د.إبراهيم عبد العليم حنفى

العلاوة والضحك على الذقون

الثلاثاء، 14 أبريل 2009 06:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بما أن اللى ما يجيش من الغرب يسر القلب، فنرجوا من حكومتنا المبجلة ألا تطل علينا بما يفسد حياتنا كل عام, فقد خلفت علاوة الـ30% العام الماضى غليانا ما بعده غليان. إن الأزمة العالمية وما صاحبها من مشاكل اقتصادية نتج عنها تسريح العمالة المصرية بالخليج ستزيد بالطبع الطين بلة. فهل سيطل علينا وزير المالية مختفيا فى ضحكته البريئة ليعلن أن هناك زيادة فى العلاوة كى يشعل السوق ويولع فى البلد؟! فمن السبب فى الحرائق التى تشتعل كل يوم لاشك أنها أزمتنا الطاحنة من ضعف الرواتب والبطالة وقوانين الجباية التى لم يتبق شيئا واحدا إلا قانون الضرائب على الموتى على نهج العصر المملوكى . فكل من يمتلك بيتا سيدفع ضريبة عنه وكأنه ساكن فى بيت الحكومة ليس على أرض وطنه, حتى مياه الرى ستباع له.

أى غربة يعيشها المواطن المصرى وإلى متى سيظل العبث يطيح بنا, والحكومة تعطى العلاوة باليمن وتأخذ بالشمال عشرة أمثالها، متبعة سياسة من "قرنه وأفتله". يكفى الضحك على الذقون شبعنا وتبنا وأنبنا كما نصلى كل يوم كى يتوب الله علينا من هذه الحكومة، وخاصة من وزير المالية، فلم نعد نتحمل الجمل الذى يتمخض فيلد فارا أو فقرا ومعاناة. ففى أرقام تقرير التنمية البشرية إشارة إلى أن معدلات الفقر فى أفضل المحافظات تتراوح بين ٢.٤% و٨% وهى محافظات بورسعيد والسويس والقاهرة والإسكندرية ودمياط على الترتيب، ومن ناحية أخرى فإن محافظات الفيوم والمنيا وأسيوط وسوهاج وبنى سويف هى صاحبة المراتب الأدنى ليصل معدل الفقر فى محافظة مثل أسيوط إلى ٦١% .

فالفقر يعشش فى الصعيد، حيث توجد ٧٦٢ قرية تحت خط الفقر على مستوى مصر فى محافظات المنيا وسوهاج وأسيوط، بينما توجد ٥٩ قرية من بين أكثر مائة قرية فقرا فى محافظة سوهاج وحدها. كما كشف التقرير أن هناك ١٤.٧% من الأطفال فى مصر فى المرحلة العمرية من ٦ إلى ١٨ عاما لم يلتحقوا أساسا بالتعليم الأساسى، أو تسربوا منه بعد الالتحاق وما خفى كان أعظم. هذه الوجبة الدسمة نضعها على مائدة الحكومة والتى تعرفها جيدا التى مازالت تهلل بالموافقة على العلاوة.

فهل علاوتكم تعالج الفقر لهؤلاء أم تزيدهم فقرا وكربا وغما؟
ماذا فعلت الحكومة فى الحد من الفقر غير المؤتمرات والدراسات التى يصرف عليها بملايين الجنيهات التى جبيت من هؤلاء الفقراء من رفع فواتير الكهرباء والماء وغلاء الأسعار نتيجة كل علاوة.

الله الغنى عنها ولم تعد القرى وحدها التى تشعر بالفقر، بل كل فئات الشعب والاحتجاج آخر دليل على أداء الحكومة التى لم تشعر بأنها قدمت خدمة جليلة لم تكن فى حسبانها وهى توحد قوى الشعب عليها والإضرابات ضدها، وخصوصا حركة شباب6 إبريل وهى حركة التغيير للشباب. ولكن الحكومة كالعادة توظف ذلك لصالحها مدعية أنها دليل على الديمقراطية واضعة رأسها فى الرمال وأذن طين وأخرى من عجين.

فلم تعد العلاوة هى التى تسكت أفواه الموظفين والشباب فإذا استطلعت الحكومة رأى الناس ستجد الناس ستحلف حلفا واحدا صادقا من القلب يمين طلاق بالتلاتة أنهم لا يريدون ذكر كلمة علاوة لأنها فأل شؤم عليهم. فنقولها بالفم المليان بلاش علاوة وخلى الطابق مستور.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة