خصص السيد أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى (الحاكم) 45 دقيقة، لمهاجمة جماعة الإخوان المسلمين، وحسبما جاء فى تقرير الزميلة إحسان السيد لموقع اليوم السابع، فإن عز لم ينس أن يوجه قذائفه ونيرانه صوب المعارضة والصحافة أيضا، لأن هؤلاء جميعا يغبطون الحزب الوطنى، ومنكرون لإنجازاته!.
المتابع جيدا لحوارات وأحاديث وخطابات عز فيما سبق، قد "يستغرب" من ذلك التحول الذى طرأ على الرجل الهادئ "المُقنع"، الذى يتصدر المشهد السياسى الراهن لحزب يحتكر الماء والهواء ومقاليد الأمور فى مصر، وفى المقابل لعب دورا رئيسيا فى انزواء أدوار أقطاب وعمالقة ذلك الحزب، الذين ولّى زمانهم بلا رجعة، فى ظل تصاعد نفوذ السيد أمين التنظيم، وثقة أمانة السياسات فى بطولته للمشهد السياسى (حصريا).
أنا لا أقلل إطلاقا من "كاريزما" الرجل، فذلك افتراء واستخفاف بالعقول، بدليل نجاحه فى حشد وضم شرائح مهمة فى المجتمع المصرى وتأثيره القوى فى القيادات الشعبية ونواب الحزب الوطنى (لن تجد أمين تنظيم أو ما يوازيه فى أى حزب أو فصيل أو جماعة سياسية بهذا القدر الهائل من التأثير والإقناع تُقابَل قراراته بهذه الدرجة من السمع والطاعة مثل أحمد عز).
لكن ثمة وقفة للتأمل ومراجعة الأوراق، ليس فقط لهذه النبرة الحادة فى خطاب أمين تنظيم الحزب الحاكم، ولكن فى المعطيات التى طرأت والتطورات التى يشهدها المؤتمر السنوى السادس للحزب الوطنى، بدءاً من الشعار المثير "من أجلك أنت"، والذى أعتقدُ أن مبتكريه فكروا حتى قتلهم تفكيرهم إلى أن رست أدمغتهم عليه، غير مبالين-طبعا- بتكهنات وتهكمات المعارضة والكُتّاب على ما تمخضت عنه هذه الأدمغة.
على ما يبدو، فإن الحزب الحاكم اعتمد سياسة اللعب على المكشوف، تجلّى ذلك فى التحضير للمؤتمر وفى خطب القيادات، وحتى فى التعامل مع وسائل الإعلام والتأثير.
فى المقابل، تحركت المعارضة تحركا واسعا وجريئا، وطرحت مبادرات وبدائل لمسارات حزب الحكومة، لتكتمل الدراماتيكية، فى مسرحية تبدو مكتملة السياق، متعددة المشاهد، متتابعة الأحداث والفصول.
هكذا ترى الوضع بعيداً عن العبث، ويراك الآخرون فى قلب الحراك والتأهيل، وهذا هو المطلوب!. تتبعثر أوراق "الإخوان"، ويتخبط تنظيمهم فى لعبة أشبه بـ"الكراسى الموسيقية"، فى وقت حرِج لا يحتمل كل ذلك "الهراء الإخوانى"، لتكتمل اللعبة أو "الصفقة"، ظناً من الكتلتين (الحزب الحاكم والإخوان) أن الشعب لا يملك معهما سوى السمع والطاعة.
يقينا، لا أستطيع التنبؤ بما هو آت، لكننى أراهن على أن اللعبة التى تبدو بين أصابع الكتلتين، قد تنقطع خيوطها لتسقط وتستقر بين أصابع أصحابها الحقيقيين، وإن لم يحدث ذلك، فظنى أن السيد أحمد عز نجم المرحلة الحالية، الذى استرقت "شياكته" ولياقته عدسات المصورين، قد يكون رقما مهما ومحوريا فى المستقبل القريب..!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة