فن الحكاية هى سمة الدعاة الجدد فهم يأتون بحكايات ما أنزل الله بها من سلطان، إنه طوفان جارف يحول كل ما يتصدى له لصالحه، لما يملكون من عبارات مؤثرة وحكى دارمى وكأنهم ممثلون تصدقهم فى كل موقف فتسلم بأنهم خبراء فى الدين والحياة من أول وهلة وهم من الفقهاء ومن أهله. يلبسون ملابس عصرية وإن حكمت يلبسون لباس الأزهر.
قنوات فضائية تسعى جاهدة لاستقطاب هؤلاء النجوم المتألقين فى سماء الحكى والقصص، وكأن الدين عبارة عن قصص وحكايات فقط.
الكل شارب من إناء واحد وهو السرد وفن الحكى والصوت المؤثر والمنطق. لا يضيعون وقتا لأنه سبوبة ومن ذقنه وأفتله، وكله ماشى مادام هناك غيبة رقابية من الأزهر الشريف على هؤلاء النجوم الكاجوال، قد ترى الواحد منهم يكاد يتقطع إربا وهو يحكى ولو استطاع أن يبكى لبكى ويذرف الدموع كديكور لفن الحكى والسرد، ومجموعة من شباب تسمع له فى تأثر وعيونهم جاحظة على فن حكيهم وهم يركزون الدعاء على الظالمين والصبر عليهم كما صبر أولى العزم من الرسل، عندئذ تسمع أصواتا فى حلبة الحكى الله يا أستاذ الله ينور عليك، وهنا تكتمل النجومية وتكثر الأموال التى وصلت لملايين الجنيهات وفى رواية أخرى ملايين الدولارات.. رحم الله الشيخ الشعرواى الذى كان يرفض أن يتقاضى مليما واحدا وهو يؤدى واجبه ورفض الوزراة ومغرياتها وشتان بين المفارقة والمقارنة.
الغريب والمدهش أنك تسمع من هؤلاء الدعاة الكاجوال ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر، يحكون على التقشف والصبر وهم يركبون سيارات فارهة وملابس باريسية الصنع وبرفانات تأتى بك من على كوبرى صلاح سالم سعيا ورائها لتشمها، إنهم دعاة ليسوا كأى دعاة لأن أصابعك ليست واحدة، لا يبقى لهم إلا شىء واحد هو بناء مقامات لهم لزيارتهم وتشد الرحال إليهم وتنذر النذور لأن الأموال التى يتقاضونها ليست كافية فهم يحيون حياة تقشف وجفاف لخدمة الدين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة