شريف حافظ

كلب الإخوان الميت!!

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010 01:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإخوان المسلمون، لا يستطيعون رغم كل المحاولات المُضنية من جانبهم، أن يحترموا مصر والمصريين، لماذا؟ لأنها فى آواخر أولوياتهم!! فالإخلاص فى الهدف، ينعكس على مدلول الكلمات ومنطوقها!! ما يكمن فى القلب، يخرج إلى العلن، فتصدر الصورة الحقيقية، المكونة لعقلية أى شخص، فى كلماته، مهما حاول تنميقها.. ومع الغضب، تظهر الحقيقة، أكثر من أى وقت آخر، لأن الإنسان ينسى الكذب الذى يشيعه بين الناس، حول أفكاره المزيفة، ليقول ما يؤمن به حقاً، دون مكياج!!

هكذا نطقت الجماعة خلال الأسبوعين الماضيين، وعلى ألسنة مُرشحيها فى انتخابات مجلس الشعب، ولا يُمكن التراجع حول ما قيل!! وإن كانوا قد أكدوا أن كل ما سبق زلة ألسنة، فإن ما نحن فيه اليوم، تعبير عن جماعة "إرهابية"، من العيار الثقيل، لا يهمها مصالح المصريين، وإنما تريد حرق بلادهم فى مجملها، كما عبروا هم، وما أنا هنا، إلا ناقل لما يقولون!! فلقد هددوا بحرق مصر، وكأنهم جاءونا من "إسرائيل"، للترشح لعضوية مجلس الشعب "المصرى"!! والسؤال المهم فى هذا السياق، يكمن فيما يلى: إن كان الإخوان يرون فى إطار صراعهم مع الوطنى، يُمكنهم من حرق مصر، فلماذا ينزلون الانتخابات من الأصل؟؟!

إن دخولهم الانتخابات بهذا المنطلق، ورغبتهم فى عضوية مجلس الشعب، إنما تعنى فقط، أنهم لديهم أهداف أُخرى غير خدمة مصر والمصريين، لأنه لا يمكن لأشخاص، يريدون حرق مصر، أن يحضوا على خدمة أى مكان يريدون حرقه!! إن هذا التحليل، هو تحليل عقلانى لمضمون ما قاله مُرشحو الجماعة فى الانتخابات، وليس من اختلاقى.. وأى شخص يُدافع عن مُرشحى الإخوان، الذين يُعبرون عن تلك الأفكار المُتجذرة فى وجدانهم، إنما لا يريد لمصر الخير!! فحُجة أنهم ضد الحزب الوطنى، وبالتالى، لهم حق أن يقولوا ما يريدون، ما هى إلا حجة واهية!! فلا يمكن لرجل مؤمن، يدعى الدفاع عن الدين حيال كافر، أن يسب فى الدين، وإلا كان الصراع ليس من أجل الدين، ولكن ضده، ولكن بوسائل أكثر خُبثاً!! إنها جماعة اللعب بالبيضة والحجر، واستغلال الأخطاء، من أجل ضرب "مصالح" المواطن المصرى، قبل أى شىء، ولا يوجد فى أجندة هؤلاء، إلا السلطة هدفاً، ولا يهمهم مصر من قريب أو بعيد، بدليل، أنهم على استعداد لحرقها!!

وما يؤكد على عدم اهتمامهم بالمواطن المصرى، هو تصريح صبحى صالح، عضو جماعة الإخوان، ومرشحها فى دائرة الرمل بالإسكندرية مُصرحاً لجريدة المصرى اليوم، "سبق أن قلت لكل من مدير الأمن ومديرالمباحث الجنائية بالإسكندرية: (عندما تريدون فض أى تجمع أنا موجود به، أخبرونى وأنا أمشّى الأهالى)»، وتابع: «أهالى دائرة الرمل (مزاجهم معارض) فى الأساس ولا يحبون الحكومة ويصوتون دائماً للإخوان، و(إحنا لو رشحنا كلب ميت هينتخبوه)"!!

هل يرضى مواطنو دائرة الرمل بالإسكندرية، بأن يوصفوا بالكلاب الميتة؟؟!! هل يرضى مجمل الشعب المصرى، بأن يوصف أحد من مواطنيه، بالكلاب الميتة؟؟ هل ترضى الدولة بهذا الوصف، لمواطن مصرى؟؟ إن مدلول العبارة، يُظهر كيفية نظرة الإخوان إلى الشعب المصرى، على أنه لا شىء، غير "قطع مُصمتة"، يُمكن تحريكها بالشكل الذى يضمن المصلحة الإخوانية، مستغلة الأخطاء، وليس مصححة لها أو راغبة فى الفضيلة، وهنا يطرأ الفرق الجبار بين ثقافة الإصلاح والتغيير وثقافة "الاستغلال"! إنهم يستغلون ما يحدث من أجل أجندنهم الشخصية، دون أدنى اهتمام بالمواطن أو البلاد!! وأُعيد فأؤكد، أن هذا التحليل، منطلق، مما يقولونه، وهم يدركون أهمية الكلمات وصياغتها فى السياسة، طالما أنهم يعترفون بامتهانهم تلك السياسة!!

إن أهم ما يدُل عليه كلام صبحى صالح، هو أنه يُدرك تماماً، أن "مزاج أهالى الرمل، مُعارض"، وهو ما يعنى، أنهم لا ينتخبون الإخوان حُباً فى الجماعة.. فالجماعة فى تراجع مُستمر، ولذا "يأخذون الناس بالصوت"!! فالقاعدة الأساسية، فى حياة الضُعفاء، هى أنهم يهتفون ويملأون الدنيا صراخاً وصياحاً، لأنهم إن كانوا أقوياء بالفعل، لما أخرجوا كل ما فى جعبتهم من "حقد" و"كره" لكل ما هو مصرى، لدرجة التهديد بحرق البلاد بمن فيها ووصف المصريين بالكلاب الميتة!! ثم أن السيد صالح، يستعرض قوته، الممثلة فى القدرة على "البلطجة"، وصرف الناس عن الشارع، تأكيداً لنظرية "الكلب الميت" التى أطلقها فى نهاية تصريحه، لأن ما صرح به، إنما هو كلُ لا يتجزأ!!

إن تلك، هى ثقافة الجماعة حقاً، وليس الأمر جديداً عليهم، لأنهم لا يهمهم لا مصر، ولا قضاياها المهمة!! إن كل ما يهمهم، هو الكرسى، فى مجلس الشعب، حيث السلطة، ليس إلا.. وما الشعارات الدينية، بالنسبة لهم، إلا مطية، للوصول إلى أهدافهم الدنيا، وليس إلى أى هدف سامى. فلا يُمكن أن يتصور المرء، من أُناس، يتحدثون عن الدين ويتخذون منه شعاراً، أن يهينوا الإنسان، ويصفوه بالكلب الميت!! فكيف لجماعة أن تتكلم عن الحقوق السياسية لها، أن تصف الناخب المصرى، بأنه كالكلب الميت؟؟!! لقد مر هذا التصريح مرور الكرام، رغم أنه يحمل من الدلالات الكثير للغاية، ويدل على الأسس التى تنطلق منها جماعة الإخوان وعن حق!! وربما التصريح، "كوميدى" يمكن أن يُنطق فى مسرحية ساخرة رخيصة، من مسرحيات الصيف، ولكنه بالتأكيد، تصريح مُهين فيما يتعلق بأى سياسى فى مصر، ناهيك، عمن يُعرف نفسه بأنه رجل فضيلة، يُعلى من شأن القيم والدين!!

إن كان الناخب لا يُحب "الحزب الوطنى"، فالأحرى به "كإنسان"، قبل أى شىء، ألا ينتخب الإخوان، الذين يصفونه بالكلب الميت!! فليست الانتخابات هى نهاية المطاف، ولا يُمكن أن نتصور أن يختار الشخص، للبُعد عما يكره، حُراس الجحيم، مُهينى الإنسان وراعبى إشعال النيران فى البلدان، التى ينتمى إليها!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة