أصبحنا نقول الآه كثيرا بعد أزمة أنفلونزا الطيور والآن أنفلونزا الخنازير هذا الوباء الوافد إلينا وما يهمنى والذى أصرخ له آهات وراء آهات هى البيئة التى تربى فيها الخنازير فى مصر فى منشأة ناصر وغيرها فهى كوكتيل من مسببات الوباء طيور ومواشى وخنازير وذباب معا.
أكثر ما يحزننى هو علم نواب مجلس الشعب بهذه الدوائر وصمت الجهات التنفيذية الذين يمرون بها كل يوم مرة أو مرتين ولم يتحرك لهم ساكن إلا مع أنفلونزا الخنازير.
ولو أن الوباء قد ظهر عندنا أولا لا قدر الله لكنا لنا السبق أن نصدره للعالم فى ثوان معدودة نظرا لكمية التلوث التى تحف بالخنازير والطيور من كل مكان، والمربون فى تعايش وانسجام، سيمفونية ما بعدها نغم ولوحة متناسقة الألوان اشترك فى إبداعها أطراف كثيرة أولها الجهات التنفيذية وأعضاء مجلس الشعب الذين يدعون أنهم يتعاملون ويحلون مشاكل هذه المنطقة ويترددون عليها ويشمون رائحتها منذ سنين, ولا يتحركون إلا إذا وقع الفأس فى الرأس ساعتها نراهم نجوما إعلامية متألقة فى سماء الفضائيات فقط، أما على الواقع فهم لايهتمون من قريب أو من بعيد بمشاكل دوائرهم وإلا لما رأينا هذه الصور التى تحمل أطنان الجراثيم.
والشىء الذى يجعلك تضرب رأسك فى أتخن حائط هو أن المسئول يظهر ويعترف بأن هذه الدائرة تقع فى حيز اختصاصه ومسئولياته منذ عدة سنوات والتباهى بذلك وكأنه يحمى التلوث ويحافظ عليه، فأين المسئولون الذين هبطوا من السماء فجأة وتضامنوا للقضاء على الخنازير فى حفل مهيب وهم الذين ساهموا فى تربيتها فى هذه البيئة رغم توطن أنفلونزا الطيور، ولكن لا حياة لمن تنادى.
لقد نسى المسئولون دورهم ومسكوا فى الخنازير بنت الإيه هى اللى كشفت المستور وكشفت التلوث فى المنطقة أمام العالم وشعب مصر فهى تستاهل الذبح. إن الإهمال يظهر تباعا وشغل هؤلاء المسئولون الشاغل هو المؤتمرات وباقات الورد والتهانى التى يصرف عليها بالملايين رغم ظهور تقاريرالجهاز المركزى للمحاسبات عن الفساد وإهدار المال العام من الوزارات.
على مبدأ أخويا هايص وأنا لايص, ستقام الأفراح والليالى الملاح بوجود برنامج ينشغل به المسئولون هذه الأيام وهى أنفلونزا الخنازير والوقوف على ذبحها وسلخها وتخزينها وسينشغلون عن مصالح الناس.
إن ترك القرى والشوارع دون إنارة ولا مياه هو ذبح جديد, وإن فبركة التقارير هى بعينها أنفلونزا أخطر من أنفلونز الخنازير وغرق الناس فى مياه المجارى أخطر من أى وباء. أما الاحتكار والكسب غير المشروع هو عدوى لا يمكن الإفاقة منها ويا من تخافون وتدعون مصلحة مصر أولا دعوا المتخصصين يتعاملون من أزمة الخنازير.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة