هذه "افتكاسة" صهيونية، انساق وراءها المهزومون نفسيا من العرب، نحن جميعا مرغمون على قبولها، فلا توجد لدينا خيارات أخرى، توجد فقط فئة من المهزومين تريد الاستفادة من تقزيم المقاومة المسلمة فى شتى البلدان، والتقليل من انتصاراتها، إنه الخوف من نصر قادم تحاول ألاعيب السياسة القذرة إجهاضه.
الذين صفقوا لحزب الله عقب حرب تموز (يوليو) 2006، هم أنفسهم الذين تطاولوا على "حماس" وحاصروها، وبدلا من أن يساندوها ضد العدو الظاهر، راحوا يحملونها ما آلت إليه الأوضاع فى غزة.. يرتكب الصهاينة المجازر ضد أهالى غزة، فتتفرق دماء الغزاويين على حماس، ولا تستقيم المؤامرة، إلا بعد أن يتحدث الكُتاب والسّاسة العرب عن استفزاز حمساوى لإسرائيل(تلك إذا قسمة ضيزى).
إسراطين "مقترح حل" قدمه الزعيم الليبى معمر القذافى، لحل المشكلة الإسرائيلية - الفلسطينية بدمج الدولتين فى دولة واحدة من أجل التعايش السلمى.. أنا هنا لن أتحدث عن مقترحات وتصريحات القذافى "الغريبة" التى يفاجئنا بها بين حين وآخر، لكن ما جعلنى أستشعر انهزام الروح العربية، ومحاولة "تمويت" القضية الفلسطينية، ما كشف عنه السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذى أعلن منذ فترة عن أنه يفكر مجددا فى تقديم استقالته من منصبه، بعدما طرحت المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية منذ 7سنوات ولم يحدث تحركا إيجابيا.
"أخشى أن تظل المبادرة متداولة على موائد العالم من دون نتيجة.. وبما أننا نواجه صعوبة فى إعلان الدولة الفلسطينية، فالأفضل الإعلان عن قيام دولة إسراطين، فهذا أجدى من إقامة سرادق عزاء لفلسطين".. هكذا يتحدث أمين عام الجامعة العربية، الذى نفد صبره وهو يشاهد انهيار الدبلوماسية المصرية بتصريحات وممارسات أسلافه.
عندما يتحدث"موسى" بهذه الروح الانهزامية، فيجب أن نتنبه إلى أن "صقر" الدبلوماسية العربية والذى كنا نعوّل عليه، قد سئم، وأن القضية الفلسطينية (قضيتنا الأولى والأخيرة) تنحدر نحو الأخطر والأسوأ، وبعدما كنا نستشعر نصرا قادما حتى عبر الأجيال القادمة، فإننا بهذه الروح التى تسربت إلى السيد عمرو موسى نحرق القضية ونساهم فى التطبيع الانهزامى والإجبارى ببيع أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين إلى الصهاينة بثمن بخس، بل إن شئت فقل بيعها بلا ثمن و"متقشرة".
إسرائيل هى الرابح الوحيد من تدويل القضية، وطالما أننا ننساق وراء مصطلحات دبلوماسية وسياسية بعيدا عن الإطار العقدى للقضية "الصهيو إسلامية " فلن تفلح القمم ولا مبادرات السلام والاستسلام التى يجيد اللهث وراءها التماثيل الموكلة بتوقيعات الغرب للتحدث باسم القضية، ومن ثم إحراقها ومحوها من ذاكرة الأجيال المتعاقبة.
"إسراطين" هى بداية النهاية للقضية الفلسطينية، وإذا رضى العرب بهذه القسمة الظالمة، فإن الجولة القادمة هى تنفيذ باقى الأجندة الصهيونية فى المنطقة (دولة بنى صهيون من النيل إلى الفرات).
لست من ضاربى الودع ولا أعلم الغيب، "ولا أقول لكم إنى مَلَك"، فقط ارجعوا إلى التاريخ بيننا وبينهم، واقرؤوا بعضا من أسفارهم، ونصوصا من بروتوكولاتهم ليتأكد لكم ما يخطط له القوم..
(بئس الرجال نحن..وبَئِسَت هذه السياسة الملعونة..!)
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة