أشادت الصحافة الأمريكية بتغلب السناتور الديمقراطى باراك أوباما على منافسته هيلارى كلينتون فى المعركة التاريخية على ترشيح الحزب الديموقراطى الأربعاء، إلا أنها حذرت من انقسام الديمقراطيين وأن المسالة العرقية يمكن أن تشكل عائقاً فى طريقه.
وأعلن أوباما انتصاره فى وقت متأخر من الثلاثاء، بعد الانتخابات التمهيدية فى آخر ولايتين، وقال إنه فاز بالأغلبية المطلقة من أصوات المندوبين وسيمثل الحزب الديموقراطى أمام المرشح الجمهورى جون ماكين فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى نوفمبر.
إلا أن كلينتون رفضت الانسحاب من السباق، مما دفع الصحف إلى القول بأنه رغم القبول الواسع الذى يلقاه أوباما، إلا أنه لا تزال أمامه مهمة صعبة لإقناع أنصار كلينتون والأشخاص الذين يخشون انتخاب رئيس أسود، بمنحه التأييد.
وعلقت صحيفة "واشنطن بوست" على نجاح أوباما باعتباره مرحلة تاريخية للشعب، ومؤشراً على التقدم فى المسألة العرقية الذى تم إحرازه فى فترة حياة السناتور، مشيرة إلى أن المعركة على نيل ترشيح الحزب كشفت كذلك عن انقسام عرقى داخل الحزب الديموقراطى، ومقاومة محتملة يمكن أن يلاقيها مرشح أسود فى بعض أنحاء البلاد والتى ستؤثر على حملة الانتخابات العامة".
وأضافت الصحيفة أن "أوباما لا يزال يواجه عمل شاق يتمثل فى توحيد حزبه، كما أن أداءه غير المتساوى طوال الأشهر الأخيرة من معركة الترشيح يمكن أن يجعل الحصول على تأييد أنصار كلينتون أكثر صعوبة".
كما أبدت صحيفة "نيويورك تايمز" حماساً مماثلاً بشأن فوز أوباما وقالت إنه "كسر كل الحواجز العرقية ومثل صعوداً هائلاً لرجل كان قبل 4 سنوات فقط عضواً فى مجلس ولاية ايلينوى".
محذرة من أنه لا يمكنه التقدم دون أن يتعامل مع كلينتون بما فى ذلك اختيارها لمنصب نائب الرئيس.
وقالت "إذا لم يتعامل أوباما مع مسألة كلينتون، سيكون من الصعب عليه التقدم نحو ما يرغب فى تحقيقه مستقبلاً.
وبدورها قالت صحيفة "شيكاغو تربيون" التى تصدر من ولاية ايلينوى التى يمثلها أوباما، إن فوزه يعد لحظة "تحمل ثقلاً تاريخياً ووعداً مستقبلياً" ولكن تضع أمامه "مهمة صعبة". وأضافت "إذا كانت لدى أوباما مهارات للتعامل مع الصعوبات، فإنه يحتاجها الآن. وعلى أوباما أن يفوز بالأعداد الكبيرة من الناخبين الديمقراطيين المخلصين لكلينتون".
وأوضحت أنه من المرجح أن تلعب مسألة العرق التى ظهرت خلال الحملة الانتخابية الديمقراطية بشكل واضح فى الجدل حول القس جيرمايا رايت راعى الكنيسة التى ينتمى إليها أوباما، دوراً كبيراً فى الحملة الانتخابية العامة.
وأشارت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" إلى أن نتائج الانتخابات التمهيدية الثلاثاء، التى فازت فيها كلينتون فى ولاية داكوتا الجنوبية بدعم من الناخبين البيض الأكبر سناً، فيما فاز أوباما فى ولاية مونتانا، تظهر انقسام الحزب الديموقراطى.
وأكدت الصحيفة أن أوباما أصبح أقوى بعد منافسته المريرة مع كلينتون، ولكن عليه محاولة كسب تأييد أنصارها "والتصرف بقوة لمعالجة نقاط الضعف المحتملة لديه" خاصة صغر سنه وقلة خبرته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة