نفى عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية، ما جاء فى وثائق ويكليكس بشأن توصيات وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل بضرورة وجود "قوة عربية" للحفاظ على النظام فى بيروت كـ"رد فعل أمنى" على "تحدى حزب الله العسكرى لحكومة لبنان".
تصريحات موسى اليوم، برأت الفيصل مما نسب له، حيث أكد أن فيما نشر عنه افتراءات وادعاءات ليس لها أساس من الصحة، موثقاً ذلك بالأحداث التى تمت على أرض الواقع بشأن المعالجة العربية لملف لبنان، وقال موسى، مستنكراً "قالوا على الأمير سعود الفيصل ما لم يحدث أبداً بهذا الشكل"، مشدداً على أنه أول مرة يسمع أن الأمير سعود قال هذا الكلام.
موسى والذى شكك فى صحة الوثائق راح يتذكر تفاصيل ما حدث وما جرى تحت مظلة الجامعة العربية لحل الأزمة اللبنانية، قائلاً "الأمير سعود كان معنا فى كل الخطوات ولم يتحدث بهذا الأمر إطلاقاً، فنحن فى العام 2008 كنا فى ذروة الأزمة اللبنانية وعالجناها بشكل مختلف عما جاء فى التقارير، فلقد أحطنا بالأمر فى بيروت وذهبنا من بيروت إلى الدوحة واتفقنا على اتفاق سلام والأطراف كلها رضيت به، وتم توقيعه من أمير قطر والزعماء اللبنانيين والأمين العام للجامعة العربية، وتم تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس".
واستغرب موسى ما جاء فى البرقية الأمريكية، حيث فى وقت إرسالها كان هذا السيناريو العربى هو القائم، وهو ما يخالف تماماً ما قيل، فالأمران مختلفان تماماً، وقال موسى بلهجة حازمة "حتى لو تصورنا أن هناك رغبة فى تدخل عربى لإنقاذ الموقف اللبنانى، فمن المستحيل أن يكون تدخلاً عربياً ضد عربى، لأنه فى النهاية حزب الله حزب عربى لبنانى".
واعتبر الأمين العام، أن الأمر فيه الكثير من التشويش، قائلاً "أنا لا أحكى حكاية وإنما كل شىء موثق بمواعيد وسفر وتوقيعات وحضور، وبالتالى هناك لخبطة كبيرة فى الأمر والموضوع ليس فوق مستوى الشبهات".
وكانت إحدى البرقيات من سفارة أمريكا فى الرياض قد كشفت عن أن السفير دافيد ساترفيلد والفريق المنوب عن القوات المتعددة الجنسيات فى العراق، أجرى مقابلة مع وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل فى 10 مايو.
وبينما كانت العراق هى الموضوع الرئيسى للنقاش، فتح سعود موضوع الأحداث الجارية فى بيروت وشدد على الحاجة بالتحديد، وحث سعود على وجود "قوة عربية" لخلق والحفاظ على النظام فى بيروت وحولها، رداً على التحدى العسكرى لحزب لبنان، وستدخل هذه القوة بمساعدة وتحت غطاء قوات اليونيفيل الموجودة فى جنوب لبنان، إلى جانب "قوات بحرية وغطاء جوى"، قال سعود إن نصر حزب الله فى بيروت سيعنى نهاية حكومة السنيورة و"ستسيطر إيران" على لبنان.
وقال الفيصل وفقاً لويكيليكس، إن الجهود التى يبذلها كل من "حزب الله وإيران" للسيطرة على بيروت، هى الخطوة الأولى التى ستؤدى للإطاحة بحكومة السنيورة و"السيطرة الكاملة لإيران على كل لبنان"، هذا النصر، مع أفعال إيران فى العراق والجبهة الفلسطينية، سيكون كارثة للولايات المتحدة ولكل المنطقة، القوات اللبنانية المسلحة هشة جداً ولا تستطيع تحمل المزيد من الضغط، وهم يحتاجون لدعم عاجل لتأمين بيروت من اعتداءات حزب الله، ما نحتاجه الآن أن تقوم "قوة عربية" تأتى من الدولة المحيطة العربية لتنتشر فى بيروت للانتشار فى بيروت تحت "غطاء الأمم المتحدة" ومع وجود قوى لقوات اليونيفيل الكائنة فى الجنوب اللبنانى، حيث يجلسون هناك ولا يفعلون شيئاً، وسيطلب من الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الناتو أن توفر المعدات لهذه القوة و"الدعم اللوجستي، والحركي" و"غطاء جوى وبحري".
سأل ساترفيلد فيما إذا كان السنيورة والدول العربية يدعمون هذا الاقتراح، فأجاب سعود أن "السنيورة يدعم ذلك بقوة"، لكن أى من الدول العربية لم يعلم بعد بهذا العرض سوى الأردن ومصر "الأمين العام لجامعة الدول العربية، وذلك خوفا من أى نتائج سابقة لأوانها قد تؤدى إلى زوال الاقتراح.
عمرو موسى يبرّئ وزير الخارجية السعودى من اتهامات "ويكيليكس"
الأربعاء، 08 ديسمبر 2010 06:12 م
الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة