قال إن سوريا تعتبر لبنان "قطع غيار"

سمير جعجع لبرنامج "من قلب مصر": نرفض قرار المحكمة الدولية الخاص باغتيال الحريرى إذا كان غير منطقى.. وعلى "نجاد" إعلان الحرب على إسرائيل من إيران وليس لبنان.. ولست مسئولا عن "صبرا وشاتيلا"

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010 11:31 ص
سمير جعجع لبرنامج "من قلب مصر": نرفض قرار المحكمة الدولية الخاص باغتيال الحريرى إذا كان غير منطقى.. وعلى "نجاد" إعلان الحرب على إسرائيل من  إيران  وليس  لبنان.. ولست مسئولا عن "صبرا وشاتيلا" سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية فى القوات اللبنانية
كتبت سماح عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقد سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية فى القوات اللبنانية رفض حزب الله والفريق المعارض للمحكمة الدولية التى تتولى التحقيق فى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى، قائلا "حزب الله يتهم المحكمة الدولية بأنها "أمريكية - إسرائيلية – مسيسة"، وستؤدى إلى زعزعة الاستقرار وإشعال الفتنة فى لبنان، ونحن نرى أن ذلك غير منطقى".

وأشار سمير جعجع، خلال حواره أمس الاثنين مع الإعلامية لميس الحديدى فى برنامج "من قلب مصر، إلى أنه من الأفضل أن تكون هناك محكمة دولية للتحقيق فى اغتيال الحريرى لأن القضاء اللبنانى وحده لا يستطيع أن يصل للحقيقة فى قضية بهذا الحجم، كما أن النظام الأمنى "اللبنانى – السورى" القائم فى لبنان منذ عام 2005 لا يمكنه الفصل فيها لأنه أحد المتهمين فى القضية.

وأوضح جعجع بأن كل ما يقوله حزب الله حول تسييس المحكمة مجرد ادعاءات لعدم وجود أدلة تؤكد ذلك، مضيفا "الحالة اللبنانية الآن يمكن وصفها بالرجوع إلى عام 2005ـ حيث وقوع أحد أهم عمليات الاغتيال السياسى فى تاريخ لبنان باغتيال رفيق الحريرى، وما أتبع ذلك من مجموعة اغتيالات طالت قيادات حزبية مهمة مثل جورج حاوى وسمير قصير وأنطوان غانم والتى قامت على أثرها انتفاضة شعبية لبنانية احتجاجا على هذه الاغتيالات.


وقال رئيس الهيئة التنفيذية فى القوات اللبنانية إن المواطن اللبنانى حاليا يعد رهينة لهذه الظروف الموجودة نتيجة تعطل المؤسسات الحكومية عن عملها، مشيرا إلى أن حزب الله يرفض حضور أى اجتماعات مع الحكومة إلا بعد اتخاذها قرار بتطويق عمل المحكمة الدولية، ونحن لا نستطيع أن ننفذ ذلك.

وأضاف جعجع "لا يجوز أن نتخذ المواطن اللبنانى رهينة لموقف سياسى معين، ولا يمكننا الاستسلام لشروط حزب الله وحلفائه بتطويق عمل المحكمة لان ذلك يضع لبنان فى مأزق".

وعن توقعاته بما إذا كان من الممكن أن يلجأ حزب الله إلى استخدام العنف والنزول إلى الشارع فى حالة صدور قرار المحكمة ضده وتكرار أزمة 7 آيار، استبعد جعجع ذلك، مؤكدا أنه من الصعب تكرار نفس سيناريو 7 آيار، قائلا إن حزب الله نفسه يعلم أن استخدام العنف ليس نزهة يمكنه القيام بها كل لحظة، كما أن السيناريو من الصعب أن يتكرر لعدة أسباب أهمها أن الوضع السياسى الحالى فى لبنان مختلف تماما، مشيرا إلى أن القيادات الموجودة الآن غير مستعدة للتنازل عن الدولة اللبنانية، و"لن نسمح لمواطن لبنانى بالتعدى على مواطن لبنانى آخر".

وأضاف أنه فى حالة لجوء حزب الله للعنف سيدفع ثمن ذلك وستواجههم الدولة اللبنانية وهى قادرة على مواجهتهم لأنها أقوى من أى سلاح، بالإضافة إلى أن معظم الشعب اللبنانى يقف إلى جانب الدولة وكل المجتمع العربى والدولى سيكون فى صف الدولة اللبنانية.

وأعلن جعجع عن احتمالية أن تصدر المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريرى القرار الاتهامى خلال أسابيع، موضحا "هذا القرار سوف يرفع خلال أيام من قاضى الاتهام إلى قاضى الإجراءات التمهيدية وسيعلن عنه بعد أن يطّلع عليه القاضى".

وردا على سؤال للإعلامية لميس الحديدى حول ما إذا كان حزب الله من الممكن أن يقبل تسليم أحد أعضائه للمحاكمة فى حالة صدور قرارات اتهام ضدهم، أكد جعجع أنه ينصح حزب الله فى حاله اتهام أحد أعضائه بتقديهم للمحاكمة والدفاع عنهم خاصة وأنه يملك إمكانيات هائلة وضخمة تمكنه من الدفاع عن متهميه، مضيفا "يجب على الحزب النزول إلى ساحة المحكمة والدفاع عن نفسه لأنه إذا رفض ذلك، يؤكد على نفسه الاتهامات"، ولكنه توقع فى الوقت نفسه أن الحزب سيرفض تقديم أى متهمين للمحاكمة فى حالة صدور قرارات اتهام ضدهم.

ورفض جعجع قول حسن نصر الله الأمين العام لـ"حزب الله" بأن أى تعاون مع المحكمة هو اعتداء على سلاح المقاومة، موضحاً أنّه على الحزب أن ينتظر صدور القرار الاتهامى بهدوء طالما أنه مطمئن إلى براءته.

وتوقع جعجع اكتشاف المحكمة للقاتل الحقيقى فى قضية اغتيال الحريري، إلا أنه شدد على أن الحكومة اللبنانية سترفض القرار الذى ستصدره المحكمة الدولية فى حالة إذا كان غير منطقى وتم بناؤه على أدلة واهية وغير مقنعة، قائلا "رغم الاختلافات بيننا وبين حزب الله ولكننا لن نقبل بأى قرارات غير منطقية من المحكمة الدولية".

وفى رده على تساؤل حول مدى جدوى مبادرة الـ "س – س" التى قامت بها كل من السعودية وسوريا أكد جعجع انه لا يعتبرها مبادرة وإنما هى مجرد أفكار ونوايا لم تتبلور بعد، لافتا إلى أن السعودية وسوريا غير قادرتين على الوصول إلى شئ، وأنه لا بد أن يأتى الحل من داخل لبنان وليس من الخارج.

وعن رأيه فى زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى إلى سوريا قال جعجع "أتصور أن ذهاب سعد الحريرى إلى سوريا كان خطوة صعبه عليه ولكنه كان مضطرا وفقا لموقعه كرئيس للحكومة".

وقال إنه كان أحد المشجعين لسعد الحريرى على القيام بهذه الزيارة، مؤكدا أن زيارة سعد الحريرى إلى سوريا لا تعنى على الإطلاق تخليه عن قضية اغتيال والده لأنه لا يملك حق التنازل عن دم رفيق الحريرى.

وأضاف جعجع أنه رغم هذه الزيارة إلا أن سوريا مازالت لا تتقبل فكرة أن لبنان كيان حر مستقل غير تابع ولكنها تعتبر لبنان "قطع غيار".

وأضاف أنه تخيل بعد كل ما حدث أن سوريا ستعيد التفكير فى علاقاتها مع لبنان، إلا أن القضايا الرئيسية بين لبنان وسوريا مازالت قائمة وهى ترسيم الحدود، والمسلحين الفلسطينيين الموجودين بالمخيمات اللبنانية، والمعتقلين اللبنانيين فى السجون السورية.

وفى سؤال عن مدى إمكانية ذهابه إلى سوريا، أكد انه لن يذهب إلى سوريا إطلاقا لأنه غير مضطر لذلك، خاصة وانه يرى أن هناك العديد من الملفات المعلقة بين سوريا ولبنان و"لم نجد أى اتجاه من سوريا لحلها".

وحول رأيه فى زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد للبنان، قال جعجع "لم يزعجنى الاستقبال الشعبى لنجاد فى لبنان، خاصة وأن لبنان معروف بأن لديه مجموعات عديدة ذات ميول مختلفة، وكان من الطبيعى أن يرحب الشيعة بنجاد، ولكن ما أزعجنى بالفعل فى هذه الزيارة هو إعلان نجاد للحرب على إسرائيل من لبنان، قائلا "إذا كان نجاد يرغب فى إعلان الحرب على إسرائيل فليعلن ذلك من إيران وليس فى لبنان".

وحول مجزرة صبرا وشاتيلا، دعا جعجع الجميع إلى الاطّلاع على التقرير الرسمى، الذى صدر عنها وهو تقرير كاهانا، الذى وضع الذنب على وزير الدفاع الإسرائيلى حينها آرييل شارون، وشخصياً خلال حصول المجزرة كنت مسئولاً فى الشمال أى أننى بعيد مائة كيلومتر عن مكانها ولم أكن قائداً لأعطى أوامراً بل مجرد مسئول صغير فى الشمال، ولكن فى كل الأحوال من الظلم اتهام القوات اللبنانية كمؤسسة بأنها مسئولة عن مجزرة صبرا وشاتيلا فلنا أكثر من ثلاثين سنة نتعرض لأبشع أنواع الدعاية.

وفى تساؤل آخر عن الموقف المصرى من القضية اللبنانية وعلاقته بمصر، أكد جعجع أن مصالح مصر الإستراتيجية تتلاقى تماما مع مصالح الدولة اللبنانية من الناحية السياسية، مضيفا "أما من الناحية الشخصية فعلاقتى بمصر على ما يرام ودائما ما أجد التقدير من جانب الحكومة المصرية واستقبال الرئيس مبارك لى فى زياراتى لمصر خير دليل على ذلك، والجلسات مع الرئيس مبارك لا تكون رسمية ولا توجد فيها حواجز".

وتحدث جعجع عن فترة اعتقاله وما بعدها، قائلا إنه عاش 11 عاماً فى المعتقل تلقى خلالها 5 أحكام بالإعدام، ولكنه تلقى هذه الأحكام ببساطة لعلمه بأن هذه الأحكام جاءت نتيجة ضغوط سياسية.

وعن الاتهامات التى توجه إليه بتعامله مع إسرائيل أكد جعجع أن هذه الاتهامات غير عادلة، لافتا إلى أن التعامل مع إسرائيل كان فى عامى 1975 و1976 وخلال هذه الفترة كانت القوى الفلسطينية الموجودة فى لبنان، وإلى جانبها معظم الدول العربية فيما عدا مصر، يسعون إلى إبادة المسيحيين من لبنان وهو ما دفعنا إلى التعامل مع إسرائيل للحصول على الأسلحة.

وقال جعجع "لم يكن أمامنا حلول إما جلب السلاح من إسرائيل أو الإبادة الجماعية، وبالتالى كان من الطبيعى أن نلجأ إلى إسرائيل وهو حق مشروع للحفاظ على المسيحيين".

وأضاف "فيما بعد وبالتحديد عام 1986 بدأنا فى توسيع علاقاتنا مع كل الدول مثل العراق وإيران وفلسطين من خلال، موضحًا "لست نادما على تسليم القوات اللبنانية لسلاحها، فالسلاح الموجود بأيدى حزب الله هو وبال ومصيبة عليه وعلى لبنان كدولة".

واختتم جعجع حديثه بتأكيده أنه غير قلق على مستقبل لبنان، بالرغم من أن الشهور القادمة ستكون دقيقة وصعبة، مستبعدا حدوث حرب أهلية أخرى.

كما وجه رسالة فى النهاية إلى الرئيس السورى بشار الأسد، مطالبا إياه بأن يتراجع عن السياسة السورية المتبعة مع لبنان منذ عام 1943 وحتى الآن، قائلا "على السوريين أن يدركوا أن لبنان دولة وكيان حر والشعب اللبنانى له الحق فى أن يعيش حرا".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة