فجرت فينا وفاة الزميل والصديق علام عبد الغفار طاقات حزن كبرى كانت مختزنة بداخلنا فظهرت على السطح مندفعة قوية لا تكفيها الكلمات أو يمكن اختازلها فى جمل.
شاب مبتسم هادئ دخل علىَّ، وقال لى: «أنا خريج إعلام، وعاوز أشتغل، وما عنديش واسطة».. قلت له: «مش محتاجين واسطة، محتاجين شغل»، طرح فكرة، وقلت له أنتظرك بعد أسبوع، عاد بعد أربعة أيام بنفس الابتسامة،
الآن أعرف مأزق الكلمات.. أعرف ورطة اللغة المحالة.. وأنا الذي أخترع الرسائل
لم أستطع منع نفسى عن حضور تشييع جثمان زميلنا وشقيقنا علام عبد الغفار بمسقط رأسه عزبة زكريا بمحافظة الفيوم فكل ما بداخلي كان يجبرني على الذهاب والحضور.
علام عبد الغفار الصحفي المجتهد، ستظل في القلوب، ابتسامتك حاضرة وكلمتك الطيبة في أذاننا، فقد كنت محبوبا من الجميع، والدلالة على ذلك أن الجميع ينعينك كتابا وسياسيين ونواب وزملاء صحفيين.
كل مصاب كأنه الأول، وكل موت كأنه يحدث للمرة الأولى، جاء موت علام عبد الغفار ، رئيس قسم المحافظات في اليوم السابع، صدمة لنا أدخلتنا حالة من الحزن التي لا مثيل لها الذي رحل فجأة.
ملامح هادئة وبشوشة.. ربما أكثر ما يلفت انتباهك للوهلة الأولى، عندما تلتقيه، فتشعر تجاهه بحالة من الود، دون سابق معرفة، هكذا كان علام عبد الغفار..