شريف حافظ

خداع الإخوان!

الجمعة، 15 أكتوبر 2010 07:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- يقرأون النقد جيداً، ولكنهم لا يقبلونه، ويعلقون على غير ما يُكتب: إنه الإيحاء، بأنهم لا يتأثرون!
- يتوجعون من الحقيقة، ولكنهم يزورونها، وينادون بالديمقراطية، رغم عدم إيمانهم بها: إنهم الوجه الآخر للنظام!
- يوهمون الناس بأن من يهاجمهم فقط من الحزب الحاكم، رغم أن كل قارئ حق، يعرف أنهم أفاقين، إنهم الإخوان!
يُدرك المُتابع لسلوكيات جماعة الإخوان المسلمين، أنهم فى تراجع، ولكنهم فى الوقت نفسه، وحتى يقنعوا الناس بالعكس، يستخدمون سلاح، أعتقد أنه يؤثر بالفعل، على من لا يقرأ ولا يُتابع. إنه سلاح "الإيحاء". فهم يريدون بث الإيحاء، بأنهم فى أوج نجاحاتهم، وأنهم يُمثلون الإسلام بحق، بينما هم ذاتهم ومن جراء تصرفاتهم التى ينقلها لنا الإعلام، الذى يعشقونه، فى تخبط واضح! فمثلاً، هم يخططون للانسحاب من الانتخابات البرلمانية الحالية، فى اللحظة الأخيرة، لأنهم يعتقدون أنهم بذلك سيحرجون "شرعية" النظام، ولكنهم يوحون للناس، بأنهم يشتركوا بمنتهى القوة!. يقولون للناس أن مسلسل الجماعة أفادهم، بينما فى الوقت نفسه رفع السيد سيف الإسلام حسن البنا قضية ضد السيد وحيد حامد، لأن المسلسل أوجعهم وبشدة، ولكنه الإيحاء، الذى يريدون أن يوهموا الناس به، وكأنهم لا يتأثرون، ولكنهم يُدحرون!
ويتصور السُذج أنهم بحق سعدوا بالمسلسل، بينما لم أقابل شخص من عامة الناس، حتى اليوم، منذ عرض المسلسل، إلا وشجبهم، إلى درجة تأكيده، أنه يفضل حكم أعتى الشموليين، على حُكم هؤلاء!

يوهمون الناس بحبهم ودعوتهم للديمقراطية، ولكن تلك ليست حقيقة، يبثونه للناس ليرسموا أنفسهم كالبديل للنظام المصرى الحالى، ولكنهم سيكونون أسوأ منه بمراحل، وبينما بدأ النظام المصرى، يُراجع الكثير من تصرفاته ويعترف بأخطاء جمة وهو ما يُمثل بداية العلاج، كما ذكر الدكتور أسامة الغزالى حرب على سبيل المثال، فإنهم، ليسو على استعداد أن يعترفوا بأخطائهم، ويتلاعبون بكل شئ، وكأنهم اليهود الذين تجرعوا مذابح النازى.. فيلعبون دور الضحية على الجميع!! وتلك الطريقة بالذات هى طريقة "مكيافيلية" تبرز الاستغلال الذى يعشقون انتهاجه دوماً!!

والغريب، أنهم ينتقدون اليهود بينما يفعلون مثلهم تماماً، وكأنهم لم يقرأوا الكثير من آى القرآن فيمن يعرف الحق ولكن يعمل الباطل ومن يأمر الناس بالبر وينسى نفسه، وبالتالى، تصبح الرسالة الفعلية، غير تلك القولية، المُنبعثة منهم، لأنهم خلطوا الحيلة بالدين!

يقولون أنهم يقفوا ضد النظام، وبجانب فقراء الوطن، بينما اتضح وبالدليل القاطع، أنهم يعتدون على أموال هؤلاء الفقراء، وعلى جانب من صحتهم، بظهورهم متهمين فى قضية العلاج على نفقة الدولة!! فأى إيحاء أكبر من هذا؟! ولكنه الشعار المزيف، الذى لا يمثلونه! كيف يمثلون الإسلام، بينما يعتدون على حق الفقراء؟ كيف يمثلون الإسلام بينما يقولون ما لا يفعلون؟ إن من يدافع عنهم، ويقول أنهم مضطرون، إلى الاعتداء على الناس، باسم الدين، لقهرهم، إنما هم عُملاء الشيطان، لأن الدين براء من هذا الحديث! إن الدين سلام وإحساس بالطمأنينة، وبالتالى، كان أوجب عليهم أن يعلنوا شعار حالهم الحقيقى: "الاستغلال هو الحل"، فهو ما يُعبر عنهم حقاً!!
وأما أموالهم، فهى آتية من المصادر الخارجية الوهابية، ممن يريدون الاعتداء على ثقافة مصر، وهذا اعتراف جاء على لسان أحد المنشقين عنهم، هو د.عبدالستار المليجى، وليس من بنات تحليلنا، يوحون أنها أموال طاهرة ونظيفة ويتهمون غيرهم بتلك التهم وكأنهم الحمل الوديع! إنهم يدعون الفضيلة، بينما ألفاظهم ومن تعليقاتهم، تدل على العكس، وهم بذلك يمدونا بالدليل، على نفاقهم، وعدم صدقهم فيما يدعون من دفاع عن الفضيلة والأخلاق!

لقد كذبوا علينا سنوات وسنوات قائلين إنهم ليس لديهم علاقة مع الغرب، لنُفاجأ من اعترافات الدكتور عصام العريان شخصياً، بأن علاقتهم بأمريكا منذ الخمسينات، وهم فى حوار معها، حتى اللحظة، ثم يُفرج عن الوثائق من المخابرات البريطانية، لنُدرك أن علاقة مُرشدهم الأول مؤسسة مع بريطانيا منذ سنوات الاحتلال!
وعند إعلانهم فكرة الحزب السياسى منذ سنتين، قالوا أنهم على استعداد للتعامل مع إسرائيل، قبل أن يتراجعوا كعادتهم، فى لعبة سياسة "جس النبض"!!

وأتمنى لو يتصور القارئ هؤلاء يحكمون مصر (لقدر الله)، وكل وقت، هم فى شأن، ليخلقوا فوضى مُضاعفة فوق الفوضى التى نحياها اليوم فى تلك المرحلة الانتقالية، وليستنتج الناس ماذا عسى أن يكون مصير مصر، فى ظل حُكم هؤلاء، إلا الدمار والخراب واستفزاز الغرب لمحاربتنا على أرضنا وسفك دماء الأبرياء؟

إنهم يستخدمون الإيحاء شكلاً، بينما باطنهم غير ما يعلنون! إنهم غير ما يبدون! إنهم منافقون، والحمد لله، لا يمثلون الإسلام، ولكن يمثله كل من يعبد الله ويتقيه، بعيداً عن التلاعب بنصوص الدين وقول ما لا يفعل! فلا تصدقوهم، لأن الوثائق كثيرة وسيظهر قريباً منها المزيد، مما سيفضحهم أكثر فيما فعلوا ولا يزالون يفعلون!
وإنا لنعشق مصر التى يكرهون.
• أستاذ علوم سياسية .






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة