أكد الدكتور خليل أبو كرش، الباحث بالمركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، أن إسرائيل تتسارع في تنفيذ خطواتها وسياساتها الممنهجة على الأرض بهدف تثبيت حقائق جديدة تجعل من قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً.
وأوضح أبو كرش، في مداخلة له مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الممارسات الإسرائيلية الحالية من توسيع للاستيطان وتقطيع لأوصال الضفة الغربية، ليست عشوائية بل هي سياسات "عميقة ومركّزة" تهدف إلى "إفراغ أي معنى سياسي لوجود دولة فلسطينية".
وأضاف أن هذه الإجراءات تأتي كرد عملي على الجهود الدولية والإقليمية للاعتراف بدولة فلسطين، حيث تسعى إسرائيل لتقول للعالم "إنه لا وجود لهذه الدولة على أرض الواقع".
ولفت إلى أن الخطط الإسرائيلية تطمح لرفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى مليون مستوطن، بالتزامن مع سياسة عزل المدن والقرى التي تحوّل الأراضي الفلسطينية إلى ما يشبه "قطعة من جبنة سويسرية" مجزأة، مما يقضي على مقومات الدولة.
واعتبر أبو كرش أن إسرائيل تنتهج "سياسة حسم الصراع" من طرف واحد، عبر فرض رؤيتها القائمة على مبدأ "سكان أقل وأرض أكثر". وأشار إلى أن هذا يتجلى بوضوح في سياسة العقاب الجماعي التي فُرضت منذ السابع من أكتوبر، بما في ذلك إقامة أكثر من 1000 حاجز جديد، بهدف خنق الفلسطينيين ودفعهم للرحيل.
واختتم الباحث الفلسطيني تحذيره بأن هذه السياسات، التي تحتل الأرض والزمن وتضيق الخناق على حياة الفلسطينيين اليومية، تدفع المنطقة حتماً نحو "مزيد من الانفجار"، في ظل حالة الغليان التي تشهدها الضفة الغربية بالفعل.