نشرت صحيفة هاآرتس، الإسرائيلية مقتطفات من كتاب صدر حديثا للمؤلف والمؤرخ الإسرائيلى، أفنير كوهين، والخبير فى الشئون النووية، حيث كشف المؤلف النقاب عن أن تل أبيب أعلنت مرتين أو ثلاثا حالة التأهب القصوى وكانت على وشك استعمال الأسلحة النووية لضرب كلٍ من مصر وسوريا بعد مرور يومين من حرب السادس من أكتوبر عام 1973.
وكانت هاآرتس قد نشرت منذ عدة أيام وثائق إسرائيلية سرية أفرج عنها مؤخراً أن رئيسة الحكومة الإسرائيلية خططت لضرب مصر، ومواقع تمركز القوات الجوية السورية بالسلاح النووى فى اليوم التالى لبدء العمليات العسكرية عام 73، الأمر الذى يؤكد امتلاك إسرائيل للسلاح النووى منذ سبعينات القرن الماضى.
ووفق ما نشر بصحيفة هاآرتس، يوم الخميس الماضى: "فإن الوثائق التى أفرج عنها مؤخراً كشفت أن مائير درست مع عدد من وزرائها قرار ضرب مصر بالسلاح النووى.
وذكر يوسى ميلمان، المحرر العسكرى لـ"هاآرتس" أن مائير درست هذا الخيار بعدما نجحت القوات المسلحة المصرية من صد الهجوم الإسرائيلى المضاد على الجبهة الجنوبية، مؤكداً أن التوقعات "القاتمة" لسيناريو المعركة بالنسبة لجنرالات إسرائيل كان يدعم هذا الخيار بشدة.
وأكد البروفيسور، يوفال نئمان، فى شهادة سرية زودها لكوهين عن أن وزير الدفاع الإسرائيلى فى ذلك الوقت، موشيه دايان، طلب فى الأيام الأولى من الحرب من الحكومة الإسرائيلية أن تقوم بعرض جميع المعلومات حول الأسلحة النووية، وذلك فى جلسة خاصة عقدتها الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشئون الأمنية والسياسية، المعروفة باسم "الكابينيت"، حيث وجه دايان دعوة رسمية لرئيس الوكالة النووية الإسرائيلية، شالهفت فرايير، للمشاركة فى الجلسة وعرض وجهة نظره، ولكن ألغيت الجلسة بسبب معارضة رئيسة الوزراء الإسرائيلية، جولدا مائير، والوزيرين يجآل ألون ويسرائيل جاليلى.
وأوضحت هاآرتس، أنه طبقا لكوهين فى كتابه الجديد، فإن اللحظة الأكثر حساسية فى التاريخ النووى الإسرائيلى، وقعت فى المراحل الأولى من حرب أكتوبر عام 1973، حيث إنه خلافًا لحرب عام 1967، فإنّ إسرائيل كانت ستواجه فى حرب أكتوبر انهيارا كاملا.
وأضافت الصحيفة أن دايان تحدث فى الأيام الأولى من الحرب عن قرب فناء إسرائيل أو "خراب الهيكل الثالث" فى إشارة لإسرائيل، حيث اقترح فى عدد من الجلسات الحكومية الطارئة أثناء المعركة استعمال الأسلحة النووية التى تمتلكها إسرائيل، حيث توصل إلى نتيجة بأن إسرائيل وصلت إلى نقطة لا يمكن العودة منها، كما أنّه حاول عبر التلويح باستخدام الأسلحة النووية عن أمله فى أنْ تفهم الولايات المتحدة الأمريكية أنّ الدولة العبرية وصلت إلى خط النهاية.
وجاء فى الكتاب الإسرائيلى الذى حمل اسم "صواريخ إسرائيل النووية فى مواجهة مصر وسوريا يوم كيبور"أنه حسب شهادة رئيس ديوان الوزير، يسرائيل جاليلى، صباح يوم الـ 9 من أكتوبر أى بعد يوم واحد من فشل الجيش الإسرائيلى فى الهجوم المضاد على الجيش المصرى فى الجبهة الجنوبية، قام "الكابينيت" الإسرائيلى المصغر بدراسة اقتراح استعمال الأسلحة النووية.
وأضاف المؤلف أنّ رئيس الوكالة النووية الإسرائيلية وصل إلى جلسة الحكومة الأمنية والسياسية المصغرة لتقديم استعراض حول الضربة النووية، ولكن الوزراء عارضوا تلك الخطوة، حيث أوضحوا أنّ النقاش فى هذا الشأن سابق لأوانه.
وأكد الكاتب أنّ الشاهد الرئيسى الذى اعتمد عليه لاستياق المعلومات حول الجلسة المذكورة كان مساعد الوزير جاليلى وكاتم أسراره، والذى انتظر فى الغرفة القريبة عندما اجتمع الوزراء، مضيفا أنه بحسب الشهادات الموثقة التى حصل عليها، فإن إسرائيل أعلنت مرتين أو ثلاثا على الأقل عن حالة التأهب القصوى، حيث إنه وفى أول مرتين أعلن التأهب الاستراتيجى فى الأيام الأولى من الحرب، أما الثالث فقد تمّ الإعلان عنه فى الـ17 أو الـ18 من شهر أكتوبر، وذلك كرد فعل على حالة الاستعداد المصرى للبدء بإطلاق صواريخ من طراز سكود باتجاه تل أبيب، زاعما أن هذه الصواريخ حصلت عليها مصر من الاتحاد السوفييتى.
وأضاف كوهين فى كتابه أنّ حالة التأهب الاستراتيجية الإسرائيلية شملت أيضا إخراج صواريخ "أريحا" بعيدة ومتوسطة المدى من مخازنها وتحضيرها للإطلاق، مشيرا إلى أنّ هذه الصواريخ تحمل رؤوسًا نووية.
موضوعات متعلقة
وثائق إسرائيلية: "جولدا مائير" خططت لضربة نووية ضد مصر وسوريا بعد 25 ساعة من بدء حرب أكتوبر.. وهاآرتس تؤكد: سياسة "الغموض النووى" وراء التراجع عن القرار
كتاب عبرى جديد يؤكد تجهيز إسرائيل لصواريخ "نووية" لقصف مصر وسوريا خلال حرب 1973.. تل أبيب أخرجت صواريخ "أريحا" من مخازنها لتنفيذ الهجمة الذرية
السبت، 09 أكتوبر 2010 10:32 م
جولدا مائير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة