شريف حافظ

قطر: خالف.. تعرف!

الخميس، 26 نوفمبر 2009 07:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدايةً يجب أن نعترف الدول لا تُقيم على أساس كِبرها أو صغرها، فهناك دول صغيرة لها أبلغ التأثير ودول كبيرة لا نكاد نسمع عنها، إلا أنه هناك دولاً صغيرة تُخالف كتُعرف، لأنها كانت كم مُهمل، وليس من أجل أن تؤثر تأثيراً بناءً يُحدث تغييراً يُمكن أن يوصف بكونه الأفضل! بل إنها تلعب على كل الحبال دون مبدأ ثابت فى سياستها الخارجية كتُثبت وجودها فقط!

فبينما تريد قطر تسويق صورتها للعالم على أنها دولة "تتوسط" بين الفرقاء، فالمنطقة العربية من أجل مصالحتهم، فإنها تؤجج النار فيما بينهم على شاشة قناة الجزيرة بتأييد منقطع النظير لكل القوى الراديكالية فالمنطقة، سواء فحماس أو حزب الله أو إيران أو سوريا! وتقوم بمحاربة القوى المعتدلة فالمنطقة المتمثلة فمصر والسعودية والأردن، بشكل سافر فالوقت نفسه!

ثم تقوم قطر أيضاً ومن خلال قناة الجزيرة بالتعرض المتطرف للغاية لإسرائيل وفذات الوقت تتعامل بتطرق فتعميق العلاقات مع الدولة العبرية! ولا يفهم المرء فالنهاية: ماذا تريد قطر؟ هل تعتبر إسرائيل عدواً أم حبيباً؟ أعتقد أن قطر ذاتها، لا تعرف!

فبينما تقوم قناة الجزيرة بشن هجمات قوية من زوايا "معينة" ضد إسرائيل (وليس شن تلك الهجمات، فى الأمور الأهم فى الصراع العرب الإسرائيلى)، تهبط الطائرات القطرية فمطار بن جوريون بتل أبيب، أثناء الحرب على غزة، لتنطلق معوناتها للقطاع عبر المعابر الإسرائيلية! فحين تتوسط بين الخصوم العرب فمختلف المواقف، مقدمة صورتها للعرب، أو بالأصح "للغرب"، على أنها "وسيط السلام"، فإنها تطلب من إسرائيل دعمها كى تصبح عضواً "مؤقتاً" فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2005، وفى النهاية تفشل فى الحصول على هذا المقعد لمواقفها المتضاربة، رغم المال الذى بذلته فى سبيل ذلك: فيالا الإهانة!!

وقطر ضمن مجموعة من الدول التى ظنت أن المكانة تُشترى بالمال، بالإضافة إلى اللعب مع من تظن أنه على المدى القريب والبعيد، هو الأقوى! ولذا تجد علاقات قطرية متميزة بإسرائيل وإيران، وتبذل فى سبيل تدعيم أجندتهم الإقليمية، الغالى والرخيص لضرب مصر وتظن فى نهاية المطاف، أنها بذلك ستصبح دولة عُظمى، ولو أحدثت الفوضى برشاويها، فكل دول الأقليم: فيا للمهزلة!

وتجد قطر تهاجم التفكك العربوإسرائيل والدول العربية المنتهجة سياسة عقلانية مترابطة، وتدعم الراديكالية فالشرق الأوسط "غير العربي"، ثم تستضيف القوات الأمريكية على أرضها وتتواصل بعلاقات حميمية مع إسرائيل! وتُشعرك الصورة المتمثلة فالحقائق أعلاه، وكأنك تقف أمام سياسة "السمك لبن تمر هندي"! ثم تجد قطر، تتكلم عن الديمقراطية وتستضيف مؤتمرات تتحدث عنها، بينما حاكمها غدر بوالده الحاكم السابق عام 1995، ليستغل فترة سفره إلى جنيف ويعلن عزل ذلك الوالد ليصبح هو الأمير!!

إن قطر تلعب لعبة خطيرة عليها قبل أن تكون على الآخرين، لأنه بالإمكان وبعد إنتهاء دورها، أن يتم ضمها لأمن الدول الكُبرى فجوارها أو إحتلالها كقاعدة أجنبية فالمنطقة، لأنها تلعب حالياً دوراً أكبر من حجم إمكاناتها بكثير!! وإذا كان أمير قطر قد عبر عن إستيائه لقطع مصر الطريق على تواطؤه الواضح مع وإيران فأحداث غزة فيناير 2009، بقوله، مُضحكنا بنظرته إلى عدسات التلفزيون مثل "الولايا"، "حسبالله ونعم الوكيل"، فانأرد رسالته إليه حتى يفهم أن آجلاً أم عاجلاً، سيصبح مصيره كمصير والده!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة