شريف حافظ

الإخوان.. "الديكتاتورية هى الحل"

الجمعة، 22 أكتوبر 2010 07:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الإخوان لا يؤمنون بالديمقراطية وقد أكدت مواقفهم فى أوقات كثيرة على هذا، سواء كانت مواقف "التقية" أو مواقف العلن. إنهم يحاولون إخفاء ما يريدون، ولكنهم مكشوفون لمن يطلع على أفكارهم. وإن الغرب الذى يتفاوضون معه خفية، ليل نهار، متصورين أنه سيعلنهم ملوكا على مصر، ليكشف ألاعيبهم وأكاذيبهم يوماً بعد يوم. إلا أن ما لدينا كاف لنكشف ما يفعلون، وإنك لترى أنهم ومن خلال تعليقاتهم، لا يردون على كلمة مما نكتب، كاشفين زيفهم، ولكنهم يتهموننا التهم المكررة بأننا ننتمى إلى النظام أو أننا نتلقى الأموال كما يتلقونها من أعوانهم فى الخارج أو أننا كفار! فتلك ثقافة الديكتاتورية التى لا تستطيع حتى لو أرادت، إلا أن تُهاجم الآخر وتعتدى عليه لأنهم غير قادرين على ثقافة الحوار!
إنك كمصرى مسلم أو مسيحى، وبنظرة مجردة إلى شعار الإخوان، لتصطدم "بسيفين"، وليس شعارات سلام حض عليها الإسلام. فلم يكن السيف شعار المسلمين، ولكن الشهادتين، ولكنهم يريدون تشويه الدين "بشعار"، يستثير الناس فى كافة أرجاء الأرض، حول نياتهم الحقيقية، فهل يمكن لمن يؤمن بالديمقراطية، أن يكون شعاره السيف؟! إن هذا لقمة الخداع، لأنهم وبينما يتكلمون عن الديمقراطية، يتشحون بالسيوف، ظاهرة أمام الجميع! إنهم لا يحاولون حتى أن يُخبئونها، لأنهم واضحين فى مظهرهم تماماً. إنهم بسيوفهم، يهدفون إلى ترويع المؤمنين، وليس بناء الدولة أو حتى إصلاحها، وإلا فما هو الهدف من السيفين فى دولة قالوا إنهم يؤمنون بمدنيتها! إن شعار السيوف، يصلح شعاراً لمؤسسة عسكرية وليس شعاراً لجماعة مدنية كانت أو دينية! إنهم يدعمون آلة البطش وبقوة، ليس ضد الخارج، الذين لن يستطيعوا مواجهته، كما يقولون، ولكن ضد الداخل بالأساس! إنهم يزيفون حتى شعار الإسلام فى بداياته، ويحرفون الكلم عن مواضعه! وهنا نسأل: أين الدين، وليس فقط، أين الديمقراطية؟!! واضح أن السيف، هو اشتقاق من الشعار الوهابى وليس شعار الدولة الإسلامية الأولى!.

إنهم لا يرضون إلا بأن تتفق معهم، وأن تبصم بكل أصابعك، بأنك توافق على كل ما يقولون، وإلا اعتبرت زنديقا وفقاً لمنهجهم ومارق وكافر. فإن كنت أقوى منهم، أبدوا رغبتهم فى التوافق معك، ليتسلقوا عليك، حتى إذا نالوا ما يريدون منك، شتموك وسبوك، واتهموك بكل ما تختلج نفوسهم من ألفاظ! فعلوا ذلك فى ظل النظام الملكى والنظام الجمهورى، ولن يتوقفوا، إلا فى حال اندثروا أو نالوا من الحكم (لقدر الله) أو تحولوا إلى النهج المدنى السليم. أما أن يتحاوروا؟ فهذا شأن مُستبعد! وها هم ينقلبون على المعارضين ممن اتفقوا معهم. ولكن ليتحمل المعارضين تبعات الاتفاق مع تلك الجماعة، التى تؤمن بالشعار الحقيقى لها: "الاستغلال هو الحل"!
إنهم حتى مختلفون عمن سواهم من الحركات الإسلامية، التى استخدمت العقل، فى رؤية تجدد المجتمعات، وطورت نظرتها الدينية لتواكب التطوير. لقد تم انتقادهم فى الخارج فى مؤتمر عُقد بلندن سنة 2007 ومثلهم فيه الدكتور سعد الكتاتنى، حول الإسلام والديمقراطية، وقد اعترض راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة الإسلامية فى تونس، على منطق الإخوان برفضهم ولاية غير المسلم أو المرأة، على سبيل المثال. بل وللمهزلة، اختلف معهم ممثل الإخوان المسلمين فى سوريا، على صدر الدين على صدر الدين البيانونى! هو ما يُظهر أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر بالذات، هى جماعة قمة فى الرجعية، حتى بالمقارنة مع غيرها ممن هم أعضاء بها فى الخارج!
إنهم يريدون لمصر أن تصبح غزة كبيرة محاصرة، ويريدون من المواطنين السمع والطاعة دون مراجعة، وكل حديثهم عن الديمقراطية، ما هو إلا خداع، للوصول على أكتاف الناس إلى الحكم وفقط، ولا يزال التاريخ شاهدا على ما فعلوه، لكل من تسلقوا على أكتافه، فاتعظوا يا أهل مصر. إنهم يريدون استغلالكم ليس أقل، برفع الشعارات، ليس إلا، من أجل الكرسى، ليس أكثر! فلا يُمكن لجماعة بقت ما يزيد عن الـ 80 سنة، ومرت عليها كل تلك العواصف والأعاصير، بينما لا تزال بيننا، إلا أن تكون مارست الحيلة والخداع وقذارة السياسة مرات ومرات، وعقدت الصفقات مرات ومرات أكثر، فقط من أجل الحُكم، ودون تطوير حتى للثقافة الإسلامية، بينما تدعى العلم بتلك الثقافة! إنهم لا يريدون إلا أن يكونوا أسوأ من كل ما سبق ولا يريدون إصلاحاً، ولكن تغييراً ديكتاتورياً رجعياً، لا يمت لنصوص ولكن لهواهم مدعين الصلاح! إنهم لا يريدون لنا أن نعبد الله فى سلام، وإنما يريدون تشويه تلك العلاقة، أيضاً، بإقحامنا فى مسائل لا طاقة لنا بها.
ولكل ما سبق علينا أن ننتبه، وأن نحافظ على بلادنا، وأن نمضى فى طريق الوعى، نحو الديمقراطية، التى سـيأتى آجلاً أم عاجلاً!
ومصر أولاً.
* أستاذ علوم سياسية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة