رغم وجود محاولات جادة من إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للتغلب على أزماته المزمنة والمتكررة، حيث تحاول الإدارة جاهدة الحصول على أكبر كم من الأفلام الجيدة، ودعوة كبار نجوم هوليوود إلى مصر، ولكن نجاح وثقل المهرجان لا يقاس فقط بعدد الأفلام التى تعرض داخل مسابقاته، ولا بعدد النجوم الذين يحضرون كضيوف شرف إلى المهرجان، خصوصا أن هناك مسائل تنظيمية تتعلق بشكل المهرجان وأهميته، وتعطى انطباعات إيجابية أكثر عن المهرجان الذى يعد واحدا من أعرق المهرجانات الدولية، وأحيانا تكون هناك تفاصيل صغيرة تحمل جوهر الصورة، حيث تم توزيع دعوات فى حفلى الافتتاح والختام، تتجاوز عدد المقاعد فى المسرح الكبير، وهناك العديد من الضيوف الذين دخلوا إلى الحفل، حاملين دعواتهم بأرقام المقاعد المخصصة لهم، إلا أنهم وجدوها مشغولة، كما إن المسابقة الدولية للمهرجان تضم 17 فيلما من أهم إنتاجات السينما العالمية، ولا يوجد من بينها فيلم واحد يكون عرضه العالمى الأول بمهرجان القاهرة فى حين أن هذا يحدث مع مهرجانات عربية لا يتجاوز عمرها سنوات قليلة.
معظم الأفلام المشاركة فى المهرجان، سبق عرضها فى مهرجانات صغيرة، وهو أمر لا يخالف لوائح المهرجان، والتى تشترط فقط عدم عرض الأفلام فى مهرجانات دولية، لكن المثير للدهشة، هو كيف لا ينجح المهرجان فى عرض فيلم واحد فقط فى مسابقته الدولية، لم يسبق عرضه فى مهرجانات صغيرة ليست دولية، فمثلا الفيلم الفنلندى «خطابات إلى الأب جاكوب» لكلاوس هارو، الذى عرض فى السويد بمهرجان «جوتنبرج» وعرض فى فنلندا جماهيريا، وفى أكثر من مهرجان آخر، وكذلك الفيلم الفرنسى «القنفذ» لمنى أشاش عرض فى فرنسا وبلجيكا ونيوزيلاند جماهيريا، وكذلك الفيلم اليونانى الذى أخرجه تونيس ليكورسس، حيث عرض فى مهرجان سالونيك وبسوق مهرجان الفيلم الأوروبى بألمانيا وجماهيريا باليونان. والحال نفسه ينطبق على أفلام المسابقة العربية، والتى تعكس أزمة حادة للسينما العربية، فالمسابقة، لا يوجد بينها أى فيلم عربى لم يتم عرضه فى أكثر من مهرجان دولى، بما فى ذلك الفيلم المصرى «هليوبوليس»، الذى عرض فى أكثر من مهرجان ،آخرها مهرجان أبوظبى قبل بضعة أسابيع، ويستثنى من ذلك الفيلم المغربى «أقدار متقاطعة» لإدريس شويكا، والفيلم المصرى «عصافير النيل» لمجدى أحمد على الذى أنقذ مصر من عدم المشاركة فى المسابقة الدولية للمهرجان، والمفترض مشاركته أيضا فى المسابقة العربية».
فى حين نجد أن 9 أفلام أخرى مشاركة فى المسابقة، عرضت فى أكثر من مهرجان حتى أن بعضها مثل الفيلم الفلسطينى المتميز «المر والرمان» لنجوى نجار، عرض فى مهرجان دبى قبل عام من مشاركته، والتساؤل الذى يطرح نفسه بقوة، إذا كانت هناك أفلام عربية مشاركة سبق وعرضت فى مهرجانات أخرى، وبعضها عرض تجاريا، فلماذا لم يتم عرض أفلام مثل «احكى يا شهرزاد» للمخرج يسرى نصرالله، وفيلم «واحد-صفر» لكاملة أبوذكرى، خصوصا أنها أفلام تعطى انطباعا جيدا عن السينما المصرية، وسبق ومثلت مصر فى أكبر المهرجانات.
والمدهش حقا أن مهرجان القاهرة مازال يعانى من مشكلة حقيقية عند عرض الأفلام المصرية حيث تشهد عادة سوء تنظيم شديدا، وتعسفا من قبل المسئولين عن إدارة سينما جودنيوز، حيث يصرون على تكدس ضيوف المهرجان، ومتابعته أمام قاعة العرض، مما يؤدى إلى الازدحام والخناقات والضرب فى أحيان أخرى، وهو ما حدث فى فيلم «هليوبوليس» والذى صرخ الكثير من ضيوف المهرجان فى وجه الأمن «، هذا غير معقول ولا يصدق فى مهرجان دولى»، كما أن المهرجان يحتاج إلى تطوير البنية الأساسية له، بدءا من المركز الإعلامى للمهرجان، والذى مازال لا يليق باسم مهرجان القاهرة السينمائى.
اللافت للنظر أن عروض المهرجان تتغيير ويتم تبديلها، وهو أمر مثير للدهشة، حيث يتكرر كل عام، وهو ما يربك الحضور والضيوف والإعلاميين.
لمعلوماتك...
>> 3 كتب فقط خاصة بالمهرجان وأحداثه وزعها المركز الإعلامى على الإعلاميين وهو رقم ضئيل جداً لا يتناسب مع حجم مهرجان القاهرة