أثار تصريح فاروق حسنى وزير الثقافة على هامش الاجتماع التحضيرى لمؤتمر المثقفين بأن "مؤتمر المثقفين سيضم كل الفرقاء بما فيهم التيارات الدينية المختلفة"، ردود أفعال غاضبة بين المثقفين الذين أعربوا عن دهشتهم بما صرح به الوزير، خاصة أن الوزارة بكل هيئاتها وقطاعاتها لا تضم أحدا من هذه التيارات على مستوى القيادات ولا حتى مستوى اللجان بالهيئات المختلفة، كما أن هذه التيارات لم تشارك مسبقا من بعيد أو قريب بأى من فعاليات أو مؤتمرات الوزارة.
الروائى فؤاد قنديل عضو لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة رفض مشاركة التيارات الإسلامية بمؤتمر المثقفين، واعتبر قرار فاروق حسنى بمشاركتهم مداعبة لهذه التيارات وليست أسلوبا منهجيا رصينا، مضيفا أنه ربما قرر الوزير ذلك بسبب كثرة الجراح التى أصابت الجسد المصرى نتيجة الخلافات بين المثقفين والإسلاميين، وهو ما جعل حسنى يتحرك بعاطفته ويقرر ذلك.
وأكد قنديل أنه لو شاركت بالفعل هذه التيارات فى المؤتمر فلن يستقيم لدقيقة واحدة، وليس أياما، لأن وجودهم فى المؤتمر أشبه بالقنابل على المناضد التى ستنفجر مع أول قضية تطرح للنقاش بين الإسلاميين والمثقفين، لأن كلا منهما له رؤية مختلفة ومتناقضة مع الأخرى، ولن تتقابل الرؤيتان حتى آخر يوم بالحياة، معللا ذلك بأن هذه التيارات تتحفظ وبشكل دائم على الفنون ولن توافق على كثير من أنشطة الوزارة وأعمالها الأساسية مثل المسرح والشعر وبعض الكتب، متسائلا ماذا ستقدم هذه التيارات فى مؤتمر يناقش أوضاع المثقفين وقضاياهم ومشاكلهم.
وأكد قنديل أن الوزارة أحيانا تستعين بهذه التيارات لدراسة كتاب، والرجوع إلى هذه التيارات فى بعض الأمور الدينية، مضيفا أنه لا يمكن تواجد هذه التيارات بوزارة الثقافة وهو ما أكدته التجربة عندما قررت الوزارة إنشاء لجنة دينية بالمجلس الأعلى للثقافة ولم ينفذ القرار.
واتفق مع رؤية قنديل الناقد يسرى عبد الله، عضو المجلس الأعلى للثقافة، مؤكدا أن هذه التيارات لن تقدم إفادة للمؤتمر، معربا عن تخوفه من أن تكون هذه الدعوة بادرة لصفقة بين المؤسسات المصرية والتيارات الإسلامية، وهذه الصفقة لن يدفع ثمنها سوى المثقفين.
وأضاف عبد الله أن مشاركة التيارات الإسلامية قد تكون سعيا من الوزارة لتمثيل كافة الأطياف الفكرية بالمجتمع، مضيفا أن هذه التيارات لم تقدم شيئا للثقافة بل على النقيض فهى معادية تماما لكل ما هو ثقافى، ولها توجهات رقابية تصادر حق المثقفين فى إبداء ما يعتقدون من أراء فضلا عن أنها تحتكر الحديث باسم الدين، وهذه مشكلة أخرى لا مجال لذكرها الآن.
وأكد عبد الله أن عناصر التلاقى بين المثقفين والتيارات الإسلامية ضعيفة ومتضادة، فالثقافة فعل إنسانى تحررى وهذه التيارات تحاول دائما قمع هذا الفعل.
وعلى الجانب الآخر رحب حلمى النمنم نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للكتاب بوجود التيارات الدينية فى مؤتمر المثقفين، مؤكدا أنه يجب على الوزارة فتح باب الحوار والترحيب بكل من يقبل الجلوس على مائدة الحوار والاستماع لوجهة نظره بغض النظر عن توجهاته.
وأضاف النمنم أن مشاركتهم فى المؤتمر قد تؤدى بالفعل لحدوث تصادم لكنها قد تسفر أيضا عن تقليل حدة الوضع بين التيارين، مضيفا أنه من خلال تجربته فى الحوار مع التيارات الإسلامية يستطيع التنبؤ بنتيجة جيدة لهذه المشاركة، كما نتج عن حواره من قبل.
وأكد النمنم أن هذه المشاركة إن لم تحقق نتائج إيجابية فلن يكون لها آثار سلبية، فهم يعتقدون أن الإسلام حكر لهم، وأنهم فقط من يعملون لصالح هذه الأمة، ومشاركتهم تعنى أن الوزارة أيضا حريصة على صالح الشعب المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة