من الجزائر إلى لندن.. مسار الاعتراف بالدولة الفلسطينية بين الدعم والممانعة

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 01:00 م
من الجزائر إلى لندن.. مسار الاعتراف بالدولة الفلسطينية بين الدعم والممانعة علم فلسطين - أرشيفية

محمد عبد الرحمن

لم يكن إعلان بريطانيا الأخير اعترافها بالدولة الفلسطينية خطوة معزولة، بل جاء تتويجًا لمسار طويل بدأ منذ إعلان الاستقلال الفلسطيني في 15 نوفمبر 1988 بالجزائر، حين أعلن المجلس الوطني الفلسطيني في جلسة استثنائية بالمنفى قيام دولة فلسطين، وسرعان ما اعترفت 78 دولة بالدولة الوليدة قبل نهاية العام نفسه، لتبدأ أولى موجات الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.

وفي فبراير 1989، أُعيد الزخم السياسي للقضية مع الجهود الدولية لحل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، وصولًا إلى اتفاقية أوسلو عام 1993، التي أسست للسلطة الفلسطينية كإدارة مؤقتة للحكم الذاتي في الأراضي الفلسطينية. غير أن هذا الاعتراف ظلّ محدودًا في ظل رفض إسرائيل ومعها عدد من الدول الغربية، بينها الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي، منح فلسطين صفة الدولة الكاملة، مع الاكتفاء بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، والتأكيد على أن أي اعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يتم عبر مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.

الفيتو الأمريكي يحول دون إعلان الدولة الفلسطينية

ورغم ذلك، واصل التأييد الدولي لدولة فلسطين التوسع، حتى باتت مع حلول سبتمبر 2025 معترفًا بها من قبل 153 دولة من أصل 193 عضوًا بالأمم المتحدة، أي ما يزيد على 78% من أعضاء المنظمة الدولية، بينما منحتها الجمعية العامة في نوفمبر 2012 صفة دولة مراقب غير عضو، لكن هذه الخطوات كانت تصطدم باستمرار بحق النقض (الفيتو) الأمريكي في مجلس الأمن، الذي حال دون حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

وتكشف المواقف الدولية المتباينة عن خريطة معقدة: فبينما أعلنت فرنسا مؤخرًا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لم تقدم دول كألمانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة على هذه الخطوة، رغم تأييدها النظري لحل الدولتين. في المقابل، اعترفت 13 دولة من مجموعة العشرين، بينها الصين والهند وروسيا وجنوب إفريقيا والبرازيل، بفلسطين رسميًا، ما يعكس التناقض بين التصريحات الداعمة والمواقف الفعلية على الأرض.

كما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يدعم "إعلان نيويورك" بشأن تنفيذ حل الدولتين، إذ صوّتت 142 دولة لصالح القرار، بينما عارضته 10 دول بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، في حين امتنعت 12 دولة عن التصويت، بينها إثيوبيا وجنوب السودان والتشيك.

وبينما تنضم بريطانيا الآن إلى قائمة الدول المعترفة بفلسطين، يبقى التناقض في مواقف بعض القوى الكبرى عائقًا أمام إنهاء الاحتلال، ما يجعل الاعتراف الدولي، رغم أهميته السياسية، خطوة تحتاج إلى دعم فعلي لتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض الواقع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة