الكنيسة الأرثوذكسية فى الأيام الأخيرة من صوم الميلاد المجيد.. استعداد روحى للاحتفال بالعيد.. البابا تواضروس الثانى: الصوم ترك الخطية وتجديد العهد مع الله.. ويترأس قداس العيد 6 يناير بكاتدرائية ميلاد المسيح

الأربعاء، 31 ديسمبر 2025 01:20 ص
الكنيسة الأرثوذكسية فى الأيام الأخيرة من صوم الميلاد المجيد.. استعداد روحى للاحتفال بالعيد.. البابا تواضروس الثانى: الصوم ترك الخطية وتجديد العهد مع الله.. ويترأس قداس العيد 6 يناير بكاتدرائية ميلاد المسيح كاتدرائية ميلاد المسيح

كتبت بتول عصام

تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه الأيام المرحلة الأخيرة من صوم الميلاد المجيد، الذي أوشك على الانتهاء، بعد مسيرة روحية امتدت 43 يومًا، بدأت في 25 نوفمبر، استعدادًا للاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح في السابع من يناير 2026.

 

ويُعد صوم الميلاد من الأصوام المحببة لدى الأقباط، لارتباطه المباشر بانتظار وتجسد السيد المسيح، حيث يركز على تربية النفس وضبط الإرادة، إلى جانب الاستعداد الروحي العميق لاستقبال العيد.

 

ويصنف صوم الميلاد ضمن أصوام الدرجة الثانية في الكنيسة القبطية، وهو ما يسمح بتناول الأسماك طوال فترة الصوم، تخفيفًا على الشعب القبطي في ظل كثرة أيام الصوم التي تقترب من 200 يوم سنويًا.

 

جذور تاريخية.. من يوم واحد إلى 43 يومًا

تعود بدايات صوم الميلاد إلى الكنيسة الأولى، إذ كان الأقباط يصومون يومًا واحدًا فقط قبل العيد، عُرف باسم "البرامون". ومع مرور الزمن، قام البابا خرستوذولوس، البطريرك الـ66، بترتيب مدة الصوم لتصبح 43 يومًا، بإضافة ثلاثة أيام تخليدًا لمعجزة نقل جبل المقطم في عهد القديس سمعان الخراز، ليصبح الصوم 40 يومًا على مثال صوم موسى النبي، مضافًا إليها الأيام الثلاثة.

 

السمك ومعانيه الرمزية

ورغم الامتناع عن المأكولات الحيوانية، تسمح الكنيسة بتناول الأسماك خلال صوم الميلاد، لما تحمله من رموز روحية، إذ ترمز للبركة والحياة، كما في معجزة الخمس خبزات والسمكتين، فضلًا عن كونها رمزًا للاستمرار وسط التقلبات.
وتؤكد الكنيسة أن الصوم لا يقتصر على نوع الطعام، بل هو صوم جسدي وروحي معًا، يهدف إلى إعداد القلب لتوبة صادقة وتجديد العلاقة مع الله.

 

البابا تواضروس: الصوم استقبال للنعمة

وخلال عظاته الروحية الأسبوعية، تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني عن الصوم باعتباره استقبالًا للنعمة وتجديدًا للحياة، مستشهدًا بإصحاح 58 من سفر إشعياء، مؤكدًا أن جوهر الصوم لا يكمن في الامتناع عن الطعام، بل في ترك الخطية.


وأوضح قداسته أن صوم الميلاد يتميز بطبيعتين روحيتين أساسيتين:

أولًا: التسبحة الكيهكية

حيث يتزامن الصوم مع شهر كيهك، شهر تسبيح السيدة العذراء، مع التركيز على فضيلة الطاعة. وأكد البابا أن الكنيسة تطوّب العذراء لأنها حملت المسيح أولًا في قلبها قبل أن تحمله في بطنها، وهو اقتباس للقديس أغسطينوس يتردد طوال الشهر.


وتُقام التسبحة الكيهكية في ليالٍ طويلة، تتزين خلالها الكنائس بالألحان والمدائح المريمية، مع قراءة إنجيل القديس لوقا الإصحاح الأول في آحاد كيهك.

 

ثانيًا: تدريب روحي بقراءة سفر الخروج

ودعا البابا الأقباط خلال الصوم إلى قراءة سفر الخروج والتأمل في رموزه، خاصة "العليقة"، التي ترمز إلى حضور الله وسط شعبه.

 

أربعة مبادئ روحية للصوم

واستنادًا إلى سفر إشعياء، حدد البابا تواضروس أربعة مبادئ روحية للصوم:

1. تجديد العلاقة مع الله بالتوبة، مشددًا على أن الصوم هو ترك الخطية قبل ترك الطعام.

2. التحرر من القساوة والامتلاء بالرحمة، موضحًا معاني تكرار "كيرياليسون" في التسبحة.

3. طرد الأنانية، مؤكدًا أن الصوم الحقيقي يرتبط بإشباع الجائع ومساندة المحتاج.

4. تحويل الصوم إلى أسلوب حياة، بحيث لا يكون موسمًا مؤقتًا بل نهجًا دائمًا.

 

استعداد للاحتفال بعيد الميلاد

ومع اقتراب ختام الصوم، تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بعيد الميلاد المجيد، حيث يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد الميلاد مساء يوم الثلاثاء 6 يناير 2026، في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الجديدة، بمشاركة لفيف من أحبار الكنيسة، في ختام المسيرة الروحية لصوم الميلاد واستقبال العيد.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة