سوء الهضم في الشتاء.. الأسباب وطرق لتحسين صحة الأمعاء

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 08:00 ص
سوء الهضم في الشتاء.. الأسباب وطرق لتحسين صحة الأمعاء أسباب سوء الهضم فى الشتاء

كتبت مروة هريدى

يؤثر فصل الشتاء على أجسامنا في صمت، فمع تناول الوجبات الثقيلة للشعور بالدفء تظهر أعراض مزعجة على الهضم مثل الانتفاخ وبطء حركة الأمعاء، ويتجاهل الكثيرون هذه الأعراض، على أنها نتيجة الإفراط في تناول الطعام أو قلة الحركة، لكن تدهور الهضم في الشتاء ليس مجرد مشكلة في العادات، بل هو تغير موسمي متجذر في كيفية استجابة الجسم للبرد وقلة التعرض لضوء النهار، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".

تعتمد عملية الهضم على إشارات معينة، مثل درجة الحرارة، والتعرض لضوء الشمس، والحركة اليومية، والروتين اليومي، وكلها عوامل تحدد سرعة عمل الجهاز الهضمي، وعندما يُغير فصل الشتاء كل هذه العوامل دفعة واحدة، يتكيف الجهاز الهضمي عن طريق إبطاء عملية الهضم، وقد ساعدت هذه الاستجابة في الحفاظ على طاقته خلال الأشهر الباردة، ولكنها تُسبب في الغالب شعورًا بعدم الراحة.

وقد لاحظت دراسة نُشرت في مجلة Cell Host and Microbe أن تركيبة الميكروبات المعوية تتغير بتغير الفصول استجابة لعوامل بيئية مثل درجة الحرارة والإيقاع اليومي، وقد رُبطت هذه التحولات الميكروبية بتغيرات في التمثيل الغذائي والالتهاب وكفاءة الهضم، وعندما يُنظر إلى عملية الهضم من خلال هذه العدسة البيولوجية، تتوقف مشكلات الأمعاء المرتبطة بفصل الشتاء عن كونها عشوائية.

كيف تؤثر التغيرات الموسمية على عملية الهضم في الأشهر الباردة؟

لا تنشأ مشكلات الهضم في فصل الشتاء من تغيير جذري واحد، بل تتراكم ببطء من خلال تحولات صغيرة يومية تتراكم بدورها.. على النحو التالى:

درجات الحرارة المنخفضة تبطئ حركة عضلات الجهاز الهضمي

يؤثر الطقس البارد على تدفق الدم، حيث يركز الجسم على حماية الأعضاء الحيوية بالحفاظ على دفئها، مما يقلل من تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي، ومع انخفاض تدفق الدم، تنقبض عضلات المعدة والأمعاء ببطء أكبر، ونتيجة لذلك، ويتحرك الطعام عبر الأمعاء بوتيرة أبطأ، وهذا التأخير يزيد من الشعور بالثقل والانتفاخ والغازات، فالوجبات التي كانت خفيفة في الصيف قد تصبح فجأة غير مريحة دون سبب واضح.

يؤدي انخفاض النشاط البدني إلى إضعاف حركة الأمعاء

يعانى معظم الناس من قلة الحركة في الشتاء لأن الأيام أقصر والهواء البارد يؤثر على الحركة فيقل المشى والحركة وتزيد عدد ساعات الجلوس، وقضاء وقت أطول في الأماكن المغلقة، وتلعب الحركة دورًا مباشرًا في عملية الهضم لأن الأمعاء تستجيب للحركة البدنية، وعندما يقل النشاط اليومي، تتباطأ حركة الأمعاء، ولهذا السبب يصبح الإمساك شائعًا في فصل الشتاء حتى بين الأشخاص الذين يتمتعون بهضم منتظم عادةً.

الأطعمة الشتوية تزيد من عبء الهضم

يؤثر الطقس البارد على الشهية، حيث تصبح الوجبات أكثر دفئًا ودسمة من أجل الشعور بالشبع، حيث نفرط في الكربوهيدرات المكررة والأطعمة المقلية والأطباق الكريمية والحلويات، وفي الوقت نفسه، غالبًا ما ينخفض تناول الألياف ويؤدي انخفاض تناول الفواكه والسلطات والخضراوات النيئة إلى إبطاء حركة الأمعاء، التي تعمل بجهد أكبر مع حركة أبطأ.

قلة شرب الماء تؤدي إلى جفاف عملية الهضم

تضعف إشارات العطش في الطقس البارد، ويشرب الكثير من الناس كميات أقل من الماء دون أن يدركوا ذلك، كما أن التدفئة الداخلية تزيد من فقدان السوائل، حتى وإن لم يطلب الجسم المزيد من الماء بشكل واضح، وعندما ينخفض مستوى السوائل في الجسم، نصاب غالبًا بالإمساك والانتفاخ والشعور بأن عملية الهضم متوقفة أو غير مكتملة.

اضطراب النوم والروتين يؤثر على إيقاع الأمعاء

يؤثر فصل الشتاء على أنماط النوم، حيث أن الاستيقاظ في وقت متأخر وعدم انتظام مواعيد النوم، وقلة التعرض لأشعة الشمس، كلها عوامل تُخل بالتوازن البيولوجي للجسم، حيث يتأثر الجهاز الهضمي بهذا الإيقاع بشكل كبير، ويؤدي عدم انتظام مواعيد الوجبات إلى إفراز غير متساوٍ للإنزيمات الهاضمة، كما تميل مستويات التوتر إلى الارتفاع خلال أشهر الشتاء، مما يزيد من تباطؤ عملية الهضم ويزيد من الحموضة أو الشعور بعدم الراحة.

طرق لدعم صحة أمعائك خلال فصل الشتاء

لا يتطلب دعم الهضم في فصل الشتاء تغييرات جذرية، بل يكفي إجراء تعديلات بسيطة قد تُحدث فرقًا ملحوظًا.. على النحو التالى:

- تناول السوائل الدافئة بدلاً من المشروبات الباردة.
- مارس حركة خفيفة بعد الوجبات.
- أضف المزيد من الخضراوات المطبوخة إلى وجباتك.
- احرص على تناول وجباتك في أوقات منتظمة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة