تناولت برامج التليفزيون مساء الجمعة، العديد من القضايا والموضوعات المهمة، التى تشغل بال المواطن المصرى والرأى العام.
أكرم القصاص: قمة الدوحة محطة فارقة لمواجهة غطرسة إسرائيل وأوراق العرب حاضرة
أكد الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة "اليوم السابع"، أن القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة تمثل محطة فارقة ومفصلية في تاريخ العمل العربي المشترك، مشددًا على أنها تأتي في ظل تضامن استثنائي وغير مسبوق لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
وفي مداخلة هاتفية مع قناة "النيل للأخبار"، أوضح الكاتب الصحفي أكرم القصاص أن الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة هو "تجاوز كبير" وضرب لجهود السلام، كونه يستهدف طرفًا عربيًا وإقليميًا محوريًا في جهود الوساطة وهو دولة قطر. وأضاف أن هذا التصعيد يعكس "غرور قوة أصبح بلا حدود لدى نتنياهو".
ورفض الكاتب الصحفي أكرم القصاص الآراء التي تقلل من فاعلية الموقف العربي، مؤكدًا أن "الدول العربية لديها أوراق كثيرة" يمكن توظيفها، سواء أوراق تتعلق بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، أو أوراق اقتصادية وسياسية مؤثرة. وأشار إلى أن التحرك العربي يجب أن يتجاوز البيانات إلى أفعال ملموسة.
وقال الكاتب الصحفي أكرم القصاص: "من المهم أن تضاعف الدول العربية من قوة موقفها، ليس فقط في البيانات ولكن في التحرك والتلويح بأوراق اقتصادية وسياسية كثيرة يمكن توظيفها بالفعل".
كما انتقد الموقف الأمريكي الذي وصفه بـ"شديد التناقض"، مشيرًا إلى أن القمم العربية والإسلامية كانت دائمًا تلوّح باستخدام أوراقها للضغط، وهذا هو الوقت المناسب لتفعيل ذلك.
وتوقع الكاتب الصحفي أكرم القصاص أن تخرج قمة الدوحة بمواقف "أكثر حدة" تجاه الاحتلال، وأنها ستؤكد على التضامن الكامل مع قطر في مواجهة هذا العدوان، بالإضافة إلى الدفع بقوة نحو دعم صمود الشعب الفلسطيني وتفعيل مسار إقامة الدولة الفلسطينية.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن "جنون نتنياهو"، كما وصفته بعض الصحف، وضع نهاية لأي تفاهمات محتملة في المنطقة، مما يجعل من القمة فرصة لتقديم نقلة استراتيجية جديدة تردع الاحتلال وتؤكد على وحدة الموقف العربي والإسلامي.
أشرف سنجر: قمة الدوحة يجب أن تؤسس لردع عربي جماعي في وجه الخيانة الإسرائيلية
أكد الدكتور أشرف سنجر، أستاذ السياسات الدولية، أن القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة لا تمثل مجرد اجتماع دبلوماسي، بل هي "رد فعل ضروري ومباشر على الخيانة والخديعة" التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تجسدت في الهجوم الأخير على دولة قطر.
وقال سنجر خلال مداخلة هاتفية لبرنامج اليوم المذاع على قناة دي إم سي: "إن هذا العدوان ليس حادثًا عرضيًا، بل هو سمة أساسية لسياسة حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة ومستوطنيها الإرهابيين الذين يقتلون بدم بارد. لذلك، فإن الهدف الأسمى لهذه القمة يجب أن يتجاوز الإدانة التقليدية، ليصل إلى التأكيد على مفهوم الردع العربي والإسلامي كقوة فاعلة في النظام السياسي الدولي".
وأوضح سنجر أن الهجوم على قطر هو اعتداء على سيادة كل الدول العربية، وامتداد للاعتداء على القدس والمقدسات الإسلامية. وأضاف: "نحن أمام تحدٍ وجودي يمس الأمن القومي العربي بأسره. إن مفهوم الردع العربي الذي نتحدث عنه لا يختلف في جوهره عن مبدأ الدفاع المشترك في حلف الناتو؛ فالاعتداء على دولة هو اعتداء على الجميع".
وشدد سنجر على أن الردع يجب أن يكون متعدد الأبعاد، ليشمل الردع السياسي والدبلوماسي، وصولًا إلى تفعيل "آلية العمل العسكري الجماعي". ورداً على سؤال حول كيفية تحقيق ذلك، قال: "إن المطلوب الآن هو تفعيل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك القائمة. هذا ما طالبت به مصر سابقًا، وقد أثبتت الأحداث أن تفعيلها لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة ملحة".
واختتم الدكتور سنجر تحليله برسالة واضحة: "على إسرائيل أن تفهم أن الدول العربية ليست دولًا خانعة أو ضعيفة، بل هي قادرة على أن ترد الصاع صاعين. يجب أن تصل رسالة القمة بأن أي تجاوز إسرائيلي سيقابل برد جماعي، وأن يد أي معتدٍ ستقطع قبل أن تمتد لتمس سيادة أي دولة عربية".
مدير "الأهرام الاستراتيجي": الانعقاد السريع للقمة العربية يحمل رسالة قوية للجُرم الإسرائيلي
تحدث الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن توقعاته لمخرجات القمة العربية الإسلامية الاستثنائية قبيل انعقادها بالدوحة، موضحًا أن هناك ثلاثة مستويات رئيسية يجب النظر إليها: دلالات انعقاد القمة، الرسائل المباشرة وغير المباشرة، والإجراءات التنفيذية.
وأكد عبد الوهاب، في مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة اليوم" الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى، عبر قناة الحياة، أن الانعقاد السريع للقمة يحمل رسالة قوية ردًا على ما وصفه بالجُرم الإسرائيلي ومحاولة الهيمنة على المنطقة، مشيرًا إلى أن القمة رسالة رفض واضحة لهذه السياسات، كما أنها تسعى إلى إعادة حسابات الولايات المتحدة فيما يخص دعمها لإسرائيل.
وعن مستوى الحضور، أوضح أن غياب بعض القادة أمر طبيعي في القمم الطارئة بسبب الارتباطات المسبقة، لكن سرعة الإعداد بحد ذاتها دلالة مهمة، لافتا إلى أن القمة ستعكس رسالتين رئيسيتين: رفض الهجوم على قطر وانتهاك سيادتها، والتأكيد على القضية الفلسطينية كجزء من إطار أوسع للتحركات الإسرائيلية في المنطقة.
وأضاف أن الاعتداء الإسرائيلي على قطر سيجعل مخرجات القمة مختلفة عن القمم السابقة التي تناولت غزة فقط، حيث ستتضمن رسائل مباشرة برفض العدوان، والتعامل مع أمن الخليج بشكل تدريجي يشمل أمن قطر.
وأشار عبد الوهاب إلى أن ما جرى يسلط الضوء على إشكالية التحالف الاستراتيجي بين دول الخليج والولايات المتحدة، مؤكدًا أن هذه الحسابات ستشهد تغييرات تدريجية، لكن دون قرارات مفاجئة، كما لفت إلى أن التوترات الخليجية مع إسرائيل قائمة، وأن هناك أطرافًا أخرى مثل إيران وتركيا ستلقي بظلالها على التوازنات في المنطقة، متوقعا أن تبعث القمة برسائل غير مباشرة عديدة، تتعلق بمفهوم الأمن الإقليمي ومستقبله، أكثر من الرسائل المباشرة.
أسامة السعيد لـ"الحياة اليوم": مراجعة علاقات بعض الدول مع إسرائيل مطروحة
صرح الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار، بأن أحد الإجراءات المطروحة على طاولة القمة العربية الإسلامية المرتقبة قد يتمثل في "مراجعة بعض الدول العربية لعلاقاتها مع إسرائيل"، وذلك كإجراء ضروري للرد على التصعيد الإسرائيلي الأخير وخطواتها التي وصفها بـ "المتهورة وغير المحسوبة".
جاء ذلك خلال مداخلة له في برنامج "الحياة اليوم"، تقديم الإعلامية لبني عسل المذاع على قناة الحياة حيث أكد السعيد أن التحدي الذي فرضته الاعتداءات الإسرائيلية يتطلب رد فعل عربي وإسلامي قوي ومختلف عن بيانات الشجب والإدانة التقليدية.
وأوضح السعيد أن "أضعف الإيمان" يقتضي اتخاذ قرارات وإجراءات واضحة، قائلاً: "على سبيل المثال، يمكن أن يكون هناك مراجعة بالنسبة للعلاقات العربية أو بعض الدول التي لديها علاقات مع إسرائيل. يجب أن تكون هناك مراجعة في إطار المصالح الاستراتيجية والمخاطر التي باتت تمثلها إسرائيل على حالة السلم في المنطقة".
كما شدد على أن الرسائل التي ستصدر عن القمة لن تكون موجهة لإسرائيل وحدها، بل ستكون موجهة بشكل أساسي إلى داعميها، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرًا أن إسرائيل "لم تكن لتقوم بهذه الخطوات لولا الغطاء الذي يمنع مساءلتها دوليًا".
ويأتي هذا التصريح في ظل استعدادات مكثفة لعقد القمة، والتي يُعقد عليها آمال كبيرة في الخروج بموقف موحد وحاسم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي.