في كلمات قوية وحاسمة تسجل بحروف من نور تلخص الموقف العالمي من الوضع المأساوي والدموي في غزة هي التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته عبر الوسائل الافتراضية في القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في تجمع البريكس، التي عقدت بدعوة من جمهورية البرازيل الاتحادية بصفتها الرئيس الدوري الحالي للتجمع لمناقشة المستجدات الدولية الراهنة وذلك خلال الأيام الماضية، حيث قال إن المشهد الدولي اليوم غارق في ازدواجية فاضحة في المعايير وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي دون أدنى اكتراث أو مساءلة في ظل إفلات ممنهج من العقاب.
وبلا شك أن هذه الكلمات تفضح جرائم الإبادة البشرية للفلسطينيين ومحاولة تهجيرهم قصرا من أرضهم من قبل الكيان الإسرائيلي المحتل لأرضهم بدعم من القيادة الأمريكية ومباركة لما يحدث، في ظل وقوف العالم المتقدم حضاريا والمتخلف إنسانيا مكتوف الأيدي ولا يصدر عنه إلا الشجب والإدانة والشعور بالقلق وضرورة ضبط النفس والاستهجان لما يحدث، وهناك دول مؤيدة وتبرر للكيان الصهيوني أفعاله الإجرامية.
وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي أيضا في كلمته القوية إلى ضعف فاعلية العمل الدولي وتآكل المصداقية التي دفع العديد من الدول إلى المطالبة بإصلاح شامل لعمل المجلس الأمن الدولي، بما في ذلك إلغاء حق النقض، وهو الفيتو الذي جعل المجلس عاجزا عن أداء دوره المحوري في تسوية النزاعات ووقف الحروب، والحقيقة هذا ما نراه الآن حيث استخدمت أمريكا حق الفيتو أربع مرات في مجلس الأمن لمنع صدور قرار بوقف حرب الإبادة في غزة كاشفا فعلا تناقض الأقوال مع الأفعال
وهكذا أوضح الرئيس في هذا المحفل العالمي رؤية مصر لما يحدث في قطاع غزة ردا على المزاعم والمهاترات التي تصدر يوميا من الموتورين والخونة وأعداء الوطن أن مصر رفعت يدها عن القضية الفلسطينية، بل العكس فهي من ضحت وتضحي من أجل القضية الفلسطينية منذ عام 48 وحتى الآن، ومن أكثر الدول التي تقدم المساعدات حاليا لأهل غزة عبر المعابر، ولكن من يعوقها الاحتلال الصهيوني الذي يسيطر على الأطراف الأخرى من المعابر.