مع بداية دخول الشتاء تتعرض البلاد لموجات من حالات عدم الاستقرار وتزداد فرص الأمطار وتنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ، وتبدأ تحذيرات هيئة الأرصاد خاصة مع حالات عدم الاستقرار من ضربات البرق والرعد.
ما هو البرق والرعد وكيف ينشأ وما هى أهم الاحتياطات التى يجب اتخاذها حال حدوثها، كل هذه التساؤلات أجاب عنها تقرير لهيئة الأرصاد الجوية، موضحا أن النظر البرق ليس خطر فى حد ذاته ولا يسبب أى أضرار للعين مباشرة ولكن الخطورة تكمن فى التعرض لصواعق البرق نفسها.
البرق والرعد
وأكدت الدكتور منار غانم عضو المركز الإعلامى بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن البرق هو ظاهرة طبيعية بصرية تبدو على شكل شرارة كهربائية، وتنشأ عن تفريغ مفاجئ وعنيف فى مناطق الغلاف الجوّى المشحونة، وغالبا ما يتشكل البرق أثناء العواصف الرعدية.
وأضافت عضو المركز الإعلامى بـ الهيئة العامة للأرصاد الجوية: أما الرعد هو صوت موجة الصدمة الناتجة عن ازدياد الضغط المفاجئ للجزيئات الغازية عندما يكون التفريغ الكهربائى شديداً بين السحاب وبين جسم مشحون على الأرض يسمّى البرق والرعد المصاحب له حينها بالصاعقة.
ولفتت: تحدث ظاهرتى الرعد والبرق نتيجة لعدة عوامل، بالإضافة لعدد من الظروف الجوية مثل: الرياح الشديدة، والأمطار الغزيرة، وتساقط الثلوج أو البرد، وفى بعض الأحيان قد تتسبب بحدوث كوارث طبيعيّة، كالأعاصير، وظاهرة الفيضان أو الطوفان المفاجئ فى حال كانت العواصف الرعدية شديدة، وقد لا تصحبها أى من هذه الظروف.
وأشارت إلى أن البرق يعرف على أنّه تفريغ هائل للشحنات الكهربائية التى تحملها الغيوم، مما يتسبب بتوليد حرارة عاليّة تعمل على تسخين الهواء الذى حولها لما يقارب 30,000°درجة مئوية، فيتمدد الهواء، وينتج عن ذلك موجات صوتيّة ودوى هائل يعرف باسم الرعد.
ولفتت إلى أنه يرافق البرق موجات صوتيّة ودوى يطلق عليه الرعد الذى ينتج عن تسخين البرق للهواء والتسبب بتمدده، كما يحدث الرعد بعد ظهور ومضة البرق مباشرة، أما ما يخص الأصوات المترددة للرعد فيعود السبب لوصول الموجات الصوتية القادمة من الأجزاء البعيدة متأخرة عن تلك القادمة من الأجزاء القريبة، وهذا التأخير الزمنى الحاصل ما يسبب الفرق الزمنى بين وميض البرق وسماع صوت الرعد، حيث قدرت الفترة الزمنية لحوالى 3 ثوان لكل كيلومتر واحد.
الشتاء وبداية الانقلاب الشتوي
وفى سياق آخر بات يفصلنا أسبوع عن بداية فصل الشتاء رسميا، وذلك بعد أن بدأ فصل الخريف يوم الإثنين 22 سبتمبر، ليستمر 89 يوما و20 ساعة و44 دقيقة، ووفقا للحسابات الفلكية يبدأ فصل الشتاء رسمياً الأحد 21 ديسمبر حيث يستمر أبرد الفصول لمدة 88 يوما و23 ساعة و41 دقيقة، معلناً بداية الانقلاب الشتوى.
الانقلاب الشتوي
وفصل الشتاء يعنى حدوث الانقلاب الشتوى والذى يحدث بسبب ميلان محور الأرض وحركتها حول الشمس، ولأن الأرض أثناء دورانها حول الشمس ليست عمودية ولكن مائلة بمقدار 23.5 درجة، لذلك فإن النصف الشمالى والنصف الجنوبى يتبادلان الأماكن فى استقبال ضوء الشمس، وعليه فإن ميلان الأرض وليست المسافة التى تفصلها عن الشمس هى السبب فى حدوث الفصول الأربعة.
والقطب الشمالى يكون مائل بعيداً عن الشمس فى يوم الانقلاب الشتوى وتصل الشمس ظاهرياً إلى أقصى نقطة جنوب السماء، لذلك فإن جميع المواقع شمال خط الاستواء يكون طول النهار أقل من 12 ساعة فى حين أن المناطق جنوب خط الاستواء يكون النهار أطول من 12 ساعة.
وبشكل عام ليس كل الأماكن حول العالم لها شروق وغروب فى يوم الانقلاب الشتوى فشمال الدائرة القطبية عند خط العرض 66.5 درجة شمال لا يوجد شروق أو غروب للشمس فى هذا اليوم لأن الشمس تبقى تحت الأفق طوال اليوم، فى حين أن الدائرة القطبية الجنوبية عند خط العرض 66.5 درجة جنوب لن يرصد شروق أو غروب للشمس ايضاً، لأن الشمس تظل فوق الأفق طوال اليوم وهى ظاهرة تعرف بشمس منتصف الليل وهى أحد أدلة كروية الأرض.
بعد وصول الشمس أقصى نقطة جنوب السماء" ظاهريا" فى الانقلاب الشتوى سيلاحظ وكأنها تشرق من نقطة وأحدة جنوب السماء لبضع الأيام قبل أن تبدأ مسارها الظاهرى باتجاه الشمال من جديد نتيجة لحركة الارض فى مدارها حول الشمس، وستبدأ بعد ذلك زيادة ساعات النهار حتى تتساوى مع ساعات الليل بحدوث الاعتدال الربيعى فى 20 مارس 2025.