في مثل هذا الشهر جرى توحيد ألمانيا عبر هدم جدار هو جدار برلين الذي كان رمزا لمرحلة معينة في السياسة تلت الحرب العالمية الثانية وشهدت ما يسمى الحرب الباردة وكان ذلك في ظل تنامي أفكار مثل الشيوعية والرأسمالية وانقسام العالم إلى معسكرين أحدهما أحمر يمثل الاتحاد السوفيتى والآخر غربي.
ما جدار برلين؟
جدار برلين كان عبارة عن جدار طويل يفصل شطرى برلين الشرقى والغربى والمناطق المحيطة فى ألمانيا الشرقية، ولقد كان الغرض منه تحجيم المرور بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية، وبدأ بناؤه فى 13 أغسطس 1961، وجرى تحصينه على مدار الزمن، ولكن تم فتحه فى 9 نوفمبر 1989 وهدم بعد ذلك بشكل كامل.
وقد أشارت سلطات جمهورية ألمانيا الديمقراطية رسميًا إلى جدار برلين باسم رامبرت للحماية ضد الفاشية بينما أشارت حكومة برلين الغربية فى بعض الأحيان إلى أنه "جدار العار"، وهو مصطلح صاغه العمدة ويلى براندت فى إشارة إلى تقييد الجدار لحرية الانتقال، وقد أصبح يرمز ماديًا إلى "الستار الحديدى" الذى يفصل أوروبا الغربية عن الكتلة الشرقية أثناء الحرب الباردة، جنبًا إلى جنب مع الحدود الألمانية الداخلية المستقلة والأكثر طولًا، والتى رسمت الحدود بين ألمانيا الشرقية والغربية.
كيف جرى هدم الجدار؟
وتسببت سلسلة من الثورات فى دول الكتلة الشرقية القريبة فى عام 1989 فى بولندا والمجر على وجه الخصوص فى سلسلة من التداعيات فى ألمانيا الشرقية ما أسفر فى النهاية عن إزالة الجدار، حيث أعلنت حكومة ألمانيا الشرقية فى 9 نوفمبر عام 1989 بعد عدة أسابيع من الاضطرابات المدنية، عن إمكانية جميع مواطنى جمهورية ألمانيا الديمقراطية زيارة ألمانيا الغربية وبرلين الغربية.
وهنا عبرت حشود من مواطنى ألمانيا الشرقية وتسلقت الجدار، انضم إليها مواطني ألمانيا الغربية على الجانب الآخر في جو احتفالي حيث اقتطع الأشخاص المبتهجون أجزاءً من الجدار على مدى الأسابيع القليلة التالية كما افتتحت بوابة براندنبورج في جدار برلين في 22 ديسمبر عام 1989، وبدأ هدم الجدار رسميًا في 13 يونيو عام 1990 وتم الانتهاء من هدمه في نوفمبر عام 1991 وقد مهد سقوط جدار برلين الطريق إلى إعادة توحيد ألمانيا، والذي حدث رسميًا في 3 أكتوبر عام 1990.