الحديث عن التاريخ المصرى القديم لا يمكن حصره أو تجميعه بالكامل، فقوة وعظمة الحضارة المصرية القديمة أكبر من أن يتم جمعها فى كتاب واحد أو حتى سلسلة من الكتب، كما أنها مصدر إلهام للعديد من الباحثين المصريين والأجانب، وهناك مجموعة من الكتب التى تحدثت عن الحضارة المصرية القديمة كتاب مصر القديمة من تأليف جان فيركوتير وترجمة ماهر جويجاتي.
حسب ما جاء في النسخة المترجمة من كتاب مصر القديمة وتحديدًا في الباب الأول مصر في الزمان والمكان في جزء بعنوان مصر وعالمنا المعاصر ما يثير اهتمامنا بالحضارة المصرية ليس فقط قدمها، ولكن أيضاً استمراريتها وتواصلها، ففي أوروبا وأمريكا تتعاقب الحضارات أيضا،ً ولكنها تختلف عن بعضها البعض فيفصل بين كل حضارة وأخرى صدع عميق الغزو الروماني للعالم الكلتي والغزوات الكبرى للعالم اللاتيني، وغزو أسبانيا للأمريكتين الوسطى والجنوبية، الخ.. ففى كل مرة يعود التساؤل حول جوهر الحضارة ذاته إلى طرح نفسه على بساط البحث، والمجتمع البشرى الذي يتشكل في أعقاب هذه التقلبات لا يشبه المجتمع الذي سبقه، أما في مصر فإن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث، ومنذ بداية العصر الحجرى الحديث وحتى السيطرة الفارسية والغزو المقدوني.
ويضيف مؤلف الكتاب تاريخ مصر يسير في مجرى منتظم، ومما لاشك فيه أن البعض قد بالغ من الظاهرة التي شكلتها حضارة عظمی ولدت ونمت في عزلة تامة، كما يعتقد البعض لقد كان هناك تسلل أجنبي ومؤثرات خارجية، ولكن كل ذلك لم يكن من القوة بحيث يؤثر في الطابع الأصيل الحضارة المصرية، فمصر الدولة الوسطى هي السليلة الشرعية للدولة القديمة، كما ظلت مصر بعد غزو المكسوس هي هي كما كانت دائمًا، هذه الاستمرارية الفريدة في بابها، خاصة عندما نفكر في الزمن الذي استغرقته، ترجع في الجانب الأكبر منها إلى ارتباط الحضارة المصرية ارتباطاً وثيقًا بمجتمع جغرافی هو وادى النيل، ومهما قال البعض أو ذهب في ظنونه فإن مصر لم تستورد حضارتها.

كتاب مصر القديمة