مى الشربينى

مَن حُر اليوم؟

الخميس، 02 أبريل 2009 10:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توقفت عند شعار طلبة 6 إبريل «الجامعة الحرة تحتاج لطالب حر وأستاذ حر»، ليس لأننى أؤيد أو أعارض الحركة، ولكن لأن الشعار يعكس حقيقة أن المصنع الحر يحتاج لعامل حر وعميل حر، والمحل الحر يحتاج لتاجر حر ومشترٍ حر، والبلد الحر يحتاج لحكومة حرة ومواطن حر.

سألنى صديق حكيم ومختلف، وأقصد «بمختلف» ذلك الشخص الذى يتحكم فى أقواله وأفعاله وردود أفعاله انطلاقاً من قناعاته وتركيبته الشخصية ومشاعره، ليس فقط انفعالاً بأفعال الآخرين والظروف المحيطة به، سألنى: «ماذا يمثل لك اليوم؟» لم تكن إجابتى مُرضية لى ولكنها حفّزت ذهنى لسلسلة من الأسئلة.

أدعوك، ولو على سبيل التسلية أن تتوقف للحظات عن استكمال قراءة هذه السطور وتغمض عينيك وتسأل نفسك: «ماذا يمثل» اليوم «لى؟» لاحظ إجابتك وتأثيرها على حالتك المزاجية... قد يكون «اليوم» مجرد استمرار لأمس، أو قد يكون بداية الأربع والعشرين ساعة المقبلة، وقد تكون إجابتك فى أى مساحة بين هذا وذاك.

هل خلَقَت إجابتك فى داخلك شعوراً مُرضياً أم أفكاراً مُحبطة؟ هل تعىِ يقيناً ما تفعله وفعلته اليوم؟ فى كلمات أخرى، هل اخترت ما قلته أو ما قمت به منذ لحظات من فعل أو رد فعل، فى عملك، مع أطفالك وزوجتك أو مع غرباء فى الشارع أم أنك تقع فى وهم الاضطرار؟ هل قررت ما تفعل أم فعلت ما قررته الأنماط؟ إذا كنت جالساً فى مكان انتظار ورأيت سيدة عجوز، هل تختار أن تترك لها مقعدك حتى إن طال الانتظار أم تختار أن تحتفظ بحقك فى المقعد أم لا تلاحظ أصلا وجودها فلا تختار أى شىء؟ إن طُلب منك المشاركة فى تجاوزٍ صغيريقلل من أعبائك ويضمن لأطفالك حياة أسهل، كتمرير بضاعة فاسدة وإن لم تكن بالضرورة قاتلة، هل تختار الامتناع أم المشاركة أم عدم الاختيار وكأنك لم تلحظ شيئا؟ إن كنت لا تطيق صاحب المحل المجاور لمنزلك لغشه وجشعه، هل تختار أن تريح قدميك وتشترى منه خبزك كل يوم أم تختار أن تريح قلبك وتقطع مسافة أطول لتشترى من محل أجود وإن كان أبعد؟ هل تترك نفسك لتكون مُسيَّراً، تاركاً لجام عقلك وقلبك وأفعالك لجماح تأثيرات كل ما هو خارجك؟ أم تحاول أن تستمتع بكونك مُخيَّرا ترى اختياراتك بوضوح فى أصغر الأمور وأكبرها؟ إن اتفقنا مع الأديب البرازيلى باولو كويلهو فى تعريفه للحرية: إن الحرية ليست غياب القيود بل هى القدرة على الاختيار والالتزام بما تختار، سنعىِ عن قناعة أنه وإن كنا لا نملك فى أيدينا زمام حياتنا بشكل كامل إلا أننا نشكل يقيناً بحرية الجزء الأكبر منها بما نختار فعله وقوله اليوم..الآن.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة