الذكرى 57 لملحمة إنقاذ معابد أبو سمبل من الغرق.. نداءات مصر الدولية لليونسكو تنقذ تاريخ الجنوب من الاندثار فى بحيرة السد العالى.. الآثار: أكبر عملية هندسية لنقل معبدى رمسيس استغرقت 4 سنوات.. صور

السبت، 27 سبتمبر 2025 05:00 ص
الذكرى 57 لملحمة إنقاذ معابد أبو سمبل من الغرق.. نداءات مصر الدولية لليونسكو تنقذ تاريخ الجنوب من الاندثار فى بحيرة السد العالى.. الآثار: أكبر عملية هندسية لنقل معبدى رمسيس استغرقت 4 سنوات.. صور إنقاذ معبد أبوسمبل من الغرق بعد بناء السد العالى

أسوان - عبد الله صلاح

فى مثل هذه الأيام من نهاية شهر سبتمبر عام 1968، لم تكن مصر تحتفل بإنجاز عادى، بل كانت تكتب فصلًا جديدًا فى سجل الحضارة الإنسانية بإنقاذ معبدى أبوسمبل من الغرق عقب بناء السد العالى وارتفاع منسوب المياه فى نهر النيل خلفه، ومثلت هذه اللحظة الفارقة تجسيدًا لإرادة المصريين وقدرتهم على مواجهة التحديات، ورسخت مكانة مصر باعتبارها حامية التراث الإنساني، ورسالة خالدة بأن الحفاظ على التاريخ هو حفاظ على الهوية والذاكرة المشتركة للبشرية.

 

خطر الغرق يهدد آثار النوبة

رغم مرور أكثر من نصف قرن، ما زالت هذه الذكرى محفورة فى وجدان المصريين، وما زال معبد أبوسمبل شامخًا، يروى قصة كفاح نادرة كان بطلها الإنسان المصرى فى تعاون مع المجتمع الدولى.
 

بداية القصة.. خطر الغرق يهدد آثار النوبة

يسترجع الأثرى الدكتور أحمد مسعود، مدير آثار أبو سمبل، تفاصيل تلك المرحلة قائلاً لـ"اليوم السابع": "مع إعلان بناء السد العالى فى ستينيات القرن الماضى، برزت أزمة حقيقية تمثلت فى تهديد عشرات المعابد والآثار النوبية بالغرق تحت مياه بحيرة ناصر، وكان على مصر أن تختار بين التنمية الاقتصادية المتمثلة فى السد العالى، أو إنقاذ تراثها الفرعونى الفريد، وبالطبع لم يكن أمامنا إلا الجمع بين الاثنين، فبدأت واحدة من أعظم حملات الإنقاذ الأثرى فى القرن العشرين".

وتابع الأثرى أحمد مسعود: "لقد دق علماء الآثار ناقوس الخطر، وأدركت الدولة أن الوضع لا يحتمل الانتظار، وبدأت النداءات الدولية إلى منظمة اليونسكو للمساعدة وكانت الاستجابة سريعة بإطلاق حملة دولية لإنقاذ آثار النوبة عام 1960".

اليونسكو والعالم فى خدمة التراث

وأوضح "مسعود" أن الحملة الدولية لإنقاذ أبوسمبل كانت لحظة فارقة فى تاريخ التعاون الثقافى العالمى، فقد شاركت أكثر من 50 دولة بخبرائها وتمويلها ومعداتها لإنقاذ الكنوز المهددة، مضيفاً أن هذه الحملة جسدت تضامنًا عالميًا نادرًا، حيث توحدت الدول حول هدف واحد، هو إنقاذ تراث لا يخص مصر وحدها لكن الإنسانية كلها.

وأشار إلى أن أبرز المحطات التاريخية فى هذه الملحمة، بدأت 1960 بإعلان بناء السد العالى وبداية خطر الغرق، ومن عام 1960 إلى عام 1964 كانت إطلاق اليونسكو حملتها الدولية، وخلال مارس 1964، بدأت أعمال النشر والتقطيع لأكثر من 1000 كتلة حجرية ضخمة من معبد أبو سمبل، ثم خلال الفترة من 1964 حتى 1968، إعادة تركيب المعبد فى موقعه الجديد على مرتفع صخرى أعلى من منسوب المياه، وأخيراً فى 22 سبتمبر 1968 كان الإعلان الرسمى عن اكتمال عملية الإنقاذ.

تفاصيل عملية الإنقاذ

وكشف الدكتور مسعود بعض تحديات أعظم عملية هندسية، قائلاً: "كان التحدى الأكبر هو كيفية التعامل مع تماثيل عملاقة يصل وزن بعضها إلى أكثر من 30 طنًا، ليتم قطع المعبد إلى 1050 كتلة حجرية باستخدام مناشير ضخمة، ثم أعيد تركيبها بدقة مذهلة تحافظ على الانحرافات الفلكية التى تميز معبد أبو سمبل، بحيث تظل ظاهرة تعامد الشمس مرتين سنويًا كما كانت منذ عهد رمسيس الثانى".

وتابع: "ما حققه المهندسون والأثريون لم يكن مجرد إنقاذ معبد، بل كان معجزة هندسية وأثرية أثارت إعجاب العالم كله، وكتب المصريون ملحمة كفاح لا تقل عظمة عن بناء المعبد نفسه قبل أكثر من 3200 عام واليوم، يقف معبد أبو سمبل شاهدًا على عبقرية المصرى القديم وإرادة المصرى الحديث.

وعلق مدير آثار أبوسمبل: "عندما يأتى الزوار من مختلف دول العالم لمشاهدة هذا المعبد، فإنهم لا يرون فقط إبداع رمسيس الثانى وزوجته نفرتارى، لكن يشاهدون أيضًا قصة إنقاذ فريدة، تجعل من أبوسمبل رمزًا عالميًا للتعاون بين الشعوب"، واختتم حديثه مؤكدًا أن هذه الذكرى يجب أن تكون حافزًا دائمًا لنا على مواصلة حماية تراثنا وصونه من أى تهديد، لأنه ليس مجرد حجارة صامتة، لكنها رسالة حضارية خالدة للأجيال القادمة.

 

مركز لتوثيق الحملة الدولية لإنقاذ معبدى أبوسمبل

وأشار مدير آثار أبوسمبل إلى أنه تم إنشاء مركز توثيق الحملة الدولية لإنقاذ معبدى أبوسمبل، وتم افتتاحه في ديسمبر 2016، وتذكرته مضافة قيمتها على زيارة المعبد، ويضم 21 لوحة جرافيك، و18 فاترينة عرض، ومعمل تحميض صور، وحديقة متحفية، ومجموعة من المعدات والأدوات والمهام والوسائل والجرافيك التى تجسد أعمال هيئة اليونسكو لإنقاذ معبدى أبوسمبل من الغرق.

 

الأعمال الهندسية لنقل المعبد
الأعمال الهندسية لنقل المعبد

 

السيارات تنقل أجزاء المعبد
السيارات تنقل أجزاء المعبد

 

المركز من الخارج
المركز من الخارج

 

المهندسون المشاركون فى المعبد
المهندسون المشاركون فى المعبد

 

إنقاذ معابد أبوسمبل من الغرق
إنقاذ معابد أبوسمبل من الغرق

 

بعد الانتهاء من نقل المعبد
بعد الانتهاء من نقل المعبد

 

تفكيك المعبد
تفكيك المعبد

 

تفكيك تماثيل المعبد
تفكيك تماثيل المعبد

 

تفكيك معابد أبوسمبل
تفكيك معابد أبوسمبل

 

جانب من أعمال تفكيك المعبد
جانب من أعمال تفكيك المعبد

 

جهود المشاركين فى الإنقاذ
جهود المشاركين فى الإنقاذ

 

لقطة جوية للمعبد
لقطة جوية للمعبد

 

مركز التوثيق من الداخل
مركز التوثيق من الداخل

 

مركز توثيق إنقاذ معابد أبوسمبل
مركز توثيق إنقاذ معابد أبوسمبل

 

معدات نقل المعبد
معدات نقل المعبد



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب