قد يبدو الشخص في صحة جيدة بينما يختبئ داخل جسده خطر صامت يتسلل بهدوء نحو الشرايين، يبطئ تدفق الدم ويرهق القلب دون علامات واضحة، هذا الخطر هو ارتفاع الكوليسترول، أحد أكثر الاضطرابات شيوعًا في العالم، والذي قد يستمر سنوات طويلة قبل أن تظهر نتائجه على شكل أمراض قلبية أو سكتة دماغية.
ووفقًا لتقرير نشره موقع Windermeremedical.com فإن الكوليسترول المرتفع لا يُظهر أعراضًا مباشرة في مراحله الأولى، إذ تتراكم الدهون في جدران الشرايين تدريجيًا حتى تضيق المسارات التي يمر منها الدم، ومع ذلك يرسل الجسم أحيانًا إشارات خفية يمكن ملاحظتها عند الانتباه إليها، لتكون بمثابة تحذير مبكر قبل فوات الأوان.
الإرهاق المزمن والشعور بالخمول
من أولى العلامات التي قد يلاحظها المصاب الإجهاد الدائم دون سبب واضح، فقلة تدفق الدم إلى العضلات والدماغ تعني نقص الأكسجين والطاقة، ما يجعل الشخص يشعر بالتعب المستمر حتى بعد فترات راحة كافية، هذا العرض قد يُنسب عادة للإجهاد اليومي، لكنه في الحقيقة قد يكون نتيجة مباشرة لارتفاع الدهون الضارة في الدم.
ألم أو ضيق في الصدر
عندما تبدأ الترسبات الدهنية بسد الشرايين المغذية للقلب، قد يشعر المريض بوخز أو انقباض في منطقة الصدر خاصة أثناء المجهود أو الصعود، هذا الألم يعرف طبيًا بالذبحة الصدرية، وغالبًا ما يكون مؤشرًا على أن الكوليسترول المرتفع بدأ بالفعل في التأثير على الشرايين التاجية.
تغيرات في الجلد والعينين
من العلامات المميزة التي لا يعرفها كثيرون ظهور بقع صفراء باهتة حول الجفون أو المفاصل، تُعرف باسم "الزانثوما"، وهي ترسبات دهنية تحت الجلد، كما قد تظهر حلقة رمادية حول القرنية تُسمى "القوس الشيخوخي"، وهي دليل على ارتفاع مستويات الدهون في الدم، خصوصًا عند من هم دون الخمسين عامًا.
تنميل الأطراف أو برودتها
تسبب الترسبات الدهنية ضيق الشرايين الطرفية التي تغذي اليدين والقدمين، ما يؤدي إلى تنميل متكرر أو إحساس بالبرودة في الأصابع حتى في الأجواء الدافئة، هذه العلامة تعني أن تدفق الدم إلى الأطراف بدأ يتأثر، وهو ما يستدعي فحصًا عاجلًا لمستويات الكوليسترول.
الدوخة وتشوش الرؤية
عندما يتأثر تدفق الدم نحو الدماغ بسبب تضيق الشرايين السباتية، قد يشعر الشخص بدوخة أو فقدان توازن مؤقت، وأحيانًا تشوش في الرؤية، في بعض الحالات، تكون هذه الأعراض مقدمة لسكتة دماغية صغيرة أو ما يسمى إنذارًا دماغيًا، وهو تحذير لا ينبغي تجاهله مطلقًا.
علامات خاصة لدى النساء
يؤكد الأطباء أن النساء قد تظهر لديهن أعراض مختلفة عن الرجال، فقد تشعر المرأة بألم في الفك أو الرقبة بدلًا من الصدر، أو غثيان وتعرق بارد عند بذل مجهود بسيط، كما أن التغيرات الهرمونية بعد سن اليأس قد ترفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وتقلل الكوليسترول الجيد (HDL)، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
متى يصبح الذهاب إلى الطبيب ضرورة؟
من المهم عدم انتظار ظهور الأعراض الواضحة، لأن الكوليسترول غالبًا يعمل في الخفاء، يُنصح بإجراء فحص دم شامل لمستويات الدهون مرة واحدة كل عامين لمن هم دون الأربعين، وكل ستة أشهر لمن لديهم تاريخ عائلي من أمراض القلب.
يجب التوجه للطبيب فورًا إذا ظهرت أي من العلامات التالية:
ألم متكرر في الصدر أو الرقبة.
تنميل في اليدين أو القدمين.
دوخة متكررة أو اضطراب في الرؤية.
تعب غير مبرر رغم الراحة الكافية.
أهمية التشخيص المبكر
الفحص المبكر هو المفتاح الوحيد لتجنب مضاعفات الكوليسترول المرتفع، فعبر تحليل بسيط للدهون، يمكن للطبيب تحديد نوع الكوليسترول المرتفع ووضع خطة علاجية مناسبة تشمل النظام الغذائي، النشاط البدني، والأدوية إذا لزم الأمر. كل ذلك يقلل من احتمالية الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية في المستقبل.