الأحلام تحت مجهر فرويد.. كيف كشف مؤسس التحليل النفسى أسرارها؟

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 07:00 م
الأحلام تحت مجهر فرويد.. كيف كشف مؤسس التحليل النفسى أسرارها؟ فرويد

محمد عبد الرحمن
تحل اليوم ذكرى رحيل سيجموند فرويد، مؤسس مدرسة التحليل النفسي وأحد أبرز العقول التي غيّرت فهم الإنسان لذاته. فقد كان فرويد أول من نقل تفسير الأحلام من عالم الخرافة والتأويلات الغيبية إلى فضاء العلم والتحليل المنهجي، معتبرًا أن الحلم هو "الطريق الملكي إلى اللاشعور" لفهم أعمق رغبات النفس ودوافعها الخفية.
 
منذ أن بدأ سيجموند فرويد في علاج مرضاه، أدرك أن للأحلام دورًا محوريًا في كشف خبايا النفس الإنسانية. استلهم فرويد الفكرة من قراءاته المبكرة، مثل كتاب توماس براون في القرن السابع عشر حول تفسير الأحلام، ليبدأ بعد ذلك في تشجيع مرضاه على سرد أحلامهم باعتبارها مفاتيح لفهم دواخلهم النفسية.
 
سرعان ما توصّل فرويد إلى فرضيته الشهيرة، بأن الحلم هو تعبير رمزي عن رغبات مكبوتة، واللاوعي يصوغ هذه الرغبات في شكل صور وهذيانات تخضع للرقابة الداخلية، فتظهر في الحلم بأشكال مشوّهة أحيانًا. ومن هنا، وضع فرويد منهجه الصارم في تحليل الأحلام، باعتبارها أعراضًا نفسية تكشف عن صراعات اللاشعور وتساعد في فهم العصابات والاضطرابات النفسية.

الأحلام لدي فرويد غالبًا ذات طابع جنسي

ووفق دراسات متخصصة في نظرية فرويد، فإن الحلم أشبه بحالة ذهنية قصيرة الأمد، غير مضرة، بل تؤدي وظيفة مفيدة للنفس، إذ تمنح العقل فرصة لتفريغ التوترات المكبوتة دون أن توقظ النائم. لذلك، اعتبر فرويد الأحلام "حارس النوم"، لأنها تُشبع الرغبات المحظورة جزئيًا في الخيال، فتنخفض مستويات القلق ويستمر النوم.
 
ويرى فرويد أن الحلم والعصاب ينبعان من مصدر واحد هو المكبوت. فخلال النوم، ومع تراجع النشاط الواعي، تضعف المقاومة الداخلية، ما يسمح للرغبات المحظورة بالظهور في شكل صور حلمية رمزية. وهنا يميّز فرويد بين "المضمون الظاهر" للحلم، وهو ما يراه النائم في خياله، و"المضمون الكامن" الذي يخفي المعنى الحقيقي والدوافع النفسية وراء الصور.
 
حتى الكوابيس، وفق فرويد، هي في جوهرها أحلام لرغبات مكبوتة، غالبًا ذات طابع جنسي، لكنها تخضع لرقابة نفسية شديدة تشوّه مضمونها، فتظهر في صورة مخاوف أو هواجس مزعجة. ومن خلال التحليل النفسي، يمكن الكشف عن هذا المضمون الكامن وفهم الدوافع العميقة التي تحركه.
 
وهكذا، فتح فرويد عبر كتابه الشهير "تفسير الأحلام" الباب أمام علم جديد يدرس النفس البشرية بعمق، واضعًا الأحلام في قلب النقاش العلمي حول اللاشعور، ومؤكدًا أنها ليست نشاطًا عشوائيًا، بل لغة خاصة تكشف خبايا العقل الباطن.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة