د.إبراهيم عبد العليم حنفى

محمود عوض القيمة والتراث

الخميس، 10 سبتمبر 2009 05:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وداعا للجسد الطاهر لفارس القلم الذى أثرى الحياة الثقافية والصحافية فكرا وعلما وثقافة، فقد شهد حقبة تاريخية وفنية شديدة الثراء وتعامل بها بأمانة وطرحها بفكر وصدق.

إن جسده النحيل وتقاسيم وجهه الباسمة دائما وكلامه العذب ولسانه الصادق قد أخفى ما يتحمل من عناء المرض فيظهر وكأنه لم يكن به شىء.

أما كتاباته فيتحدث ناقشا على الورق ناحتا فى الكلمات، ويداعب خيالك ويطير بك فى عنان السماء، ثم يهوى بك إلى أرض الواقع تبصر ما حولك بفكر جديد، فكان يضيف إلى قارئه ثقافة وفلسفة وعلما، فنعم ما أثرى ونعم ما ترك.

فبضع كلمات يكتبها أو ينطقها كانت تحمل كتابا جديدا تنويريا يضاف للحياة الثقافية بعامة، وهذا ما حدث فى برنامجه خمس دقائق داخل إسرائيل فكان يبصر القارئ بمدى عمق الثقافة ودقة المعلومات التى كان أمينا عليها فى العرض، متحملا مشقة البحث والتدقيق حتى ولو كانت المعلومة تتكون من كلمتين.

أنه محمود عوض الذى حفر اسمه على قلوب الناس جميعا ولم يقترن بمنصب زائل ولا كرسى لم يضف إليه شيئا.

عندما كان يطل علينا من نافذة التلفاز يحظى باحترام الجميع ويخطف الكاميرا خطفا لحضوره الطاغى، شاهدا بصدق على عصره والبسمة لا تفارق فاه.

فقد تعلق الجيل كله بمحمود عوض فإذا ذكر صاحب ذكره الاحترام والتصديق على كلامه مباشرة دون تردد, فما خرج من القلب لا بد أن يدخل القلب دون استئذان.

فليعوضنا الله فيك خيرا يا حبيب الناس وفارس القلم النبيل, مازلت ممتطيا جوادك بما تركت, مازلت متربعا على قلوب الناس بما أثرت بقلمك وحديثك العزب, مازلت قلوب أصدقائك مريدة فى محرابك بما تركت لهم وبينهم المحبة.

وداعا للجسد الذى تعب وأنّ وسهر, فقد نودع جسدك وأنت فى قلوبنا وفى وجداننا جميعا.

طيب الله ثراك وأدخلك الجنة ومع الصديقين والشهداء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة