من يقود الهيئة المصرية العامة للكتاب اليوم؟ ومن يملك قرار مستقبلها فى هذه اللحظة الحرجة التى تسبق معرض القاهرة الدولى للكتاب، أضخم تظاهرة ثقافية فى العالم؟ سؤال أصبح يتردد في أروقة وزارة الثقافة وبين المهتمين بالشأن الثقافى بعد اعتذار الدكتور أحمد بهي الدين عن منصبه كرئيس للهيئة، لتدخل الهيئة في مرحلة لا تخلو من الجدل، فهل نحن أمام تكليف عابر بتسيير الأعمال، أم بداية عهد جديد لرئيس مرتقب؟
بداية القصة داخل هيئة الكتاب
القصة بدأت حينما كشفت مصادر مسئولة داخل وزارة الثقافة لـ "اليوم السابع" اعتذار الدكتور أحمد بهي الدين عن منصبه كرئيس للهيئة المصرية العامة للكتاب، ورغم أن الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة أكد لنا فى تصريحات خاصة أن الاعتذار لم يأخذ صورته الرسمية بعد، إلا أن مجرد تداوله أحدث ارتباكا داخل الهيئة، خصوصا أن الحدث الأكبر معرض القاهرة الدولي للكتاب يقترب بخطوات سريعة والمقرر إقامته فى يناير المقبل إذا يتطلب استعدادات وتحضيرات ضخمة قبل شهور من انطلاقه.
فراغ لم يدم طويلا داخل هيئة الكتاب
الفراغ الذي تركه الاعتذار لم يدم طويلًا، إذ بدأ الوسط الثقافي يتهامس باسم الدكتور هيثم الحاج علي، الرئيس السابق للهيئة، كأحد أبرز المرشحين للعودة، لما له من خبرة طويلة فى إدارة ملفاتها ومعارضها، وبدأ الأمر وكأن الساحة تهيأ لعودته، لكن قرار وزير الثقافة جاء بشكل مختلف قليلًا.
تكليف خالد أبو الليل.. أسئلة جدالية
أصدر الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، قرارا بتكليف الدكتور خالد أبو الليل، نائب رئيس الهيئة، بتسيير الأعمال، ومع صدور القرار، تصاعد الجدل والأسئلة أولها ما الفارق بين "تسيير الأعمال" و"القائم بالأعمال"؟ هل هذه مجرد صيغة إدارية أم رسالة ضمنية بأن التكليف لن يتجاوز كونه مرحلة انتقالية؟ وإذا كان خالد أبو الليل هو المرشح الأقرب، فلماذا لم يعين رسميا بدلا من الحل المؤقت؟
وزير الثقافة يحسم الأمر
وبدورنا ولتوضيح الصورة، تواصلنا مع وزير الثقافة الذى أكد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن القرار يتعلق بتسيير الأعمال فقط، وليس بتعيين قائم بالأعمال، وبهذه الجملة القصيرة، أوقف الوزير موجة التأويلات، لكنه فى الوقت نفسه فتح الباب أمام أسئلة جديدة ألا وهى إذا لم يكن خالد أبو الليل هو الرئيس المقبل، فمن إذن؟
الكواليس داخل وزارة الثقافة
وللإجابة وتوضيح الأمور حول الأسئلة السابقة تواصلنا مع مصادر مسئولة داخل وزارة الثقافة كشفت أن وزير الثقافة طلب بالفعل من الدكتور هيثم الحاج علي استكمال أوراقه الجامعية والمقصود هنا استكمال إجراءات توليه منصب داخل الوزارة، وهى خطوة يُقرأ منها أنها تجهيز لعودته لتولي رئاسة الهيئة من جديد، أو ربما لإسناد قطاع ثقافى آخر له داخل الوزارة، وبينما لا شيء محسوم حتى الآن، إلا أن المؤشرات كلها تؤكد أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف عن اسم رئيس قطاع جديد داخل وزارة الثقافة، خصوصًا أن الوقت يداهم الجميع قبل انطلاق أكبر حدث ثقافى فى مصر والعالم العربي، وهو معرض القاهرة الدولى للكتاب.