بعد الشيخ محمد عبد الظاهر أبو السمح ومعه الأخ الأصغر له وهو الشيخ عبدالمهيمن، وتزاملا الشيخان فى إمامة الحرم المكى على مدار ربع قرن من الزمان، وكان ثالث الثلاثة الذى تعلم وحفظ القرآن الكريم فى كُتَّاب قريته، ثم التحق بالأزهر، هو الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، ابن قرية كفر الشيخ عامر التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية، وقدم مع الشيخ عبد الظاهر أبو السمح للمملكة العربية السعودية، حيث كان خليفته مباشرة، وصدر قرار ملكى بتعيينه إماماً وخطيباً فى المسجد الحرام، وكذلك كان إماما للمصلين بالمسجد النبوى الشريف، ويعد أول من استعمل مكبر الصوت للأذان والصلاة والتلاوة فى الحرم المكى.
ويعود له الفضل فى كونه أول من فكر في تأسيس مرصد فلكي في مكة المكرمة، وتحديدا على رأس جبل أبي قبيس، للاستعانة بآلاته على إثبات رؤية هلال رمضان، ورؤية هلال ذي الحجة، وتحديد وقفة عرفات وعيد الأضحى، وعرض الفكرة على الملك سعود بن عبدالعزيز فوافق، وأصدر قرارا ببناء وحدة خاصة للمرصد لاستطلاع الهلال على قمة جبل أبى قبيس، بل وشمل القرار جلب آلات الرصد الحدسثة ـ حينها.
وفى 1952 عندما تأسس فى الرياض أول معهد علمى انتدب الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة للتدريس به لعلمى التفسير والحديث وفروعهما، وفى 1965 مرض الشيخ محمد بعدة أمراض، ودخل على إثرها مصحات العلاج بمكة والطائف، ثم عاد إلى مكة، لكن المرض عاوده واشتد عليه، وأصبح ملازمًا للفراش منذ 1970 وحتى وفاته المنية فى 1972، وصُلِّيَ عليه في المسجد الحرام بعد صلاة المغرب ودفن بالمعلا.
وبذلك يفتخر ضيوف الرحمن من الحجاج المصريين او المعتمرين وكذلك المصلين بالحرمين الشريفين بأن أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوى كانوا من المصريين، فنحن المصريين من كبروا وأقاموا الأذان بالصلوات الخمس بالحرمين الشريفين ونحن من شاركنا الاخوة السعوديين من المشايخ فى إلقاء خطب الجمع وتلاوة القرآن الكريم بحناجر مصرية فى صحن الكعبة وأمام مقام حضرة سيدنا محمد عليه افضل الصلاة وأتم السلام.
رحم الله مشايخنا العظام الذين رفعوا هاماتنا بين الأمم فى أقدس أراضى الله فى كونه، فى مكة المكرمة والمدينة المنورة وهؤلاء المشايخ هم رسل ازهرنا الشريف، أحد أهم قلاع القوة الناعمة لمصر.