تعازينا الحارة لك يا سيادة الرئيس، وليصبرك الله على هذا المصاب، الذى ألمنا جميعاً وأدمى قلوبنا وأبكى عيوننا، وكيف لا نبكى وهو عند الله أحبابه، وكيف لا نحزن وهو أعز الولد ولد الولد، وليكن طائراً يطير فى سماء الجنة يرفرف بجناحيه وتزفه الملائكة، وإلى جنة الخلد مع الأبرار والصديقين والشهداء.
تعازينا لصاحب القلب الجميل الذى لا يـتأخر أبداً عن أداء الواجب وليصبر الله السيدة حرمك أم المصريين التى هى ملاك لكل الأطفال ترى كل الأطفال أحفادها، فإذا فقدت محمد فلديك ملايين الأطفال أحفادك وأحبابك وأولادك، فأنتِ صاحبة القلب الرحيم، فدعاؤهم لأخيهم لا ينقطع، فليصبرك الله يا أم المصريين.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"، فقد أدمى الخبر قلوبنا جمعياً، نحن كمغتربين ومواطنين، فالعزاء لنا جميعاً، فنحن أسرة واحدة والمصاب واحد.
والبقاء لله يا سيادة الرئيس يا أب لكل أسرة مصرية، فالكل أولادك وأحفادك، وليصبرك ويثلج قلبن بالصبر والسلوان، فكم من أم أدمى قلبها وأب فقد أبناءه، وأنت لم تتأخر فى فى أداء الواجب.
وكيف نعزيك والعزاء لنا جميعا المصاب لنا جميعا، فهو ابن لنا وأخ لأبنائنا ونحن نعرف مدى حبك له ومدى حب جدته له، ولكن قدر الله لا يمكن الفرار منه وأنت رجل مغوار فى الحروب تماسك وتجلد وليعنك الله ويعين السيدة الفاضلة، فالنساء أكثر إحساساً بالفجيعة والمصيبة، فشعورنا جميعاً معك ودعاؤنا لمحمد بالرحمة، فهو طفل يداعب أطفال الجنة ويعيش حياة هنيئة.
وعزاؤنا لأبيه وتجلده لفقد لولده فليصبره الله على ما بلاه، فالبكاء يجلى القلوب، فقد بكى النبى صلى الله عليه سلم على ابنه إبراهيم. فى صحيحى البخارى،
قال أنس: دخلنا مع رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم).. وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول اللّه تذرفان, فقال: لـه عبد الرحمن بن عوف (رضى الله عنه): وأنت يا رسول اللّه، فـقـال (ص): إن الـعين تدمع والقلب يحزن, ولا نقول إلا ما يرضى ربنا, وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون .
فالقدر نافذ لا محالة وعلينا التجلد والصبر وفليصبركم الله ويصبرنا جميعاً، ولكم فى رسوله أسوة حسنة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة