شريف حافظ

تنوع الحياة

الإثنين، 21 سبتمبر 2009 12:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التربة واحدة وإن اختلفت أنواعها على مدى الأرض، ولكنها تُنبت أزهار ونباتات مُختلفة أنواعها: فالألوان والأشكال والأحجام، مختلفة، رغم أنها نبتت من نفس التربة. وهكذا بقية المخلوقات من نفس النوع. فرغم أن الثدييات كلها ثدييات، فإنها مختلفة، منها المتوحش آكل اللحم ومنها آكل النبات، ولكنها جميعها ثدييات. منها من يقطن البحار كالحيتان والدلافين وأكثرها يقطن البر. والكائنات التى تبيض كثيرة أيضاً، منها الطيور ومنها الزواحف ومنها الحشرات.

وتختلف طبيعة الحيوانات التى تعيش فى الأماكن الحارة عن تلك التى تحيا فى الأماكن الباردة. ولا يُمكن أن تعيش الحيوانات التى تحيا فى الأماكن الحارة فى الأماكن الباردة أو العكس. فلقد منح الله كلُ قدرة معينة ومناخ معين ليستطيع الحياة فيه من جنس الحيوان. وتختلف الحيوانا من حيث الشكل المقبول للإنسان، بحيث يقبل الإنسان حيوانات ولا يقبل غيرها، وغالباً ما تكون الحيوانات المقززة الشكل للإنسان، مضرة به. كما أن هناك نباتات غاية فى الروعة والجمال، ولكنها سامة للغاية.

وعندما يغوص الإنسان فى عالم المخلوقات المتعددة، يندهش لشدة التنوع البيئى فى العالم. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يوجد أكثر من 12000 نوع من النمل على وجه الأرض، ويتوقع علماء الحشرات، أن يبلغ العدد 14000 نوع. منها فى أفريقيا وحدها، 2500 نوع. وقد تتشابه طريقة ودورة حياة تلك المخلوقات وقد تختلف وفقا للطبية التى خلقت وفقها. وتلك حكمة الله كى نعرف تعددية الكون.

إن تلك التعددية فى المخلوقات إنما هى طبيعة الكون فى التعدد على وجه الأرض أو فى أماكن أخرى. إن الله لم يخلق الكون كله على شاكلة واحدة. فهناك الصحارى وهناك الدلتات وهناك المراعى وهناك الغابات. وهناك الأنهار وهناك البحيرات وهناك البحار وهناك المحيطات. وهناك السهول وهناك الوديان وهناك الجبال والمناطق الوعرة. التعدد واضح فى الكون كله، وهكذا الإنسان!

فالإنسان متعدد الثقافات والحضارات وليس الجميع واحد. اختلفت مدارس الفلسفة ومناهج الفكر، وتطور الإنسان عن طريق العلم بالكتابة ثم القراءة والإستقراء. تنقل ونقل الفكر من مكان إلى آخر. تكون لدى البشر نهج أساسى من القيم والخير والشر. واختلفت مع ذلك معايير الحكم من مكان إلى آخر وفقا للموروث والحضارة والأديان والمعتقدات والنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتختلف طرق الحياة من مكان إلى آخر وفقا لاختلاف التجارب البشرية والحروب والنزاعات والقهر والاحتلال والديكتاتورية أو حتى الحرية وطول فترات السلام والتغييرات والديمقراطية، وكل التجارب الإنسانية التى يمكن أن تمر بها الشعوب.

لقد أدى هذا التعدد فى التجربة الإنسانية إلى خلق أساليب مختلفة لعلاج المشاكل، وما يصلح فى الولايات المتحدة، ربما لا يصلح فى مصر. وما لا يصلح فى السعودية، ربما يصلح فى فرنسا، وهكذا. وهذا الحكم يجوز، حتى لو أن الحياة مثاماثلة، لأن الموروث مختلف وطبيعة الشعوب تختلف.

وبالقطع، تختلف التجربة الإنسانية من شخص إلى آخر داخل الدولة الواحدة، نتيجة لتاريخ كل فرد فى المجتمع، وفقا لتعرضه للتجربة العامة على مستوى الوطن أو التجربة الخاصة على مستواه الشخصى. وبالتالى استوجب علينا احترام كل تلك الإختلافات، لأنه التنوع الطبيعى فى حياتنا، لأننا جميعاً وفى نهاية الأمر متعددين مختلفين وهذا من فضل الله علينا حتى نتعلم من بعضنا البعض ونستفيد من أخطاء بعضنا البعض، وبالتالى نتقدم إلى الأمام.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة