البمبوطية إفطار وغناء وهموم على ظهور المراكب فى مدن القناة

الإثنين، 22 سبتمبر 2008 12:54 ص
البمبوطية إفطار وغناء وهموم على ظهور المراكب فى مدن القناة
كتب عبدالحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر من 900 بمبوطى يعملون فى محافظات القناة المصرية، بالتحديد فى بلد الغريب السويس وبلد أبو العربى بورسعيد، البمبوطية يبيعون البضائع للسفن العابرة فى نطاق ضيق لاعتبارات أمنية يصومون ويفطرون على ظهور مراكبهم بين السفن المارة والسماء والمياه.
كيف يفطر البمبوطية بعيداً عن أسرهم؟ وما أهم مشاكلهم الحالية؟
اليوم السابع طرحت على عدد منهم هذين السؤالين...

أصل البمبوطية
كلمة البمبوطية إنجليزية الأصل (مان بوت) أو رجل القارب‏, وتحرفت مان بوت إلى بمبوط‏، وقد عرفت مدن القناة تلك المهنة منذ افتتاح القنال‏ عام 1869، فكان بعض أبناء المدن يتجهون إلى الموانى وفور رؤيتهم لسفينة ترابط يتجهون لها بمراكب صغيرة يبيعون ما معهم من بضاعة، وكان الأجانب فور رؤيتهم يسعدون ويقولون المان بوت يأخذون ما معهم من بضائع وأنتيكات وتحف، ويعطونهم بعض الهدايا من الملابس أو الأجهزة الكهربائية أو النقود فى بعض الأحيان.

"والبمبطة" مهنة رائجة جداً قبل عام 2000، والذى شهد تعرض المدمرة كول للتدمير فى اليمن، حيث تم منع البمبوطية من الصعود لظهور السفن خاصة الأمريكية، وزاد الطين بلة مقتل البمبوطى السويسى محمد فؤاد برصاص السفينة جلوبال باتريوت بميناء السويس، والذى حصلت أسرته مؤخراً على تعويض قدره 750 ألف جنيه بشيك من السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى.

ومنذ أكثر من ‏10‏ سنوات، وعدد البمبوطية فى بورسعيد والسويس لا يزيد على‏900‏ بمبوطى، يحملون تصاريح من هيئة القناة وميناء بورسعيد‏ والسويس,‏ فضلاً على تصاريح أمنية من الجهات المختصة، ولا يتم استخراج تصاريح جديدة‏ ولكن تلك البطاقات والرخص تورث،‏ فإذا مات بمبوطى انتقلت المهنة إلى أحد أبنائه،‏ وفى بعض الحالات يرثها زوج الابنة الكبرى إن لم يكن للمرحوم ولد.

يقول محمود بكر، إنه يعمل فى تلك المهنة منذ 40 عاماً، عاش أجمل الأيام وحقق أموالاً كبيرة، ولكن منذ 8 سنوات أنفق كل ما جمعه بسبب منعهم من صعود السفن والتضييق عليهم. وقال إنهم يفطرون على ظهور المراكب جماعات، ونتبادل القفشات خلال الإفطار بدلاً من الخنقة التى نعيش فيها.

أحمد الكيال الشهير بـ "اللول" أشهر بمبوطية السويس يشير إلى أنه يعمل بمهنة بمبوطى منذ عام 1950، ويتم التعامل معهم على أنهم إرهابيون، ولا يتم السماح لهم بنزول البحر إلا من خلال التوكيل الذى يتحكم فى البمبوطية. ومع ذلك عايشين والحمد لله، ورمضان فوق المراكب زى الفل. وعن الطعام الذى يتناولونه قال "أغلبه أسماك البحر" وفى بمبوطية إجبارى يحملون حلل المحشى من بيوتهم، أما العزاب فعايشينها.

ويؤكد أن عمال الرباط يستغلون وظيفتهم ويشاركوننا فى البمبطة، رغم كونهم موظفين فى الهيئة .. ويطالب "اللول" الفريق فاضل بحمايتهم من عمال الرباط الذين ينافسونهم فى أرزاقهم، وتركهم يعملون بحرية على السفن، لأنها مهنتنا الوحيدة. وأشار إلى أنه قبل حادث المدمرة كول الذى تعرضت لهجوم فى اليمن، كان الصعود على السفن الأمريكية متاحاً للجميع، وكانت إرباح البمبوطية مترفعة للغاية.

وأضاف اللول أن مثل هذه الإجراءات قد زادت بعد مقتل بمبوطى السويس برصاص حراس السفينة الأمريكية جلوبال باترويت فى شهر مارس الماضى، ورغم المخاطر التى يمكن أن يتعرض لها البمبوطية عند الاقتراب من السفن، فإنه ليس لديهم معاش كافٍ تستفيد منه أسرهم فى حالة وقوع حادث مثل الذى وقع من قبل، أو حتى عند عدم قدرتهم على العمل حيث يحصل البمبوطى على معاش لا يتجاوز 50 جنيهاً شهرياً، إضافة إلى عدم تمتعهم بنظام التأمين الصحى.

وقال محمود التينى "كل من يعمل فى مهنة البمبوطية، معروفون لدى أجهزة الأمن ومع ذلك يكون التعامل معنا بشكل حاد، كأننا غير مصريين أو إرهابيين وأنا بدون أسرة، وبصراحة أفضل العيش بعيداً عن المسئولية".

عباس الأمريكانى رئيس جمعية البمبوطية بالسويس، قال إن الجمعية تقف بجوار أى بمبوطى ومع أسرته ولدينا نظام تكافل فى شهر رمضان، وبالنسبة للأعضاء يقضون الشهر فى المياه خاصة الشباب والإفطار فى البحر متعة، لكن الكبار فى السن غالباً يفطرون مع أسرهم فى البيوت على الأقل 10 أيام فى الشهر. وقال إنه غضب من التعويض الأمريكى الذى حصلت عليه أسرة القتيل لأنه ضئيل ولا يتناسب مع حجم الجريمة التى ارتكبتها السفينة الأمريكية، ولو كان القتيل أمريكانياً كان حصل على 10 ملايين دولار وليس 750 ألف جنيه.

وأضاف الأمريكانى أن هناك ثلاثة آخرين من البمبوطية، هم أحمد على محمد والسيد أحمد ورفعت السيد كانوا على متن اللنش الذى تعرض لإطلاق الرصاص من السفينة الأمريكية وأصيبوا، وجارٍ التنسيق معهم لإقامة دعوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية لمطالبتها بالتعويض.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة