«خطبة الجمعة أذواق.. كفلاح أفضل الشعراوى بينما يميل أولادى الذين تربوا فى الحضر إلى عمرو خالد» قالها الشيخ إبراهيم عبدالراضى «خطيب بالأوقاف موضحا أن خطبة الجمعة فى القرية تختلف عنها فى المدينة من حيث الموضوع وأسلوب العرض ونوعية المتلقى حتى فى الأحكام الفقهية، فعندما يتناول الخطيب حكم الزكاة فى القرية يتحدث عن زكاة الزروع فى حين يتحدث خطيب المدينة عن زكاة الأموال.
«المستوى التعليمى» هو الفارق من وجهة نظر الشيخ محمد حامد «خطيب أحد مساجد مدينة دمنهور» بين خطبة الريف وخطبة المدينة، فأهل المدن هم أكثر استيعابا وفهما للخطب عن أهل القرى، ويظهر ذلك فى عرض الخطبة نفسها، فعند ذكر الآيات القرآنية، نكتفى فى المدينة بالإشارة إلى أسباب نزولها مع بعض الأحاديث الدينية، فى حين نقوم فى القرى بالاستشهاد بأمثلة من الواقع وتكرار الآية وتفسيرها اكثر من مرة لزيادة التوضيح وتوصيل مضمون الخطبة.
وكما أن للخطباء درجات فى مستواهم العلمى، فالمساجد أيضا لها درجات فى أهميتها وقيمتها وتوافد الناس عليها، كما وضح الشيخ حامد، حيث يتم توزيع الخطباء ذى الدرجات العلمية والكفاءة العالية، على المساجد الكبيرة والأقل علما على المساجد الأقل حتى نصل إلى المساجد الصغيرة بالقرى والعزب والكفور وأصحاب العلم القليل ومهارات الخطابة المتواضعة، والعديد من أهالى القرى يهربون من خطباء القرى يوم الجمعة ويقصدون المساجد الكبيرة بالمدن لسماع الخطب الجيدة.
ومن ناحية أخرى أكد مفتش مساجد بالدقهلية أن ضعف خطب القرى لا يكون سببه الخطيب أو المستوى العلمى فقط، إنما يرجع للتقصير الواضح من الأوقاف فى رعايتها للمساجد وللخطباء بالقرى، فرواتب خطباء المدن أكبر من رواتب القرى بأضعاف كبيرة، مما يعجز خطباء القرى عن شراء الكتب والمراجع الدينية، وتجاهل الأوقاف أثر على عدم وجود ملامح رئيسية للخطاب الدينى فى القرية.
لمعلوماتك..
◄ 300 عدد صفحات كتاب الدين والحياة مرجع أئمة الأوقاف.