قرب نابولي.. مدينة إيطالية قديمة تتحول إلى مركز للفن المعاصر

على بُعد أقل من نصف ساعة شمال غرب نابولي، تقع مدينة بوتسولي الساحلية الساحرة، والمعروفة بمناظرها البركانية ومواقعها الرومانية العديدة، بالإضافة إلى كونها مسقط رأس الممثلة صوفيا لورين، ومع ذلك، لا تزال غير مكتشفة إلى حد كبير من قبل السياح الإيطاليين، ناهيك عن السياح الدوليين وعلى مدار خمسة أيام في وقت سابق من هذا الشهر (10-14 سبتمبر)، غيّر بينالي مصغر نظمته معارض تجارية دولية وأشرفت عليه مديرة مركز بومبيدو-ميتز، كيارا باريزي، هذا الوضع.

كان موضوع بانوراما هذا العام، كما يُطلق على المعرض المتجول السنوي، هو التأليه؛ ففي بوتسولي، "ليس مفهومًا مجردًا"، كما تقول كيارا باريزي، واصفةً المدينة والمناظر الطبيعية المحيطة بها بأنها "أرض إلهية".

تأسست بوتسولي كمستعمرة يونانية قديمة عام 531 قبل الميلاد، وحقول فليجرا هي يونانية ورومانية في نفس الوقت.

وتضيف باريزي وفقا لموقع أرت نيوز: "وهكذا، فهي واحدة من أهم مناطق البحر الأبيض المتوسط". أعتقد أن أي شخص يعيش في تعايش يومي مع بركان يُكوّن نفسية مختلفة. ينساب خيط التأليه بشكل طبيعي في بوتسولي: فهو يتحدث عن سيبيل، وفيرجيل، وصوفيا لورين! بل يتحدث أيضًا عن كل من يعيش حياته اليومية في هذه الأرض.

عُرضت أعمال 47 فنانًا، مُمثلة في 45 معرضًا فنيًا، في جميع أنحاء المدينة، في أماكن قديمة وحديثة، بما في ذلك دار سينما سابقة سُميت باسم لورين، وكنيسة المطهر، ومقبرة النبلاء حيث أبدع سيمون ستارلينج عملًا مستوحى من لوحة كارافاجيو "قطع رأس يوحنا المعمدان" (1608)، التي رسمها الفنان الباروكي في نابولي.

في مسرح فلافيان - ثالث أكبر مسرح في إيطاليا، ويزوره جزء من زوار الكولوسيوم - عُرضت منحوتات برونزية من تصميم سيمون فاتال، تعكس التماثيل الرومانية المجاورة. قطعة صوتية من تأليف كلاريسا بالداساري، مستوحاة من لغة التكلم بألسنة، تردد صداها في أرجاء الغرف تحت الأرض في المدرج. وعلى بُعد مسافة قصيرة بالسيارة، تقع حديقة كوما الأثرية، التي كانت مركزًا لعبادة أفروديت (فينوس)، بالإضافة إلى كونها موطنًا لمعابد مخصصة لأرتميس (ديانا) وجوبيتر. وفي نهاية هيكل كهفي بين الأنقاض، عُرض فيلم من إخراج ويليام كينتريدج.
 

تجديد

صور من المدينة