تمر، اليوم، ذكرى ميلاد الفيلسوف الألمانى مارتن هيدجر أحد رموز الفلسفة فى القرن العشرين وبالتحديد الفلسفة الوجودية، والذى ولد 26 سبتمبر من عام 1889 بجنوب ألمانيا وتوفى فى السادس والعشرين من مايو لعام 1976، وكان فيلسوفا وجه اهتمامه الفلسفي إلى مشكلات الوجود والتقنية والحرية والحقيقة، ومن كتبه الوجود والزمان (1927)، ما الميتافيزيقا؟ (1929)، رسالة في النزعة الإنسانية (1947)، السؤال عن التقنية (1954).. ونشتعرض معا أهم أفكاره.
سؤال الكينونة
جعل هيدجر من "سؤال الكينونة" المحور المركزي لفلسفته، أي التساؤل: "ما معنى أن يكون هناك وجود؟" واعتبر أن الفلسفة الغربية منذ أفلاطون قد انشغلت بالكائنات والأشياء أكثر من انشغالها بالكينونة نفسها.
الوجود الإنسانى
استخدم هيدجر مفهوم "الدازاين" (Dasein) للدلالة على الوجود الإنساني الملقى في العالم، وهو وجود واع يسأل عن معناه، يرى أن دازاين يمتاز بقدرته على إدراك وجوده وفهمه.
الكينونة من أجل الموت
يرى هيدجر أن الموت ليس مجرد حدث بيولوجي، بل هو البعد الأصيل للوجود الإنساني، حيث يعي الإنسان أن وجوده متناه، وهذا الوعي يجعل الإنسان يعيش وجوده بطريقة "أصيلة" بدل الانغماس في العادات اليومية.
الزمان أساس الكينونة
اعتبر أن فهم الوجود لا يتم إلا عبر الزمن، فالزمان ليس مجرد إطار لمرور الأحداث، بل هو البنية الأساسية التي تجعل الكائن يفهم نفسه والعالم.
التقنية
انتقد هيدجر التقنية الحديثة، واعتبرها ليست مجرد أدوات بل "طريقة في الكشف عن العالم، فالتقنية تحوّل الكائنات إلى "موارد" قابلة للاستخدام، ما يؤدي إلى اغتراب الإنسان عن الوجود الأصيل.
الانغماس في الـ"هُم"
الإنسان غالبًا يعيش في حالة من "اللا-أصالة"، حيث يذوب في الجماعة والآخرين ما يسميه هيدجر: الـ "هم" – Das Man). وهذا الوجود المبتذل يمنع دازاين من مواجهة وجوده الخاص.
لغة الوجود
اعتبر هيدجر أن اللغة "بيت الكينونة"، فهي ليست مجرد أداة للتواصل بل المجال الذي ينكشف فيه الوجود.
نقد الميتافيزيقا
يرى هيدجر أن الميتافيزيقا الغربية أغفلت سؤال الكينونة، واختزلت الوجود في "الحضور الدائم"، وهذا أدى إلى سيطرة العقل الأداتي.