فيروس الإنفلونزا H3N2.. سلالة مرضية تظهر فى الطقس البارد

السبت، 13 ديسمبر 2025 10:00 ص
فيروس الإنفلونزا H3N2.. سلالة مرضية تظهر فى الطقس البارد أنفلونزا H3N2

كتبت مروة محمود الياس

مع بداية كل موسم بارد، تتجدد التحذيرات من موجات الإنفلونزا التي تصيب ملايين البشر حول العالم. غير أن اسمًا بعينه بدأ يتكرر في نشرات الصحة خلال السنوات الأخيرة: فيروس H3N2، وهو أحد الأنواع الفرعية لفيروس الإنفلونزا A، ويُعرف بقدرته على التحور السريع والتسبب في مواسم أكثر شدة من غيره.

ووفقًا لتقرير نشره موقع Verywell Health المتخصص في الأبحاث الطبية، فإن سلالة H3N2 ظهرت للمرة الأولى عام 1968، ولا تزال منذ ذلك الحين ضمن أكثر الفيروسات انتشارًا في فصول الشتاء، وتُعد من العوامل الرئيسية وراء موجات الإنفلونزا الشديدة.

ما الذي يميز فيروس H3N2 عن غيره؟

ينتمي H3N2 إلى عائلة فيروسات الإنفلونزا A التي تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء.

يتكون اسم السلالة من رمزين يعكسان تركيب الفيروس: H (هيماغلوتينين) وN (نيورامينيداز)، وهما بروتينان على سطح الفيروس يساعدانه على الالتصاق بالخلايا البشرية واختراقها.

ما يجعل هذا الفيروس مقلقًا هو قدرته العالية على التغيّر الجيني، أي أنه يطوّر نسخًا جديدة من نفسه كل موسم، مما يصعّب على العلماء توقع السلالة التي ستسود، ويحدّ من فعالية اللقاحات أحيانًا.

مواسم قاسية سبّبها H3N2

أثبتت الإحصاءات الطبية أن السنوات التي تهيمن فيها سلالة H3N2 تكون عادةً أشد من غيرها من حيث عدد الإصابات والمضاعفات.

فعلى سبيل المثال، شهدت الولايات المتحدة موسمًا قاسيًا عامي 2014 و2015 حين انتشرت نسخة متحوّرة من الفيروس، لم تكن متطابقة تمامًا مع السلالة المستخدمة في اللقاح، مما قلّل من فعالية التطعيم.

ورغم ذلك، أظهرت الدراسات أن تلقي اللقاح لا يزال يقلل خطر الإصابة الشديدة والوفاة، حتى إن لم يمنع العدوى بالكامل.

أعراض العدوى بفيروس H3N2

لا تختلف الأعراض الأساسية كثيرًا عن باقي أنواع الإنفلونزا، لكنها قد تستمر لفترة أطول وتكون أشد وطأة على الفئات الضعيفة.

تبدأ الأعراض عادة بعد يومين من التعرض للفيروس وتشمل:

ارتفاع في درجة الحرارة

صداع وآلام في العضلات والمفاصل

عطس وسعال جاف

التهاب الحلق واحتقان الأنف

إرهاق شديد وشعور بالوهن العام

وقد تمتد الكحة لأسابيع حتى بعد زوال الحمى، خاصة لدى كبار السن أو المصابين بأمراض صدرية.

مضاعفات محتملة لا ينبغي تجاهلها

في بعض الحالات، تتجاوز العدوى حدود الجهاز التنفسي لتؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:

الالتهاب الرئوي نتيجة عدوى بكتيرية ثانوية

متلازمة الضائقة التنفسية الحادة

التهاب عضلة القلب أو السحايا

تسمم الدم (الإنتان) في حالات نادرة

تزداد احتمالات هذه المضاعفات بين الأطفال الصغار، وكبار السن فوق 65 عامًا، والحوامل، والمصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري والربو، أو من لديهم ضعف في المناعة.

كيف يتم التشخيص؟

يعتمد الأطباء على الفحص السريري وملاحظة الأعراض، وقد يُطلب اختبار سريع للإنفلونزا عبر مسحة أنفية لتحديد نوع الفيروس بدقة.
في بعض المراكز المتقدمة، تُستخدم تحاليل جزيئية قادرة على تمييز السلالة الفرعية مثل H3N2، ما يساعد في اختيار العلاج الأنسب.

العلاج: دعم المناعة هو المفتاح

العلاج الأساسي يعتمد على الراحة التامة، وتناول السوائل الدافئة، والسيطرة على الأعراض.

قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات  إذا تم التشخيص مبكرًا خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض، حيث تكون فعاليتها أكبر في تقليل مدة المرض وحدته.

أما المضادات الحيوية فليس لها أي دور في العلاج، إلا إذا ظهرت عدوى بكتيرية لاحقة.

ولمن هم خارج الفئات الخطرة، غالبًا ما يكتفي الأطباء بالعلاج المنزلي والدعم الغذائي والراحة.

الوقاية هي السلاح الأقوى

أفضل وسيلة لتجنّب H3N2 هي اللقاح الموسمي للإنفلونزا، الذي يتم تحديثه سنويًا بناءً على السلالات المنتشرة في نصف الكرة الجنوبي.

إلى جانب اللقاح، هناك سلوكيات بسيطة لكنها فعالة في الحد من العدوى:

غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بانتظام.

تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس بمنديل أو بالمرفق.

تجنّب ملامسة الوجه بعد لمس الأسطح العامة.

البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض لتفادي نقل العدوى للآخرين.

الحفاظ على تهوية الأماكن المغلقة وتقليل الاختلاط في موسم الذروة.

كما توصي الجهات الصحية العالمية بتجنّب التعامل المباشر مع الحيوانات، خصوصًا الخنازير، لمنع انتقال السلالات المشتركة بين الإنسان والحيوان.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة