تقديرا لمسيرته الإبداعية.. هيئة الكتاب تحتفى بصنع الله إبراهيم فى ندوة خاصة

الخميس، 04 سبتمبر 2025 12:34 ص
تقديرا لمسيرته الإبداعية.. هيئة الكتاب تحتفى بصنع الله إبراهيم فى ندوة خاصة ندوة تكريم صنع الله إبراهيم

محمد عبد الرحمن

نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ندوة بعنوان "صنع الله إبراهيم: مسيرة من الإبداع"، بقاعة صلاح عبد الصبور بمقر الهيئة، بحضور نخبة من النقاد والكتاب والمبدعين، احتفاءً بأحد أبرز رموز الرواية المصرية والعربية فى النصف الثانى من القرن العشرين.

شارك فى الندوة كل من الدكتور محمد سليم شوشة، والدكتور يسرى عبد الله، والروائى يوسف القعيد، فيما تولى إدارتها الدكتور عادل ضرغام، وذلك بحضور الدكتور خالد أبو الليل القائم بتسيير أعمال رئيس الهيئة، والكاتب سيد الوكيل، والكاتبة هويدا صالح، والشاعر عادل سميح، وأسرة الراحل، إلى جانب عدد من المثقفين والمهتمين.

استهل الدكتور عادل ضرغام حديثه بالتأكيد على أن اختيار الهيئة لصنع الله إبراهيم باكورة لندواتها، ليس اختيارًا عاديًا، وإنما هو تكريم لكاتب ظل طوال مسيرته مرتبطًا بالمواطن البسيط، ومعبرًا عن قضاياه.

وقال ضرغام: "كل ما كتبه صنع الله إبراهيم يصب فى هذه الإشكالية، وفى كل تنوعاته المعرفية ظل مرتبطًا بالإنسان العربى، وهو من أبرز الروائيين فى النصف الثانى من القرن العشرين".

وأشار ضرغام إلى أن هذا الاحتفاء يحمل دلالة رمزية بعودة الثقافة إلى مكانتها الطبيعية، موضحًا أن صنع الله إبراهيم لم ينفصل عن مجتمعه، بل ارتبطت أعماله بالواقع وكرّست للتوثيق كمنهج فى الرواية العربية.

الروائى يوسف القعيد حيّا الهيئة على إقامة هذه الندوة، مؤكدًا أن صنع الله إبراهيم "صاحب رؤية ومشروع أدبى وفكرى كبير". وأضاف أنه لو لم يكن الراحل ينشر أعماله فى دار نشر خاصة، لاقترح أن تصدر الهيئة طبعة تذكارية لأعماله، مشددًا على ضرورة إصدار أعماله الكاملة فى طبعة واحدة لما تمثله من قيمة فى العالم العربى والإفريقي.

وقال القعيد: "صنع الله إبراهيم عاش حياته فى الكتابة، يكتب ثم يكتب، وترك منجزات بالغة الأهمية تُرجمت إلى لغات عدة وحظيت باحتفاء عالمى، وهو من الأصوات التى ظلت وفيّة لقناعاتها ولم تساوم أبدًا فى الكتابة".

فى مداخلته، أشار الدكتور محمد سليم شوشة إلى أن هذه الندوة تعكس عودة مؤسسات الدولة لتكون بيتًا للمثقفين، موضحًا أنه كان معجبًا بكتابات صنع الله منذ وقت مبكر، وأن تجربة الكاتب كانت دائمًا متفردة على المستوى العربي.

وأكد شوشة أن الأثر الثقافى لصنع الله إبراهيم جدير بأن يُجسد فى عمل درامى أو سينمائى، لما لذلك من تأثير عميق فى الأجيال الجديدة، معتبرًا أن أعماله الإبداعية تمثل مادة أساسية لحفظ الذاكرة الثقافية والاجتماعية المصرية.

أما الدكتور يسرى عبد الله، فقد تناول الجانب النفسى فى رواية "تلك الرائحة"، حيث يتأسس النص على فضاء نفسى خانق ممتد من تجربة السجن إلى الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن الرواية حملت تيمتى التغير والمشاهدات اليومية، وهو ما جعل تلقيها النقدى متباينًا بين كبار الأدباء.

وفى رواية "ذات"، تحدث عبد الله عن البطلة التى جسدت التحولات السياسية والاجتماعية فى مصر منذ حقبة الستينيات وحتى الثمانينيات، مشيرًا إلى أن النص استخدم جدل التوثيق والتخييل بوصفه بنية مركزية فى سرد التاريخ المصري.

كما توقف عند رواية "بيروت.. بيروت" التى دارت أحداثها عام 1980 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، حيث اعتمد الكاتب على التوثيق ومحاكمة الواقع جنبًا إلى جنب مع السرد الروائى، ليعكس تعقيدات المدينة العربية فى لحظة تاريخية حرجة.

واستعرض عبد الله رواية "العمامة والقبعة" التى ارتحل فيها صنع الله إبراهيم إلى فترة الحملة الفرنسية على مصر، مسائلاً تلك المرحلة عبر شخصية تلميذ الجبرتى، فى نص اعتبره من أبرز الأعمال الروائية التاريخية المعاصرة.

وأجمع المشاركون على أن صنع الله إبراهيم تجربة استثنائية فى تاريخ الأدب العربى، وأنه كاتب لم يعرف المهادنة، ظل وفيًا لقضاياه ولصوت الضمير العربي. وأكدوا أن أعماله تحتاج إلى دراسات نقدية متعددة تكشف جوانبها الاجتماعية والجمالية والفكرية، وأن الحفاظ على إرثه الروائى هو مسؤولية جماعية تقع على المؤسسات الثقافية والأكاديمية.

من جانبه أكد الدكتور خالد أبو الليل أن الهيئة تكرم اسمًا كبيرًا من أعلام الرواية العربية، مشيرًا إلى أن هذا التكريم أقل ما يُقدم لصاحب تجربة إبداعية استثنائية، وقد منح درع الهيئة التذكارى إلى الدكتورة نادية الجندى من أسرة الراحل.

كما أعلن أبو الليل عن تدشين صالون صلاح عبد الصبور ليكون منبرًا ثقافيًا شهريًا، فى محاولة لإحياء الدور الثقافى والتاريخى للهيئة، وإعادتها بيتًا للمثقفين المصريين والعرب.

واختتمت الندوة بالتأكيد على أن تجربة صنع الله إبراهيم تمثل أحد المنعطفات الكبرى فى مسار الرواية العربية بعد نجيب محفوظ، وأنه سيبقى حاضرًا فى وجدان القراء والنقاد والمبدعين باعتباره صاحب مشروع أدبى لم يتكرر.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة