ألم تكن الأرض مثل العرض والتحرش بالأرض مثل التحرش بالعرض، تربينا منذ نعومة أظفارنا على هذا المبدأ، وإذا رجعنا إلى الوراء قليلاً إلى سماع مسلسل "عواد باع أرضه وفرط فيها"، نجده يكاد يموت غماً وخجلاً على ما فعل، فكانت له أغنية "عواد باع أرضه شوفوا طوله وعرضه"، لأن التفريط فى الأرض مثل التفريط فى العرض.
أما الذى يحدث الآن، فلم يعد يخجل المسئولون لما يرتكبونه فى حق الأرض واستباحتها.
فكم من مسئول استباح الأرض وهتك عرضها، واستولى عليها ووزعها هبات لذويه وأقاربه عينى عينك فى وضح النهار دون خجل.
إن فتح ملف الاستيلاء على أرضى الدولة بشكل جدى، سيدخل الفئران فى جحورها وستظهر الفيلات والقصور والأراضى التى تم اغتصابها، فقد قسموا أراضينا وكأنها عزبة الوالد، وأتساءل كم أكبر مرتب يتقاضاه المسئول من هؤلاء كى يمتلك فيلات وقصوراً وسيارات ومئات الأفدنة، ولم يكتف بهذا فحسب بل راح يهدى أراضٍ إلى من يكون له معه مصالح.
ماذا لو حاول أى فرد منا أن يحصل على متر واحد حتى بطريق شرعى من الحكومة؟ بالطبع سيكون آثماً ومجرماً ويستحق الجلد، وستوجه إليه تهمة الاستيلاء على أراضى الدولة. إننى لا آمل فى التساؤل من سهل لمدحت بركات وهشام طلعت مصطفى وغيرهم الكثيرين الحصول على آلاف الأفدنة، والغريب أنهم يدعون أن كل ذلك بالقانون .. قانون وضع اليد رغم أن هذا القانون يملك الأرض لمن يزرعها وليس لمن يقيم عليها منشآت مثل وادى الملوك ومنتجع البشوات الذين كان لهم نصيب فى هذه المنتجعات.
إن قضية نهى رشدى أدت إلى حسم التحرش الجنسى بتغليظ عقوبته، فهل نرى قريباً حسماً لقضية التحرش بالأرض، أم نظل نرى مجرد أكباش فداء تقدم للمحاكمة، ولتهدئة الرأى العام، ويظل عواد يبيع الأرض دون خجل أو ذرة حياء باسم القانون وروح القانون والنية السليمة مادامت هناك سبوبة، أما الشعب الغلبان فمازال يغنى بطيبة قلب "عايزينها تبقى خضرا الأرض اللى فى الصحرا".
حقاً "اخويا هايص وأنا لايص" فهذا الملف هو ملف من بين عشرات الملفات التى لم تفتح بشكل جدى حتى الآن، وما خفى كان أعظم وياما فى الجراب يا حاوى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة