تلعب الفوارق الفردية بين لاعبى الأهلى والزمالك دورًا مهمًا فى حسم اللقاءات التى تجمع الفريقين على مدار تاريخهما، ففى الأوقات التى تعجز فيها عقول المديرين الفنيين عن إيجاد حلول لاختراق دفاعات المنافس، تأتى القدرات الخاصة لبعض اللاعبين لتهرب من أحد المنافذ الضيقة إلى مرمى الخصم وترجح إحدى الكفتين على الأخرى.
ولن يتمكن حسام حسن المدير الفنى للزمالك، وعبد العزيز عبد الشافى المدير الفنى للأهلى، من رسم خططهما ومناوراتهما التكتيكية للقمة 106، التى تجمع الفريقين فى السادسة مساء اليوم، الخميس، دون أن يضعا فى اعتباراتهما أولاً، الفروق الفنية بين لاعبيهم ولاعبى الفريق الآخر، وتحديد مواطن القوى والضعف فى كل طرف.
تحدد "المواجهات الفردية المُباشرة" بين لاعبى الفريقين، قوة كل خط من الخطوط الثلاثة "الدفاع والوسط والهجوم" ومدى حاجة أحدها إلى ترميم أو زيادة عددية خلال اللقاء، إذا بدأنا بالزمالك المتصدر، فإن الفريق الأبيض يعتمد على اللعب بطريقة "4-2-3-1" وتتحول فى بعض اللقاءات إلى "4-3-2-1-" وفقًا لمجريات اللقاء، خط الدفاع الأبيض، يعتمد على أربعة لاعبين بصفة ثابتة هم محمود فتح الله وعمرو الصفتى قلبا الدفاع، وأحمد غانم ظهيرًا أيمن، ومحمد عبد الشافى ظهيرًا أيسر، أول مواجهة لهذا الخط ستجمع فتح الله والصفتى بمحمد ناجى "جدو" مهاجم الأهلى، الذى سيشارك، بنسبة كبيرة"، وحيدًا فى مركز رأس الحربة منتظرًا دعم لاعبى الوسط القادمين من المناطق الخلفية، موازين القوى "رقميًا" فى هذه المواجهة تميل للزمالك بأفضلية العدد، ولكن مع احتمال إسناد مهام أخرى لفتح الله أو الصفتى كمراقبة أبو تريكة أو تضييق المساحات على محمد بركات.
وتبدو كفة جدو أرجح للتفوق على فتح الله أو الصفتى كل لاعب منهما على حدة، وإن هاب "هداف أفريقيا" ابتعاده عن منطقة الجزاء وارتداده للمناطق الخلفية أو الميل للعب على الأطراف وهو ما يجعل الأهلى يلعب كأنه بدون مهاجم صريح فى مباريات متكررة، الجبهة اليسرى للزمالك، تضم الظهير الدولى محمد عبد الشافى، أحد أكثر لاعبى الفريق الأبيض اتزانًا وحفاظًا على مستواه الفنى خلال الفترة الأخيرة، ويواجه عبد الشافى فى "القمة 106" ظهيرًا متميزًا، هو أحمد فتحى "جوكر الأهلى" الذى تزداد أسهمه فى شغل الجانب الأيمن خلال المُباراة فى ظل عدم رضا الجهاز الفنى للفريق بقيادة "زيزو" بالأداء الذى ظهر عليه شريف عبد الفضيل خلال المباريات الأخيرة. عبد الشافى يتميز بخفة الحركة، فهو لاعب سريع، سواءً فى الركض بالكرة أو فى اتخاذ القرارات، ويتميز بانضباط تكتيكى يجعله من أفضل لاعبى مصر فى هذا المركز، حيثُ ينجح دائمًا فى الموازنة بين أدائه الدفاعى والهجومى، وإن كانت المُباريات الأخيرة لفريقه قد شهدت ارتكابه لبعض الهفوات الدفاعية.
ويعتمد لاعب المحلة السابق على طريقة اللعب التقليدية، فهو ظهير أيسر كلاسيكى يعتمد على إرسال الكرات العرضية والقُطرية لزملائه، سواء كنت تمريرات هوائية أو أرضية، ونادرًا ما يقتحم بنفسه دفاعات المنافس ويتواجد داخل منطقة جزاء المنافس للزيادة الهجومية إلا فى حالات معدودة مثل مُباراة الأهلى والزمالك فى الموسم الماضى والتى سجل خلالها اللاعب الهدف الثالث من توغل داخل منطقة جزاء الفريق الأحمر.
على الجانب الآخر، فإن فتحى، رغم تذبذب مستواه وتباين مردوده من مُباراة لأخرى، يُعد أحد الأوراق الرابحة فى تشكيل الفريق الأحمر، التى تكسب دائمًا الرهان ولا تُخيب ظن الجماهير.
ويتميز فتحى كظهير أيمن، بانضبط تكتيكى يفوق نظيره لدى عبد الشافى، إذ تُساعد البنية الجسمانية القوية لفتحى، وجرأته فى الالتحامات على تأمين الجوانب الدفاعية لديه وغلق هذه الجبهة.
ولا يكتفى فتحى بالطريقة الكلاسيكية كظهير يقتصر دوره على إرسال العرضيات إلى زملائه، حيثُ ينجح فى التسلل إلى منطقة جزاء منافسيه وإن كان يعيبه اللمسة الأخيرة غير الدقيقة.
الجبهة اليمنى للزمالك، يشغلها "العداء" أحمد غانم سلطان، أسرع لاعبى الزمالك، ويواجه المُخضرم الموهوب سيد معوض ظهير أيسر الأهلى.
غانم، عيوبه عديد، فرغم امتلاكه سرعة قائقة كفيلة بترجيح كفته على كل ظهير أيسر محلى يواجهه، إلا أنه يركض فى الملعب خلف الكرة دون وعى، ويسهل أيضًا العبور منه ومراوفته فى ظل تراجع مردوده الدفاعى.
على الجانب الآخر، فخبرة معوض ومهارته كفيلان بإذابة فارق السرعة مع غانم، وبترجيح كفة معوض الذى كان سبباً رئيساً فى انتصارات الأهلى خلال المرحلة الماضية.
فى الوسط، يحتدم الصراع بين الطرفين، يعتمد الزمالك على لاعبى ارتكاز، هما إبراهيم صلاح وحسن مصطفى، وأمامهما ثلاثىْ مهاجم يقوده محمود عبد الرازق "شيكابالا" وقد يشارك معه بصفة أساسية الثنائى الشاب محمد إبراهيم وعمر جابر، فى حين يعتمد الأهلى على الثنائى حسام عاشور وشهاب الدين أحمد كثنائى ارتكاز وأمامهما محمد أبو تريكه ومحمد بركات.
أبرز مواجهات الوسط، ستجمع بين شيكابالا وعاشور.. وتتسم هذه المواجهة بطابع تحد خاص، حيثُ نجح عاشور فى إيقاف خطورة شيكابالا فى مرات سابقة، وشل حركته تمامًا.
ورغم مهارات اللاعب الأعسر الأسمر التى قاد بها الزمالك لاحتلال صدارة الترتيب، فإن مراوغاته تبدو "مفقوسة" لعاشور، الذى ثبّت نفسه كمسمار لا يمكن زحزحته من وسط الأهلى رغم قدوم عديد من الأسماء الكبرى للقلعة الحمراء فى هذا المركز.
وعاشور، رغم روتينيته، يبدو لاعبًا مهمًا للغاية خاصة فى المرحلة الحالية التى يفتقد فيها وسط الشياطين الحُمر إلى لاعب ذو خبرة كبيرة يقوم بمهام الوسط المدافع.
فى الوسط أيضًا، معركة أخرى، ستجمع فى الغالب بين شهاب الدين أحمد مدفعجى الأهلى وبين محمد إبراهيم ناشئ الزمالك الموهوب.. شهاب قدم أوراق اعتماده لدى جماهير الأهلى وجهازه الفنى ثم ما لبث أن سحبها مرة أخرى بعدما تراجع مستواه، وتتفوق كفة إبراهيم مهاريًا، إلا أن "التزام" شهاب بالجوانب الدفاعية قد يُحكم قبضته على اللاعب الناشئ.
"محمد أبو تريكة ومحمد بركات" ثنائى الخبرة فى الأهلى سيخوضان اختبارين أمام ثنائى الوسط المدافع فى الزمالك حسن مصطفى وإبراهيم صلاح.. وهو صراع غير واضح المعالم لتذبذب مستوى بركات وتريكة وخاصة الأخير خلال الفترة الأخيرة.
هجوم الزمالك، ويمثله أحمد جعفر سيصطدم بوائل جمعة، وإن كانت خبرة لاعب الأهلى تؤهله للتفوق فى كثير من المواجهات الفردية، فإن تذبذب مستواه فى الفترة الأخيرة فضلاً عن تألق جعفر قد يُمكن الأخير من تكرار سيناريو الموسم الماضى حين باغت جمعة وسجل الهدف الأول للزمالك فى مرمى الأهلى.
وإن كان جمعة سيصطدم بجعفر، فإن رامى ربيعه "الناشئ الصاعد للأهلى" الذى ترتفع أسهمه فى المشاركة أساسيًا سيتولى مهمة مراقبة القادم من الخلف عمر جابر فى حين سيقوم الليبرو حسام غالى بالتغطية خلف جمعة وربيعه.
"شيكابالا وعاشور".. "جمعة وجعفر".. مواجهات تحسم القمة 106
الخميس، 30 ديسمبر 2010 04:20 م
هل ينجح شيكابالا فى الإفلات من قبضة عاشور
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة