كشف كتاب جديد عن حقيقة مخالفة لما هو معروف تاريخياً، حيث أكد أن الرئيس الأمريكى فرانكلين ديلانو روزفلت حاول إقاذ الآلاف من اللاجئين اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وشكك فى صحة الرأى السائد بأن الرئيس الأمريكى الأسبق لم يكن مبالياً بمصير اليهود فى أوروبا.
فلقد زعم كتاب "اللاجئون والإنقاذ"، أن روزفلت قام فى عام 1938 بوضع خطط لصالح الولايات المتحدة لملأ حصصها من الهجرة بـ27 ألف يهودى من ألمانيا والنمسا وغيرها لإرسالهم لبريطانيا والدول الصديقة فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وقال مركز التاريخ اليهودى فى بيان له عن الكتاب، إن معظم المبادرات الرامية إلى إعادة توطين اللاجئين في المناطق المتخلفة ثبت أنها كانت مستحيلة، وقابلت مقاومة شديدة فى الخارج، أو أنها تمت ببطء شديد، ويرجع ذلك إلى المقاومة من جانب وزارة الخارجية.
وقالت صحيفة التليجراف، إن الادعاء بأن روزفلت كان يسعى بنشاط لإيجاد سبل لمساعدة اليهود على الفرار من أوروبا قبل بدء الحرب فى عام 1939، يتحدى وجهة النظر المقبولة على نطاق واسع بأن روزفلت تجاهل تحذيرات خطة أدولف هتلر لإبادة اليهود.
وأضافت، أن ما هو معروف تاريخياً أن الحكومة الأمريكية رفضت السماح لـ"سانت لويس" السفينة الألمانية التى كانت تحمل أكثر من 900 من اللاجئين اليهود، للإرساء على رصيف ميناء الولايات المتحدة عام 1939 وكثيراً ما يستشهد بهذا كدليل على عدم اهتمام الرئيس بمصير اليهود ومن ثم تم إعادت السفينة إلى أوروبا، حيث لقى العديد من الركاب الهلاك فى المعسكرات النازية.
ويستند كتاب "اللاجئون والإنقاذ" فى المقام الأول على مذكرات جيمس ماكدونالد، وهو مسئول كبير بعصبة الأمم معنى بشئون اللاجئين الفارين من ألمانيا النازية فى منتصف الثلاثينات.
وقال ريتشارد بريتمان، أحد مؤلفى الكتاب الثلاثة "فى تعقب لمذكرات ماكدونالد، عثرنا على أدلة جديدة عن دور الجبهة الديمقراطية الثورية".
ففى عام 1935 استقال ماكدونالد من عصبة الأمم للاحتجاج على غياب دعم هذه القضية، ثم بعد ذلك رأس لجنة مشورة للرئيس روزفلت فى الوقت الذى كان يجرى الضغط لتغيير قوانين الهجرة فى الولايات المتحدة، وفى عام 1948 أصبح ماكدونالد أول سفير أمريكى للدولة الجديدة "إسرائيل".
وكانت مذكرات ماكدونالد، التى تملكها عائلته، تم تحليلها من قبل المتحف التذكارى للمحرقة اليهودية فى واشنطن، حيث تم تسليمها إلى فريق من المحررين برئاسة بريتمان الأستاذ الجامعى فى التاريخ وعالم فى الهولوكوست، وقد أصدر الفريق هذا الكتاب الذى نشرته مطبعة جامعة إنديانا.
وأشار متحف المحرقة اليهودية إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية قد رفعت من درجة العقبات البيروقراطية على الهجرة من خلال رفض منح التأشيرات وتخصيص حصص للاجئين وبالعمل مع الكونجرس قامت بمقاومة تمويل المؤتمرات أو المبادرات الأخرى المعنية بإعادة توطين اللاجئين، كما قامت الخارجية الأمريكية بدحر تصريح عام عن التقارير الخاصة بالإبادة الجماعية، وفى عام 1942 رفضت الوزارة الكشف عن تقرير مفصل بالخطط النازية للقضاء على اليهود فى أوروبا.