأكثر من جائزة عن نفس العمل الأدبى.
وأضاف طه أنه من بين الأسماء التى تنافس بقوة أيضا، الروائى السودانى أمير تاج السر والجزائرى واسينى الأعرج ورجاء عالم والذى يتميز كل منهم بأسلوب ومدرسة روائية فريدة بشكل تجعل كل منهم يستحق أن يحتل مرتبة فى القائمة القصيرة.
أما الروائى حمدى أبو جليل، فتوقع أن يصل خيرى شلبى وخالد البرى وميرال الطحاوى ورجاء العالم وعلى المقرى للقائمة القصيرة، وذلك لعدة أسباب من وجهة نظره أولها أن شلبى قدم فى روايته "أسطاسية" المرشحة للجائزة، زائقة كبيرة يعانى منها المجتمع المصرى وهى فكرة التسامح الدينى والمساواة بين الأديان، وهذا أيضا ما فعله على المقرى، أما البرى والطحاوى فقدم كل منهما تجربة شبيهة على اختلاف مضمونها وهى فكرة السفر إلى الخارج حاملا ذكريات الطفولة، أما رجاء عالم فاستطاعت من وجهة نظر أبو جليل، أن تؤسس لمشروع روائى ضخم وناضج يظهر الرواية السعودية بشكل مغاير وهذا ما سيجعلها تنافس بقوة على الوصول إلى القائمة القصيرة.
وأعطى الروائى مكاوى سعيد ستة أسماء كاملة بخلاف الآخرين، حيث توقع أن تحوى هذه القائمة كلا من خيرى شلبى ، ميرال الطحاوى، رجاء عالم، واسينى الأعرج، أمير تاج السر وفواز حداد للقائمة القصيرة.
وأضاف سعيد أن احتمالية وصول الأعرج للقائمة القصيرة ترجع إلى الضجة الإعلامية المثارة حول أعماله مؤخرا، أما تاج السر، فوصفه سعيد بأنه صاحب قدرة هائلة على الكتابة الروائية والإبداع ونفس الشىء بالنسبة لشلبى والطحاوى وعالم قائلا: هذا ما يجعلهم جميعا يستحقون الوصول إلى القائمة القصيرة والجائزة النهائية.